عصام المطري
الإحسان إلى كل شيء هو معنىً إسلامياً أصيلاً فمقاصد الدين الإسلامي الحنيف كلها تدور حول هذا المعنى الجميل والأصيل ذلكم أن الإحسان هو مطلب واحتياج إنساني كبير، فالإحسان إلى كل شيء هو مذهب إسلامي أصيل حيث يقول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتل، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )) هذا هو الإحسان،
أن الله كتب الإحسان على كل شيء فهذا يقتضي على الإنسان المسلم أن يكون في مستوى هذا الإحسان من الأخلاق الإسلامية الرفيعة نحو الإحسان إلى الكلاب والقطط والعديد من الحيوانات، وعدم قتل العصافير الصغيرة وعدم قطف الزهور والورود، فهذا إحسان بمعناه الفريد على أنه يتوجب على الإنسان السوي العاقل أن يحسن إلى الأطفال والنساء والشيوخ، فالإحسان يجب أن يكون على بني البشر فيحسن المعلم إلى تلاميذه، ويحسن الطبيب إلى مرضاه، وتحسن الزوجة إلى زوجها، ويحسن الزوج إلى زوجته في سبيل الحصول على الأجر الوافر من الله سبحانه وتعالى،
ثم أن الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا بهذا الإحسان في حالة القتل، فعندما تدور رحى الحرب بين المسلمين وغيرهم يجب أن نحسن ألقتله، فلا نعذب المقتول وإنما نسارع في الإجهاز عليه ليموت بدون تعذيب يذكر، فتأملوا معي عظمة هذا الدين الذي كتب الإحسان على المخالف في الدين ومن يرفع السلاح في وجه الدولة الإسلامية، وهذا لعمري أروع وأعظم ما في الكون.
أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين الإحسان إلى كل شيء حتى إلى الأنعام إذ أمر الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين أو المسلم بأن يحد شفرته ويرح ذبيحته فأي قمة بلغها الدين الإسلامي الحنيف وهو يوصي بالإحسان إلى الأنعام حال الذبح ويذكرون أن إمرءًا دخل الجنة بفعل إحسانه إلى الكلب وبالمقابل هنالك امرأة مصليه صائمة دخلت النار بسبب حبسها لقطه، الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى الرفق بالحيوان من قبل أربعة عشر قرناً، فهو دين الإحسان إلى كل شيء ،وما أحوجنا إلى أن نترجم هذا الإحسان إلى واقع عملي ملموس، فالزوج يجب أن يحسن إلى زوجته ويعاشرها بالمعروف والأم عليها أن تحسن إلى أبنائها ولا تضربهم بل تحرمهم من أشياء في العقاب كأن تحرمهم من المصروف اليومي، وهذا إحسان،
لقد تأكدت عظمة الدين الإسلامي الحنيف من خلال هذا الحديث النبوي الشريف فالإسلام في مكانةٍ سامقة ذلكم أنه يرعى حقوق البشرية وحقوق المخلوقات من أنعام وحيوانات وعليها وقد سبق جمعية الرفق بالحيوان، وزين الحياة من خلال دعوته إلى الإحسان إلى كل شيء، وهو بهذا يضرب المثل الأعلى في العلوم الرفيعة والتطور والنهوض، فالدين الإسلامي الحنيف هو دين الحضارة، والعافية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والله المستعان.<