نبيل مصطفى الدفعي
ما أكثر الكلمات التي يرددها القادة والزعماء العرب حين يلتقون لمناقشة الاعتداءات الهمجية الوحشية للعدو الإسرائيلي والتوسع كل يوم لاحتلال مزيد من أراضيه، الكلمات الكثيرة التي تردد حين يجتمع القادة العرب لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة غالباً ما تتأرجح بين العقلانية وخيارات السلام الاستراتيجي وبين الدعوة إلى الجهاد والتوقف عن إقامة أية علاقات مع إسرائيل تحت أي مسمى، ورغم معرفتهم أن القهر لا يصنع أمناً وأن العدوان لا ينتج سلاماً لأن القادة دائماً يتمسكون بالسلام كخيار استراتيجي ومع إشارة بسيطة إلى أن ذلك لا يعني التخلي عن الحقوق أو التفريط فيها، بعدها يوجهون رسالة إلى الشارع العربي يقولون فيها إن لقاءات القمة العربية للقادة العرب تجسد نبض الشارع وغضبه العارم وأن التطلع لمستقبل أفضل لشعوب المنطقة لا يكون على حساب الحقوق والكرامة.
كما يخرج القادة والزعماء العرب بعد لقاءاتهم واجتماعاتهم ببيانات وتوصيات يوجهون من خلالها رسائل إلى إسرائيل وإلى الرأي العالمي يشيرون فيها إلى أن صبر العرب قد نفد وأن اغتصاب الحقوق العربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف وعلى الشعب الفلسطيني الأعزل لا يستقيم مع تشدق إسرائيل بالسلام.
العالم جميعاً يعلمون أن السلام لا يكون مقبولاً إلا إذا كان عادلاً وشاملاً ودائماً، وسلام الأقوياء هو الدائم والمضمون بينما سلام الضعفاء هش سرعان ما تذروه رياح التعصب وغرور القوة، والسؤال الأهم هو: هل تفهم إسرائيل رسائل القادة العرب وتعيرها أبسط اهتمام؟ وهل تستوعبها أم ستستمر كالعادة في صلفها وغرورها متصورة أنها بالعنف والقهر يمكن أن تجعل الحال يستمر على ما هي عليه؟
تخطئ إسرائيل ان هي راهنت على استمرار الحال على ما هي عليه، فالعنف لا يولد إلا عنفاً، والقهر يؤدي إلى الانفجار.
وبعيداً عن الانفعال نقول أن العرب يملكون الكثير من عناصر القوة وما زال لديهم الكثير، والمثل يقول: من يضحك أخيراً يضحك كثيراً، وسيعرف مجرمو الحرب من طرف واحد أي منقلب ينقلبون.
وشرط واحد يجب أن يتوافر ليكون لكلام القادة العرب معنى، هو استمرار تماسك العرب ووحدة كلمتهم وإلا تحولت القرارات والتوصيات إلى كلمات براقة جوفاء أو كما يقول المثل كلام الليل يمحوه النهار، ولكن لا نعتقد ذلك فإسرائيل مهزومة مهما تعاقبت حكوماتها ومهما جاء شارون أو باراك أو ذلك الأخير النتن ياهو فالعنف لا يولد إلا عنفاً.<