محمد أمين الداهية
إن الشعوب العربية اليوم تعيش حالة إحباط شديدة لم تشهدها من قبل، صمت، تخاذل، شجب وتنديد غير عادل، تفكك، مأساة إنسانية عربية خلقتها ضمائر هزيلة تتمثل في بعض القادة والسياسيين حتى الأدباء وغيرهم من قادة الرأي الذين يجعلون من نظرتهم الشخصية المسيرة آلة حرب يضربون بها عقول الشعوب وأفكارهم، القضية ليست قضية ظهور واستعراض مهارات تبدي أثرها في الشعوب القضية أكبر من ذلك، أوطان عربية على مشارف الهلاك، شعوب بدأت بالتفكك والانقسام، قضايا عربية مصيرية تكاد أن تختفي جراء السياسات الأميركية الإسرائيلية والتي تستعين بالعرب لضرب عروبتهم والقضاء على هويتهم ومبادئهم وقضاياهم وعلى رأسها الأرض المحتلة فلسطين والقدس الشريف الذي نجد وسائل الإعلام والشارع العربي قد تناسوا أن هناك أرضاً محتلة وقدساً شريفاً يدنس كل يوم من قبل الصهاينة الذين لم يكلوا أو يملوا من التنقيب والحفر وما إلى ذلك في رحاب قدسنا الطاهر، نجحت إسرائيل وأميركا في زرع الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد في مختلف الدول العربية، وصعدت ذلك الانقسام ليكون على مستوى الدول العربية والأشقاء العرب، ومن العجيب أننا نلوم أميركا وإسرائيل ونلقي باللوم على هاتين المصيبتين الأولى أن نعرف أين يكمن الخلل ومن يعطي الضوء الأخضر ويسهل نجاح عملية الانقسام الذي تقوم بها أميركا وربيبتها إسرائيل، نحن من يجب أن نحاسب "حكاماً وشعوباً"، نحن من نرى العملاء والخونة والإرهابيين الذين يجلبون لهذين السرطانين الذرائع التي تمكنهما من التدخل اللامشروع في شؤوننا العربية، البلدان العربية أصبحت في ضيق شديد، الأوطان العربية تعاني من تفكك ذريع وانقسام لا يبشر بخير، الشعوب العربية وفي ظل التعتيم الإعلامي تظن أن الحرب على غزة قد انتهت وتجهل أن الحصار لا زال قائماً والمضايقات السياسية والاقتصادية والإنسانية تنهال على غزة والعملاء من العرب والفلسطينيين أنفسهم يحاولون إخفاء ذلك تحت ستار المفاوضات والاتفاقيات المجهولة المضمون، لا يكفي أن يعرف المثقفون والسياسيون وقادة الرأي أن غزة لا زالت تعاني من الحصار وعمليات الاعتقال والقتل، يجب أن يكون الشارع العربي بشكل عام على إطلاع مباشر بكل ما يحدث، وهذا يعود على وسائل الإعلام التي تكتفي بالنشرات والأخبار الموجزة، إننا كعرب قادمون على مرحلة هي الأصعب، وإذا لم تكن بالمستوى اللائق للمواجهة فعلى أوطاننا السلام، وعلى عروبتنا الفاتحة وقبل كل شيء ألا يكفينا ما نحن فيه.<