;

خطة القوات المسلحة لفك الحصار..الحلقة «6» 687

2009-04-14 03:52:38

حصار صنعاء 1967 1968

وكانت هذه المقابلة الشخصية هي الأولى من المقابلات التي تلتها جراء المتابعة الجادة والصادقة للشد والجذب للتعامل مع الحصار وأنا لا زلت في الموقف الأول خارج الوطن في الجمهورية العربية المتحدة، لقد كان الشد والجذب لمتابعة أخبار الحصار "أقواله وأفعاله" وعلى مدى ما يقارب الثلاثين يوماً مصحوبة بالخوف الشديد المائل للمواجهة والذي سبب عدداً من الأزمات والإنفراجات من خلال المقابلات الشخصية المستمرة والرسائل التحريرية والشفوية الواصلة من اليمن إلى جانب ذلك وسائل الإعلام المسموعة والمنشورة عبر الصحافة اليومية والمسائية مع الوقوف على ما كانت تنشر الصحافة من أخبار الحصار المزعجة والمقلقة مع الملكية وضد الجمهورية عدا بعض مقالات تعتبر قطرات من مطرات أو شعيرات بيضاء في جلد أسود،

كان اللقاء والحديث مع العقيد علي سيف الخولاني جاداً وصادقاً وحاداً وساخناً وكانت خلاصة وجهة نظره أن خدمة الثورة والجمهورية من خارج الوطن أجدى وانفع وأفضل من خدمتها من داخل الوطن وبدأ يسرد ما حمله بقناعه عن تقدير موقفه العسكري بدلاً من مواصلته كرئيس أركان للتصدي والصمود أمام الهجوم المفاجئ ومن خلال ما وصله من معلومات جامعة دقيقة ومقارنتها بعدم وجود جيش وطني قوي بأيدينا يتصدى للحشود التي تكونت منها قوات الهجوم المفاجئ والذي يتكون من جيش نظامي يشمل الضباط وضباط الصف والجنود وجيوش شعبية وخبراء أجانب ماهرين سفاكي دماء الشعوب بالإيجار وما هي عليه الأحوال والظروف بعد حركة 5 نوفمبر وعدم تمكنه من التعارف والتعرف على مفاصل رئاسة الأركان وبالتالي خطوط الدفاع الأول والثاني وقد دبت الحساسية في صفوف الضباط من مؤيد لحركة 5 نوفمبر وآخر غير مؤيد لها واستمر يسرد نقاط الضعف التي أجبرته على تقديم الاستقالة، وكان الحوار قد شمل عدداً من المواضيع الهامة وعدنا بالذاكرة إلى ما بعد فترة التخرج مباشره، بداية من النصف الثاني لعام 1956م وحتى ما آلت إليه الأحداث ومنها تقديم استقالته، ومن المواضيع المهمة التي تنالها الحوار خلاصة وجهة نظري إن العودة إلى أرض الوطن انفع وأجدى مهما كانت الظروف والأحوال وأننا وأمام خيارين اثنين لا ثالث لهما أما الانتصار أو الاستشهاد ومن خلال نص الآية الكريمة (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون )) والاستشهاد في هذه الظروف والأحوال أفضل من البقاء خارج الوطن والانتصار هو حق من حقوقنا مهما بلغت قوات الهجوم المفاجئ، ومن ضمن الحوار "قلت له أفرض جدلاً أن الجمهورية سقطت سأصاب حتما بالسكتة القلبية فلا أنا الذي عملت في الخارج من أجل خدمة الثورة والجمهورية كما تقول" ، ولأن التاريخ لا يرحم فالعودة الحتمية هي أفضل

صحيح أن الجيش الوطني القوي لم يصل إلى مستواه لتحمل مسؤولية التصدي والصمود أمام جحافل الهجوم المضاد الذي وصفته بالضخامة والجسامة إلا أن قضيتنا هي العادلة وقضية الأعداء هي الظالمة والباطلة واستمر الحوار وكان العقيد علي سيف يسرد بعض الأمثلة على خدمة الوطن من الخارج وذكر ما حدث لجمهورية فرنسا الحرة من خارج الوطن برئاسة "ديغول" وكنت أتحدث بصراحة ووضوح حول التعاون التام والصادق بعد العودة في تحمل رئاسة الأركان إلى جانب التعاون التام والشامل في القيادة العامة وكان الحوار قد استمر ما يقارب العشرين يوماً بل وأكثر ونحن نتابع أخبار الحصار واتفقنا أخيراً على العودة.

وسيأتي الحديث بشيء من التفصيل عند مغادرة القاهرة إلى أسوان في طريق العودة إلى اليمن في ما بعد،

وكذلك كان اللقاء والحديث مع الدكتور عبد العزيز المقالح والأستاذ يحيى الشامي وكان من ضمن فحوى حديثي معهما هو الاندفاع بحماس حول مغادرتي القاهرة إلى أرض الوطن وكنت قد لمست حماسها للأمانة التاريخية بما يتلاءم وينسجم مع ما أريده وبشغف وهو العودة إلى أرض الوطن في أسرع الأوقات وأقربها ومن ضمن الحوار كنت قد طرحت سؤالاً يتطلب الجواب على ما كنت قد توصلت إليه من إيجاد بعض الحلول الجادة والصادقة والذي أوضحها السؤال ما معناه " هل لديكم علم ومعرفة بوجود مجاميع من الشباب الوطني والمخلص لوطنه لعدد مائتين شاب يقومون بأعمال فدائيه لقطع الخطوط الخلفية للإمداد والتموين والاستيلاء عليها أو تدميرها لتكون من الحلول المؤقتة حتى يتم الأعداد الكامل لعمليات هجومية لفك الحصار من داخل العاصمة أو من خارجها" فكان الجواب فوراًَ وبدون تردد "نعم" يوجد أكثر بكثير من هذا العدد كان ذلك هو ما أتذكره من خلاصة هذا اللقاء

وكذلك كان هناك لقاءات مع إخوة يمنيين آخرين يؤيدون بقائي في القاهرة للأسباب الآتية:

1 أن وصولي إلى القاهرة كان بقرار كتابي.

2 عدم دعوتي إلى اللقاء الموسع الذي عقده جميع المعتقلين والموقوفين في القاهرة بعد خروجهم من السجن.

3 بعد عودة الحكومة المعتقلة إلى اليمن وقيام حركة "5" نوفمبر لم يتم طلب عودتي وكلاً من الفريق حسين العمري والعميد حسين الدفعي والأستاذ أحمد المروني.

وأستمر بقاؤنا في الخارج إلى أن أصبح الوضع في الداخل حرجاً باكتساح الهجوم المفاجئ للمواقع الدفاعية وإحاطة العاصمة من جميع الجهات بالحصار الشديد وأصبحت الحاجة ماسة لرص الصفوف وتلاحم القوى الوطنية وفي هذه الأثناء وصل طلب من رئيس المجلس الجمهوري ما لفظه " الوطن يناديكم فلبوا نداءه"،

وبعد وصول الطلب لم أعد أفكر بشيء غير سرعة العودة.

واستمرت اللقاءات الشخصية مع أعداد من الأشقاء المصريين عسكريين ومدنيين سبق لهم المشاركة في اليمن سواءً في المجهود والدعم العسكري أو المعونة الفنية،

خلاصة آراءهم أن الملكية هي البديل للجمهورية ورغم تأثري البالغ فقد كنت أجامل واستمر في السماع، ومع ذلك كنت اظهر بصراحة ووضوح إيماني أن الجمهورية هي المنتصرة،

وهنا ولأول مرة خالفت نفسي واعتقادي الدائم بأن القرار الجماعي أفضل من القرار الفردي وطبقا لقول الشاعر:

رأي الجماعة لا تشقى البلاد به

رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها

وقد طبق هذا بالممارسة لعهد ما قبل الثورة وما بعد الثورة حتى هجوم الحصار حيث اكتفيت باستشارة الجماعة ثم قررت منفرداً وبقناعة تامة العودة إلى الوطن متجاهلاً رأيهم البقاء في القاهرة،

وكان تأثير أخبار الحصار شديد وقد سبب لي العديد من الأزمات النفسية والذي كاد إن يصل إلى حد الانهيار العصبي وما يتبعها من التأثير على الصحة بشكل عام جعلني أتساءل عن الأسباب التي جعلت الأخوة المصريين الأشقاء يصلون إلى قناعات لصالح الحصار لا يتوقعها ولا يتصورها أي مشارك منهم وخصوصا بعد التضحيات التي قدموها في اليمن وامتزاج الدم اليمني والمصري، وتتضارب الأسئلة حول معرفة الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة والتي لا تشرف أي مواطن مصري لاسيما عندما تعود الذاكرة إلى الوراء في الماضي القريب والاتفاق الذي حدث بين قيادة التنظيم السري للضباط الأحرار وبين قيادة الثورة المصرية برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر ومضمونة التزامه وبوضوح بالدفاع عن ثورة اليمن ودعمها وحمايتها من الاعتداءات الخارجية،

وإذا كان الاعتداء الصارخ على مصر يبرر حاجتها إلى سحب قواتها من اليمن فلا يعقل أن تكون مواقفهم بعد كل التضحيات هو تأييد الأعداء، على الأقل فليتفقوا على الحياد مهما كانت إمكانية الحصار وتفوقه أو على الأقل لا يؤيدون الحصار بهذا الاندفاع غير المعقول وللأمانة التاريخية إن مواقف الإخوة المصريين الإيجابية قد تغلبت على الكثير من المواقف السلبية عدا هذا الموقف، وهنا تمنيت أن تتاح لي الفرصة لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر حتى أحصل منه على توضيح لهذا الموقف بعد أن كانت الفرصة قعد أتيحت ولكن الأحوال والظروف في حالات تحكم حكمها كما يقال.

الحرب الإعلامية:

لقد كانت الحملات الإعلامية بجميع وسائلها المقروء منها والمسموع والتي كانت تصل إلى القاهرة تباعاً من البلدان المؤيدة للحصار تؤكد وبحماس تفوق العدو وسقوط العاصمة والثورة والجمهورية ربما نسبة 99%.

ومن العناوين التي حملتها الصحف:

{ "صنعاء تقصف بالمدافع الثقيلة بكثافة لم يسبق لها نظير"

{ " جميع المواقع الإستراتيجية داخل العاصمة تضرب بصورة وأشكال متواصلة ومدمرة"

{ " لقد ضرب القصر الجمهوري ومحطة الإذاعة"

{ " إن العاصمة محاصرة من جميع الجهات ما يجعلها لا تجد مخرجاً غير التسليم أو الاستسلام". . . الخ.




 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد