;

خطة القوات المسلحة لفك الحصار ..الحلقة «5» 728

2009-04-13 03:28:43

حصار صنعاء 1967 1968

انقلاب 5 نوفمبر عام 1967م:

نتيجة للتناقضات التي كانت قائمة والتعارض في المواقف مع ما فرضته اتفاقية السودان بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بما فيها انسحاب القوات المصرية وخلو الساحة والجبهات والمواقع العسكرية وعدم وجود ما يملأ هذا الفراغ وبعد عودة من كانوا معتقلين في القاهرة، وبعد مغادرة المشير السلال اليمن كما سبق ذكره تم القيام بحركة 5 نوفمبر وتشكيل المجلس الجمهوري بدلاً عن رئاسة الجمهورية، وقد ضم المجلس كلا من القاضي/ عبد الرحمن الإرياني رئيساً ومحمد علي عثمان عضواً وأحمد محمد النعمان عضواً، وبدأ في حينها اتخاذ مواقف جديدة أملتها الظروف القائمة آنذاك

والسؤال لا يزال يطرح نفسه كيف وصل الحصار إلى ما وصل إليه. . ؟ سبق الحديث بإيجاز حول ما قام به الملكيون من أعمال كثيرة وخطيرة في أوقات واسعة وإمكانيات متوفرة وجهود غير عاديه جماعية. . . الخ

والحديث هنا سيتناول تلك الأعمال التي واصلت دعم وإسناد الحصار نفسه سواءً كان ذلك بقصد أو بغير قصد أو ما إذا كانت دوافعه وأسبابه من الداخل أو من الخارج، الأهم هو أن الجوانب السلبية المجحفة لتلك الأعمال ذللت كثيراً من الصعوبات حتى وصل العدو المحاصر إلى ما وصل إليه من التفوق والسيطرة والتحكم،

ولقد كانت حركة 5 نوفمبر في ترتيبها آخر المكاسب للعدو وفي نفس الوقت أولى المكاسب لهجومه المفاجئ والشواهد كثيرة اذكر منها:

أولاً: خط الدفاع الأول كان لا يزال في أمس الحاجة إلى مواصلة للأعمال الهامة جداً من الدعم والإسناد والترتيب والتنظيم واستكمال النواقص الهامة والضرورية بالنسبة للقوات البشرية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. . . الخ

ثانياً: ما أحدثه التغيير من مضاعفة الاختلافات والخلافات جراء أمور عديدة منها ما صاحب الحركة من تغيير رئيس الجمهورية وآخرون ممن لهم ثقل ووزن في تثبيت وترسيخ الثورة والجمهورية

ثالثاً: عدم وجود أية معلومات عن الهجوم المفاجئ حتى أثناء تحركات الحصار عبر الخط الطويل بعد أن أكمل كل ما يتوجب القيام به من إعداد واستعداد للهجوم المفاجئ وكان المفروض إذا كان ولا بد من تغيير، عدم الإسراع في التغيير حتى تتم مواجهة العدو المشترك الذي يهدف إلى القضاء على الجميع وقبل ذلك كان الواجب على الجميع التلاحم فالفريقين التقيا في الحديدة وهم ولا شك يعرفون عجز الشقيقة مصر عن تقديم الدعم للنظام الجمهوري واحتمال سقوط العاصمة وبالتالي سقوط الجمهورية كما كان يتوقع كثيرون في الداخل والخارج.

رابعاً: كان يعلم الجميع أن مستوى الجيش اليمني لم يصل إلى مستوى التصدي والصمود أمام الاعتداءات الخارجية

خامساً: ربما كان هناك من يرى أنه بعد انسحاب الجيش المصري واستبعاد الضباط "المتشددون" كما كان يطلق عليهم بما فيهم السلال سوف تتم المصالحة الوهمية والتي أثبتت الأيام أنها أوهام خادعة وأنها في الحقيقة كانت حشود بشرية ومعدات للأعداد والاستعداد لهجوم مفاجئ لحصار العاصمة وإسقاطها وبالتالي إسقاط الثورة والجمهورية وتقسيم الوطن إلى ثلاث دويلات، وعليه وبدلاً من مواصلة إحداث الشروخ والشقوق في الصف الجمهوري الممثل للقوى الوطنية والقوى الوطنية الممثلة للثورة والجمهورية كان يجب التلاحم كبديل للتمزيق والشتات، فالفترة الزمنية القصيرة والقصيرة جداً للتغيير أعطت فرصة للمخططين للحصار واعتداءاته الصارخة إلى حدود يصعب تصورها حيث بلغت الأرقام الحسابية في الصعود إلى 99% ولم يتبق إلا واحداً في المئه، لقد حققت المقاومة والصمود جزءاً من المعجزة وبتضحيات جسيمه، ومع ذلك فقد أصبحت الأخطار تحيط بالعاصمة أو من خارجها، بمعنى إن عمليات هجومية لابد من حدوثها كضرورة الغذاء والماء والهواء لجميع الكائنات الحية، والعمليات الهجومية بحاجة ماسه إلى قوات بشرية وأسلحة ومعدات، وبحسب التوقعات فإن ما تبقى من الوقت حتى سقوط العاصمة وبالتالي الثورة والجمهورية إلا أيام لا تتجاوز الشهر الواحد وقد أصبح الأعداء ينتظرون التسليم أو الاستسلام ، ومع ذلك ورغم كل ذلك ورغم اليأس الذي كان ينتشر كالأثير تمخضت تلك الأخطار الجسيمة عن خطة فك الحصار المناهضة لخطة فرض الحصار

لقد كنا منشغلين بأنفسنا بعضنا ضد البعض الآخر دونما التفكير بعدو الجميع مما جعل مقوله حديثة العهد تنطبق على اليمني العربي "المسلم نفسه وسلاحه مع عدوه ضد نفسه" ورغم تجربتنا النادرة لا تزال هذه المقولة تتكرر في الوطن العربي والإسلامي وإن كان هناك اختلاف في المظهر للأسف الشديد، ليس الهدف هو الإدانة وما أريد طرحه هو الاستفادة من الدروس الهامة ليس بالنسبة لليمن والعرب والمسلمين لكن بالنسبة لجميع الشعوب المستعبدة والمستضعفة والمستعمرة في العالم، والمناضلين مع العدل ضد الظلم ومع الحق ضد الباطل. . . الخ،

بأنه يجب الاستفادة من الدروس من خلال التجربة بالممارسة لأجيالنا القادمة.

الفصل الثاني:

الهجوم المفاجئ

قبل الدخول في الحديث حول الهجوم المفاجئ يتوجب الحديث حول إيجاد المناخ الملائم والمهيأ لأمور هامة منها ما سبقت الإشارة إليه حول إيجاد الفرصة والمجال أمام الهجوم المفاجئ للقضاء على جميع المنشغلين بعضهم ضد البعض الآخر وللأسف الشديد دون أي اهتمام بمعرفة أي شيء عن الهجوم المفاجئ حتى وهو لا يزال في مرحلة الإعداد والاستعداد والتحرك والوصول إلى منطقة جحانة،

لقد كانت اتفاقيه الخرطوم بين كل من الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل في اجتماع جانبي وبدون معرفة رئيس الجمهورية المشير السلال تنص على ترك مشاكل اليمنيين لليمنيين أنفسهم والالتزام بعدم تقديم أي دعم أو إسناد إلى كلا الطرفين إلا أن الذي حدث كان العكس وهو التزام مصر بعدم تقديم أي دعم للجمهوريين بعد انسحاب الجيش المصري من اليمن وعدم التزام المملكة العربية السعودية بتقديم أي دعم لقوى الملكية بل أن الدعم والإسناد تضاعف إلى العشرات بل والمئات من المرات كي ينجح الهجوم بما هو مطلوب منه ، وكانت السرية والمفاجأة قد تم تغطيتها بجملة عوامل منها الخداع في المصالحة بعد انسحاب الجيش المصري وخروج الضباط المتلاحمين مع الثورة والجمهورية والذين كان يطلق عليهم "المتشددون" من الحكم إضافة إلى أن الحرب الإعلامية كانت قد أثرت كثيرا في النفوس ما جعل الكثير أو بالأصح الذين تتواجد لبلدانهم سفارات في بلادنا يغادرون اليمن عدا القائم بالاعمال في السفارة الصينية والقائم بالإعمال في السفارة السورية ليس هذا فحسب بل أن عدداً قليلاً من اليمنيين مدنيين وعسكريين قد غادروا اليمن جراء مواصلة الاختلافات التي تسلسلت إلى عهد ما قبل هجوم الحصار المفاجئ، كل ذلك وغيره مهد للهجوم المفاجئ حتى أكمل إعداده واستعدادة وحتى تحركاته بطوابير على الخط الطويل كما سبق الحديث وحتى وصل منطقة جحانة، ليس هذا وحده بل إن الهجوم المفاجئ كان قد تحرك من قواعده في ثلاثة محاور الأول بقيادة الأمير محمد ابن الحسين القائد العام وبعض الأمراء الصغار وبعض المشايخ والخبراء الأجانب لمحاصرة العاصمة صنعاء، المحور الثاني بقيادة سيف الإسلام الحسن المنافس لمحمد البدر في الإمامة واتجه بقواته لمحاصرة صعدة، وصاحبه أفراد من الأمراء الصغار وآخرون، المحور الثالث كان بقيادة الإمام محمد البدر الذي لا يزال يحلم عبثا بالإمامة بعد أن طارده الشعب حتى الحدود واتجه بقواته نحو محاصرة حجة، ولأن الاهتمام البالغ بالمحور الأول وهو حصار العاصمة وإسقاطها سنركز الحديث حوله،

فبمجرد استكمال التجمعات لطوابير الحصار في منطقة جحانة كانت رسائل من القائد العام للملكيين ترسل من منطقة جحانة إلى العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية لأشخاص وطنيين تظهر فيها للناس ولاءهم للملكيين والغرض منها التشكيك والإرباك ومواصلة التمزيق، وإلصاق التهم بالشخصيات الوطنية أمام مسئولي وزارة الداخلية وبما يوحي بأنها مخلصة ومؤيدة ومحبة للملكية ليتم احتجاز تلك الشخصيات. . . الخ وهذه الوسائل الشيطانية قد صاحبت المؤامرات منذ أن فرضت الحرب على الثورة والجمهورية واستمرت ما يقارب الخمسة الأعوام. ومن منطقة جحانة انتشرت الأعلام والأخبار بتجسيد وتجسيم القوات المهاجمة خصوصاً بعد أن توزعت إلى أربعة محاور واكتسحت كل المواقع الإستراتيجية الهامة المحيطة بالعاصمة صنعاء من جميع الجهات عدا زاوية شرقية هي جبلي نقم وبراش، ومن هنا وقبل الحديث عن متابعة الضربات الموجهة من الأربعة المحاور على العاصمة صنعاء نبدأ الحديث مع العقيد علي سيف الخولاني الذي كان قد قدم استقالته من رئاسة الأركان بعد تعيينه رئيساً لها بعدة أيام قلائل من تغيير حركة خمسه نوفمبر وقبل أيام قلائل من هجوم الحصار المفاجئ على العاصمة صنعاء. . <

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد