منيف الهلالي
بعد أن كنا تنفسنا الصعداء وتفاءلنا خيراً لاستتباب الأمن وتوقف رحى الحرب في المحافظة المغدورة "صعدة" أبى حملة الأجندة الخارجية إلا أن ينفذوا مخططات أربابهم، وإن على حساب زعزعة أمن واستقرار أخوانهم وأهاليهم من أبناء هذا الشعب الصامد، الذي يأبى الانحناء والانكسار.
ما يحدث اليوم في بعض مديريات صعدة هو شبيه لما حدث في الأمس القريب، كما هي عادة القوم على مر التاريخ، ليس بغريب على الحوثيين نقض الاتفاقيات المبرمة مع الدولة، لأنهم في الحقيقة عبارة عن دمى تحركها المرجعيات الشيعية كيفما تشاء، والمرجعيات الشيعية لديها مشروع إقليمي في المنطقة، سخرت له كل طاقاتها وجندت خيرة رجالها لتنفيذه، وما الحوثيون سوى فصيل من الفصائل المترامية من شرق الوطن العربي إلى غربه،والتي لا تزال غالبيتها تعمل تحت جنح الليل بعيدا عن أعين الزعامات العربية المشغولة بالبساط الموهوم والذي يسعى كل منهم للاستيلاء عليه وسحبه من تحت أقدام الآخرين، ذلك البساط الذي تطأه أقدام القيادات العربية متنقلة بين الدول العربية دون أن يشعرنا الواطئون بهيبة وطأتهم لهذا الوهم المسمى البساط ولو بإعادة جزء يسير من ماء الوجه العربي المسال تحت جنازير الغزاة.
في صعدة عادت لغة الرصاص لتموسِق في مسامع عشاق الفوضى وهواة التخريب، بعد أن كانت لغة السلام قد صمت آذانهم وأخرست أفواههم، عادت تلك الموسيقى النارية التي تداعب مسامع هؤلاء القتلة وتؤذي أجساد الأبرياء وتعبث بأرواحهم، عادت من جديد مقطوعات القتل التي يشدو بها المجرمون من أعالي القمم وبين المزارع وفي أودية الموت التي أعدوها تنفيذاً للمخططات الصهيومجوسية.
اعتقد بأن ما تشهده الساحة اليمنية هذه الأيام من تمرد في صعدة وأعمال تخريبية في أبين وعمليات إرهابية هنا وهناك وكذلك وجود شبكات جاسوسية تعمل لصالح إسرائيل وإيران وعمليات القرصنة وو..الخ ، كل ذلك يدلل دلالة قاطعة على أن هنالك مؤامرة قذرة يشترك فيها الصهاينة والمجوس تهدف إلى الإضرار بالأمن والاستقرار وتدمير الوحدة اليمنية وتمزيق نسيجها والنيل من كل منجزاتها الوطنية والتمترس في هذا الجزء الهام من الجزيرة العربية وتحويله إلى ساحة لإدارة الصراع الدولي والإقليمي، بعد أن باتت الأرض اليمنية مطمعاً وهدفاً للمشروعين الفارسي والصهيوني.
لذلك يجب أن نتنبه جميعاً لهذا الخطر الداهم، وأن نعمل سوياً لدحره عن أرضنا، وأن نرص الصفوف كدولة وأحزاب ومنظمات وهيئات مجتمع مدني لتعرية العمالة واستئصال رحم الارتهان للخارج قبل أن يتناسل منه العملاء المتربصون بهذا الوطن من أصحاب الثقافة التشطيرية والطائفية والمناطقية، وعلى صناع القرار أن يستفيقوا من الغفلة الجاثمة على صدورهم، وأن يتعاملوا مع الاحداث بكل حسم وصرامة، قبل أن يتسع الخرق ولا يستطيعون رقعه.
الغريب أننا لم نسمع بمحاكمات عسكرية منذ اشتعال شرارة التمرد من جبال مران حتى اليوم في ظل التسريبات الإعلامية التي تؤكد أن هنالك قيادات نافذة في السلك العسكري وو.. تتعاون مع الحوثيين وتمدهم بالسلاح!!، أما الأغرب فهو اكتفاء قيادتنا الحكيمة بالتوقيف عن العمل لمن تقول أن لهم علاقة بالتمرد الحوثي دون تقديمهم للمحاكمة حتى يكونوا عبرة لغيرهم!!
لا اعلم لماذا ؟
هل أنهم أكبر من الوطن؟ أم أنها مجرد مكايدة سياسية لا أكثر ولا أقل؟
أتمنى أن لا أكون قد تجاوزت الحدود المرسومة للحبر حتى لا أجد نفسي مكبلاً على سارية القلم.
والله ثم الوطن من وراء القصد.<
ALMONEF 86 @ yahoo.com