شكري عبدالغني الزعيتري
الصومال والحرب الأهلية والتناحر الداخلي الذي مر بها وما زالوا حتى اليوم في تناحر وصراع دامي لم يتوقف (ثمانية عشر سنة ) منذ سقوط نظام الرئيس الصومالي سياد بري عام 1991م وحتى اليوم والصومال وشعبه في حالة الفوضى ونزيف الدم والتخريب. . وبعده بالأمس القريب بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق عام 2003م وحتى اليوم والعراق في تناحر واقتتال العراقيين فيما بينهم والبعض منهم يبذل الجهود الحثيثة لمحاولات تجزئة وتفتيت وحدة العراق جغرافيا. فقد عمت حالة الفوضى والتخريب و أدت إلى سقوط مليون قتيل عراقي ونزيف الدم الذي لم يتوقف يوما واستمرار وقوع عشرات القتلى من العراقيين يوميا حتى اليوم. وتفشي الفقر لأقصي درجاته بين أوساط العراقيين والذي لم يتجرعوه قبل دخول أمريكا أثناء الحصار علي العراق في عقد التسعينات من القرن الماضي ورغم الثروات الهائلة النفطية وغيرها التي يمتلكها العراق واليوم تنهب ويتم اليوم تدمير اقتصاده وتجويع شعبه وتزايد انتشار حالة البطالة بين أوساط العراقيين وأيضا ما تعرض له العراق من نهب آثاره التاريخية و تدمير حضارته وثقافته واغتيال كبار علمائه وأفضل كوادره وخبرائه وإجهاض كفاءة العراق العلمية و التعليمة نوعا وكما وأيضا تعرضه لتفشي الإمراض كالسرطانات وإمراض الجلد بسبب سوء التغذية بين أوساط العراقيين وأطفالهم وتلوث بيئتهم بسبب عدوان الولايات المتحدة الأمريكية واستخدامها أسلحة محرمة دوليا. وأيضا إشعال الانقسامات والفتن والاقتتال الداخلي بين أبناء شعب العراق وطوائفه ومذاهبه (الشيعة السنة الأكراد التركمان المسيحيين ). . فما يتعرض له الشعب العراقي والشعب الصومالي والشعب الأفغاني بسبب فقدانهم لاستقرار أنظمتهم واختلال امن بلدانهم ويحدث كل يوم المزيد من التراكمات والغضب والاستياء لأوضاع معيشية وبما ينتج المزيد من الصراعات والاقتتال والذي يؤدي إلي تعمق لقضية ثار مستقبلي من خلال تنامي واحتقان الكراهية والحقد والبغضاء التي تغور في أعماق الكثيرين وهذا جعل استمرارية وديمومة الصراع يبقي طويلا ويتفجر من وقت لآخر من كل جهة وطرف بداخل البلدان الثلاثة الشقيقة (العراق والصومال وأفغانستان). إلا يكفي هذا للعقلاء وساسة وسلطة وحكام البلد اليمني فان ما تتعرض له اليمن اليوم وما تمر به البلاد (وطننا اليمني) من أزمات ابتداء بعدم التوصل إلي حل حقيقي لمشكلة الحوثيين في صعده شمالا. . ومرورا بتنامي المشاعر الانفصالية في الجنوب. . وتزايد العمليات الإرهابية وتعمق الأزمة السياسية وغير ذلك و ما يحدث من إضعاف لهيمنة الدولة من تقلص لسيطرة مؤسساتها الأمنية وبحدوث انفلاتات أمنيه في مناطق قبلية متعددة تمتد مابين شمال البلاد وحتى الشرق وغالبا ما تأججها أطراف خارجية وأصحاب مراكز قوى مصلحيه. أضف إلى ذلك أزمات أخري تتعرض لها البلاد ( أزمة في الإدارة بتفشي الفساد الإداري بان يعتلي إدارة كثير من القطاعات العامة رجال من ذوي جهل وقلة معرفة ودون خبرة وفقط التعيين لانتماء حزبي أو لولاء شخصي أو قبلي أو مناطقي ويديرون بإدارة الأوامر والتوجيهات الارتجالية ويجنب العلم والمعرفة وأصحابها جانبا عن العمل والإنتاج. . وأيضا أزمة في الاقتصاد بتفشي الفساد المالي وهدر واستنزاف إمكانيات الوطن رغم تواضعها والذي أنتج زيادة في نسبة البطالة إذ قد أوضحت الإحصائيات في اليمن أن عدد غير النشطين اقتصاديا أي الذين لا يعملون (6574000) نسمة من عمر ( 10 سنوات فأكثر) من إجمالي السكان. . واتساع هوة الفقر بتدني معيشة المواطن اليمني والتي أدت إلى تزايد معاناة المواطن من ظروف معيشية صعبة إذ أن هناك ما يزيد عن (أربعه مليون ) يمني يعانون من الفقر ويحصلون على ما يعادل اثنين دولار باليوم وعدد (ثلاثة مليون ) يعانون من الفقر المدقع ويحصلون على ما يعادل دولار واحد باليوم ولا تتوافر لديهم الاحتياجات الغذائية الأساسية حسب تقرير الأمم المتحدة. . . وأيضا أزمة الزراعة بانحسار الرقعة الزراعية لقلة الأمطار والجفاف والاضرار بالأرض والإنسان جراء استخدام المبيدات والأسمدة المهربة ومحرم استخدامها دوليا ويستخدمها المزارع اليمني جهلا ودون توعية من الحكومة ولا رقابه على استخدامها. . . وأيضا أزمة الإنتاج المحلي المتراجع الذي تضرر بتدفق التهريب للسلع الأجنبية ومنافستها لمنتجات محلية منافسة غير شريفة وتقلص الكفاءات الإنتاجية وتدهور حال إنتاجها. . والعديد من الأزمات التي تخترق جوانب الحياة والمعيشة لغالبية أبناء الشعب اليمني وتتراكم يوما بعد يوم ويتزايد احتقاناتها وترك آثارها السلبية والتي نخشى ما لم يسارع لحلها أو التخفيف بامتصاص احتقاناتها السلبية أن تتفجر كالبركان يوما ما وتتطاير حممه فتحرق الأخضر واليابس وبعدها لن تهدأ ثورته ونستشهد بما قاله المفكر اليوناني أرسطو وأثبته التجارب لكثير من المجتمعات البشرية وحينها يذهب بناء السنين الماضية لليمن الحديث (هباء منثورا) وتضيع تضحيات الرجال (مع الرياح ) بل قد يذهب الإنسان نفسه. . فلماذا لا تكون لنا نحن اليمنيين العبرة والعظة فيما يحدث للصومال وشعبه وللعراق وشعبة ولأفغانستان وشعبة والعديد من البلدان في القارة الإفريقية اختل نظامها وأمنها وتعيش اليوم حالة الفوضى والقتل والهدم والتخريب. ؟ فلماذا لا يعتبر كل سياسي يمني وخاصة السلطة كون بيدهم مقاليد الحكم والنهي والإصلاح أكثر من غيرهم ممن هم خارج السلطة ؟ فالمطلوب أن يسعي الجميع وخاصة من هم في السلطة والحكم نحو التعاون بتكاتف الأيدي وتقريب وجهات النظر وبشحذ الهمم لتخليص اليمن وشعبها من الأزمات وتهديداتها والتي قد تطيح به وتضعفه بدلا عن المهاترات والمكايدات وإشعال الفتن. . فلماذا لا يتحلي الطائشون منهم أصحاب المصالح الخاصة بالعقلانية. . ؟ ولماذا لا يعطي الفرص للآخرين من الأكفاء في المعارضة لأجل الوطن والشعب الإسهام والاشتراك في العمل مع قادة الحزب الحاكم بأن تعطي لهم مؤسسات عمل وإنتاج ليديروها لنري ما سيتحقق من منطلق المنافسة بالعمل ولإنجاح مؤسسات وسيكون معروفاً ومحسوباً كل مؤسسة يديرها طرف ما وأي فشل سيحسب عليه وليعرف المواطن المزايد من المجد والمجتهد وعلى هذا يتم التقييم في الفعاليات الانتخابية بأن كل طرف لديه ما قام بإدارته وما عمل علي إنجاحه أو إفشاله كرصيد من خلاله يتم تقييمه ضمن المنافسات الانتخابية. . وأخلص إلى القول لينظر كل طرف أو فرد في صراع ما بداخل اليمن للصراعات الداخلية في الصومال والعراق وأفغانستان وما أفرزته من مشاكل لشعوبها ويكفي هذه البلدان لتكون عبرة وعظة لكل قادة الشعب اليمني. <
Shukri_alzoatree@yahoo. com