;

الأمن والأمان المفقود.. وكل شيء منهوب 965

2009-04-14 03:56:24

شكري عبدالغني الزعيتري

أعمالنا في الحياة هي وحدها الحياة ... لا أعمارنا (طالت أم قصرت ) ... ولا قيمة للمال أو الجاه أو العافية سوي كانت منفردة أو اجتمعت معاً لدي رجل ما إذا سلب صاحبها الأمن أو حرية القرار .. والآمن المطمئن من البشر في الدنيا من لم تكن وراءه جريمة لا تزال تجري وراءه وتلاحقه .. هذا ما نعرفه في شريعة الرحمان سبحانه النازلة من السماء .. ويعرفه قانون العدل الإنساني في الأرض . أما فاقد الآمان من أرتكب جريمة في حق غيره فجعلته مغرباً في بلاده ومشردا وهو بين أهله شارداً في المدن والقرى وهو في وطنه و خائفاً حتى من الظل وظلام الليل إذا استوطن .. وهذا ما يكون الحال عند فقدان الآمن والأمان لدي رجل ... و يعرفه الجند والقضاة وولاة الأمر وكل إنسان بان القلق النفسي والخوف المستمر هو ما يعانيه رجل فقد الأمن والأمان .. ... إلا أننا مع هذا نري وفي زماننا اليوم بأنه قد قلبت الموازين .. إذ نرى بأنه قد أصبح أيضا هناك من ً من لم يرتكب جريمة في حق غيره ولم يعتدي ولم يظلم غيره إلا انه يشعر بأنه فاقد للأمن والأمان .. فأن سار في الطريق مسافراً فهو غير آمن .. وأن توقف لراحة جسمه قليلا في منصف طريق سفره فهو غير آمن ... وأن وصل إلى مكان مبتغى سفره فهو غير أمن .. وأن أردت عزيزي القارئ أن تشعر بهذا الشعور وفقدانك للأمان فعليك يوماً ما السفر في احد خطوط السير من (صنعاء إلى مأرب ) أومن (مأرب إلي الخوف) أو من (مارب إلي سيئون حضرموت الوادي ) أو من (أبين إلي شبوة ) أو من (شبوة إلي المكلا ) ففي هذه الخطوط كثيرا ما حدث ويحدث التقطع والنهب لمسافرين ولما يقتنون ويحملون من حاجيات وأمتعه ومال .. بل هناك اعتداءات وصلت إلى القتل وزهق أرواح أبرياء من الناس من قبل قطاع طرق .. وهناك اعتداءات وصلت إلي مصادرة حرية أناس ضيوف أجانب باحتجازهم وحبسهم للضغط علي الحكومة لتلبية مطالب ما لأفراد أو قبيلة فذهب أوغادها من شياطين الإنس فصادروا حرية أبرياء أمنيين باختطافهم ... بل أصبح فاقد الآمن والأمان من غير المتعرضين لارتكاب ضدهم جرائم من هذا النوع ولكن من نوع آخر وكثيرا هي موجودة وتنفذ تلك الاعتداءات في العاصمة صنعاء وفي مدن يمنية رئيسية عديدة تضج بسكانها وتتم هذه الاعتداءات على مرأى ومسمع رجال الأمن من الجند وقياداتهم وأيضا علي مرآي ومسمع قضاة العدل و تتمثل هذه الاعتداءات بالمصادرة والسطو علي مال أو ارض الغير وبدون وجه حق من قبل معتدين .. والمدهش والأمر بان يكون المعتدي من ذوي سلطة وحكم (فيصبح حاميها حراميها ) وكثير ما أصبح الاعتداء من هذا النوع على مال أو ارض الغير بان يتم الاعتداء بكل وقاحة وسفور ظاهر وعلي مرأى ومسمع وتحدي واستقوى وأمام كل من يريد أن يسمع أو يري .. بل يأتي هؤلاء من المعتدين ممن يستقوون بسلطة جاه وحكم ولأنهم مستنفذين ليكونوا علي نفس شاكلة قطاع الطرق وأهل السرقة والنهب وباستخدام القوة ولكنهم يظهرون وبكل سفور وتحت ممارستهم ضغط نفوذهم واستغلالهم سلطانهم الذي يملكوه ويظهروه ليمارس علي المعتدي عليه صاحب الحق . إذ نجد من يريد أن يشارك أصحاب المال أموالهم.. ونجد من يريد أن يشارك أصحاب الأراضي أراضهم ... ونجد من يريد أن يشارك أهل التجارة تجارتهم . مستخدمين قوة سلطتهم التي يستمدوها من الوظيفة العامة .. فأمام هذه الاعتداءات السافرة نقول : وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بحلة لباس جديدة وأكثر أناقة وأوسع نطاقا ومواكبة للتطور المادي وأساليب وطرق النهب والاعتداء ومقدار ونوع المنهوب . إذ انه كان قبل الثورة بعض السادة ممن تولوا حكم وقضاء أيام حكم الإمامة البغيض الذي ولي وذهب ومن منطلق أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أئمة وولاة وقضاة الشعب اليمني ولأنهم كانوا يمتلكون هذه الميزة كما إنهم كانوا يفرضون وجوب الطاعة لهم لأنهم من أل بيت رسول الله (ص) ونسل فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضي الله عنهم وأرضاهم كما كانوا يدعون .. مع أن الرسول واله أبرياء من أولئك طاغين الأمس الذين ولوا و أبرياء من أعمالهم وظلمهم للناس في حقبة حكم الإمامة .. إذ كانوا أولئك الطاغين في ذاك الزمان يستقوون علي الناس لأنهم أكثر قريبا من أئمة الحكم آل بيت حميد الدين أو من أقربائهم فكانوا يفرضون مشاركتهم لما يملك أو ينتجه القبيلي . كما أنهم كانوا يستحوذن علي أفضل وأوسع الأراضي الزراعية باسم وسلطان حكمهم حتى وصل الظلم ببعض أولئك الطغاة بان القبيلي يخافهم حتى في سره وعلنه وبين جدران مأواه بمنزلة (إذ كان القبيلي حين يزرع أرضة وبعد أن يجني الثمرة يستخرج ما لبيت المال ويزد عليه إضافة ما لحاشية الأمام ممن هم منتدبين للحكم عن الأمام في قرية القبيلي .. وكان القبيلي حين تلد بقرته إن كان المولود أنثي احتفظ بها و ربها لتلد وتتكاثر ماشيته وان كان المولود ذكر قال خوفا هذا العجل لسيدنا (فلان ) وسرعان ما يذهب به خوفا وتجنبا لقسوة الطغاة .. وان حلب القبيلي بقرته قال هذا اللبن لسيدنا (علان ) .. وان اسمنت قال هذا خالص سمنها لسيدنا ( زعطان ) .. واليوم نستغرب أن يحدث هذا بعد الثورة ولكل مع اختلاف (الأشخاص واختلاف الناهبين والنوع والكم المنهوب ) .. ونستغرب أن تحدث الاعتداءات ويحدث النهب في مدن هي بمسمى عواصم للبلد اليمني كوطن (كمدينة أمانة العاصمة صنعاء ) وتسمى بالعاصمة السياسية ومدينة (عدن ) وتسمي بالعاصمة الاقتصادية ومدينه (تعز ) وتسمي بالعاصمة الثقافية وغيرهن .. مع انه من المفترض أنها يجب أن تكون أكثر رسوخا للأمن والعدالة كونهن عواصم ومدن كبرى لليمن وفيها من الحداثة والتطور والثقافة والرقي في التعامل ومع انه من المفترض أن تكون أكثر المدن تطبيقا للقانون.. واخلص إلي القول ولما تقدم : ما الفرق بين الأمس الأمامي واليوم الأمامي المبطن بالجمهوري في هكذا أفعال من الاعتداء والنهب للغير وبدون وجه حق . بل أن اليوم يظهر الحال والماسي أكثر وأوسع وعلي كل نطاق وصوب وسهل حتى اسماك البحر تنهب من قبل شركات اصطياد يمنية ملكا لولاة الأمر والنهي والنفوذ ولهم ما أرادوا ومتى وأين أرادوا من البحر ومياهه وأسماكه .. بينما يمنع بسطاء الصيادين من الصيد في البحر تحت مبررات التنظيم والحفاظ علي البيئة البحرية والتراخيص وغيرها .. وحتى شركات النفط لاحتياجاتها من المسمار إلي النعش ينهب تحت مسمي التجارة ولصالح أبناء ولاة الأمر والنهي والنفوذ .. فما فوق الأرض وما تحت الأرض وما علي الماء وما بداخلة منهوب ولصالح خاصة فقط . وأنت يا مواطن لك تقديم الخدمة ولك الفخر أن تكون خادما ويرضي بك أبناء ولاة الأمر والنهي والنفوذ . واسعد إن سمح لك الفرجة والمشاهدة .. وبعدها مالك إلا القبر في خزيمة هذا إن اتسعت لك ولا أظن ذلك لأنها أيضا منهوبة بالحجز المسبق للقبور في أفضل الأماكن وباقي المساحة امتلأت . وأخيرا أقول : أن من صادر امن وأمان أو مال أو حياة غيره .. سيأتي يوما يتم مصادرة أمنه وأمانه وماله وحياته من غيره ومن آخرين يكونون أقوى منه .. فالظالم يظلم ولو بعد حين .. والقاتل يقتل ولو بعد حين .. ( هكذا يكون القضاء والرد وفقا لمبداء القصاص وقضاء الله وقدره ) .. وما بذر يجنى ولله الحمد على عدله ومنه.<

Shukri_alzoatree@yahoo.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد