;

لغويات أوباما 712

2009-04-12 04:05:42

بقلم :احمد عمرابي

هل هناك اختلاف جوهري في توجهات السياسة الخارجية بين إدارة أوباما وإدارة بوش الابن؟

إن كان هناك فعلا اختلاف فهو كما يقول الكاتب الصحفي الأميركي بيتر بيكر اختلاف شكلي يقتصر على الصياغة اللفظية، بحيث توحي خطابات وتصريحات وبيانات الرئيس أوباما وكأن إدارته هي نقيض الإدارة السابقة.

بكلمات أخرى يعتمد الرئيس الجديد على حيل لغوية لإعادة إنتاج سياسة سلفه بعبارات لفظية مختلفة دون المساس بجوهرها.

يستهل الكاتب بيكر مقالته بحكاية صغيرة مفادها أنه عندما قدم الرئيس أوباما قبل نحو أسبوع تنويراً إلى قيادات الكونغرس بشأن خطته لإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان عرض عليه أحد هؤلاء القادة نصيحة قائلاً: بصرف النظر عن ما تعتزم فعله فلا تطلق عليه عبارة «تصعيد».

والمغزى هو أن مصطلح «التصعيد» هو الذي كانت تستخدمه إدارة بوش كلما قررت إرسال قوات إضافية إلى الميدان في كل من العراق وأفغانستان. والآن وبينما يحذو أوباما حذو بوش بإرسال المزيد من القوات إلى الأراضي الأفغانية فإنه يتحاشى إيراد كلمة «تصعيد» وكأن إدارته لا تحاكي سياسة سلفه. وقس على ذلك أشياء أخرى.

فالرئيس أوباما يعزف عن وصف معتقلي معسكر غوانتنامو بأنهم «مقاتلون أعداء»، كما كانت تفعل الإدارة السابقة لتبرير استمرار احتجازهم دون محاكمة أو أي حقوق قانونية أخرى فإن المعتقلين لا يزالون معتقلين.

و«الحرب على الإرهاب» صارت «عمليات خارجية طارئة» دون أن تتغير طبيعتها، و«الأنشطة الإرهابية» أصبحت «كوارث من صنع بشري». . وذلك دون أن يتغير أي شيء من عهد بوش إلى عهد أوباما. فهل يمكن القول إن أوباما طراز جديد من الرؤساء الأميركيين؟

خداع الرأي العام الأميركي في عهد أوباما ليس أمرا جديدا تماما. فالكذب والتلفيق هو سمة كافة الرئاسات الأميركية في مدى الستين عاما الأخيرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن ربما يمكن القول إن لجوء إدارة أوباما إلى أسلوب من الحيل اللغوية الذكية يعتبر ابتكارا إلى حد ما. ولكي يطبق أوباما هذا الأسلوب الخادع فإنه لم ينتظر إلى أن يدخل البيت الأبيض.

فقد كان هذا هو المنوال الذي كان يأخذ به خلال حملته الدعائية الانتخابية. كان ينتقي عبارات لها بريق محورها «التغيير» لمخاطبة مشاعر جمهور الناخبين مع الحرص على عدم الخوض في تفاصيل ملموسة لشرح طبيعة هذا التغيير، علما بأن الصياغة اللفظية البلاغية لوعوده كانت تحتمل أكثر من تفسير. صفوة القول هي إن الشعب الأميركي والعالم أصبحا أمام «بوش» جديد. لكن حبل الكذب قصير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد