فاروق مقبل
مثلت محافظة الضالع على مدى سنوات ماضية وتحديداً سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين جسر الإمداد البري للحراك الوحدوي اليمني حتى قبيل قيام الوحدة اليمنية وحين نقول ذلك فلسنا نقصر دور الضالع على تلك الفترة إذ ما يزال هذا الدور قائماً حتى ودخان الإطارات الفوضوية يلبد السماء بغيمة سوداء تخنق الأنفاس وتغلق الأبصار لكنها عبثاً تحاول أن تجعلنا نعتقد أن الضالع قد خرجت من مسارها الوحدوي الحقيقي الذي قدر لها أن تؤديه على الدوام.
غير أن في الأمر لبساً سنحاول تصحيحه نافذين بأبصارنا إلى ما وراء تلك الغيوم السوداء.
وحقيقة الأمر التي لا يدركها عدد غير قليل من أبناء اليوم في هذه المحافظة هي أن الضالع بدورها الوحدوي التاريخي ذلك كانت تلقن معتوهي اليوم المرارة تلوى الآخر والغصة وراء الأخرى بوقوفها الدائم حاضنة لأغلب وأهم اللقاءات التاريخية الوحدوية.
أقول كانت الضالع بأبنائها رأس حربة المناطق والمحافظات الجنوبية الضاغطة في اتجاه تحقيق الوحدة اليمنية وهي لذلك لم تعتمد كمحافظة جنوبية على الإطلاق خشية تعاظم دورها الوحدوي.
اليوم عاد من أجبرتهم الضالع طوال العهود الماضية إلى الضالع في مهمة مشوبة بالقلق تحركهم رغبة الانتقام من الضالع أرضاً وإنساناً كونهم غير قادرين أن يغفروا لهذه المحافظة وحدويتها في زمن التشرذم الذي أرادوه أن يظل هكذا إلى الأبد رغم رفعهم شعارات التصالح والتسامح وغيرها من المصطلحات التي لا يرفضها عاقل وعندما وجدوا أن في الضالع آذاناً استمعت لما يقولونه بروح التسامح والتصالح أخذوا منها كنتوان مغلق يديرون فيه ملتقيات التآمر على تاريخ هذه المحافظة الوحدوية حتى آخر ذرة رمل في تربتها الطاهرة.
ومن عكوش إلى باعوم إلى الشفرة تتابعوا نحو الضالع معتقدين أنها قد نسيت أو تناست لبوزه وعبدالقوي ناجي العربي ودعرة طيب الله ثراهم أو أنها ستجد فيهم بديلاً عن دعرة أو العربي الذي ظل حتى آخر نفس في حياته الطاهرة يعلم أبناء ردفان والضالع وتعز وعدن وأبين كيف عليهم أن يلعنوا أمثال هؤلاء الانتهازيين حيثما وجدوهم نعم الوحدة اليمنية لم تقم إلا من الضالع وبراميل التشطير لم تقتلع إلا من الضالع وهذه كانت جريمتها التاريخية في نظر عكوش وباعوم والشنفرة وآخرين التي يحاولون بسببها معاقبة الضالع عليها ومثلما يدركون أنها قادرة على تفويت كل مشاريعهم الخبيثة وتقويضها أرادوا في البدا أن تكون الضالع المكان والزمان والإنسان الذي يحتضن فيروسهم القاتل لكن هيهات أن تكون الضالع مطيتهم التي يريدون.<