يحيى صالح القطاع
نكون مخطئين عندما نستغرب التقاعس العربي المخزي تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، ونكون مخطئين أيضاً عندما نتعجب من الحال والوضع المزي الذي وصلت إليه البلدان العربية بسبب التفكك والانقسام وإهمال وتجاهل الواقع العربي والانصراف إلى اللهو والصخب وما يشبع الغرائز الإنسانية التي لم ولن تشبع أبداً ما دامت ضمائرنا هزيلة ترفض الاستجابة لاستغاثة الأوطان العربية المنكوبة والتي أعيت أن تنفخ في الضمائر العربية علها تفيق، لكنها أدركت أنها تنفخ في رماد سرعان ما يتبعثر ويصعب جمعه، يجب أن لا نستغرب فترة الانحطاط التي تمر بها البلدان العربية، فإذا كنا نحن العرب في مختلف الأوطان غير قادرين بل عاجزون أن ننصر قضايانا الوطنية والاجتماعية وما نستطيع فعله هو المكائد والدسائس والفتن التي تلحق الأذى والضرر بأوطاننا، نعادي أوطاننا وندعو إلى تمزقها وندعي أننا من محبي الأوطان وممن يأبون الدمار لها والأذى لشعبها، شعارات زائفة مليئة بالمكر والتضليل يكشفها الواقع، لقد أصبح العرب اليوم مثار سخرية لشعوب العالم التي تعدت مراحل الانقسام قبل عقود كثيرة وأصبحت اليوم تبهر العالم بما وصلت إليه من تقدم ونماء الشعوب المتقدمة ولم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أن أدركوا أن الفرقة والانقسام واختلاف الأزمات لا تخدم الأوطان بشيء، فتعدوا تلك المراحل وانصرفوا إلى ما يجعلهم أسياداً لهذا العالم وفعلا استطاعوا أن يكونوا كذلك، فبالعلم والمعرفة خدموا العالم بشكل عام وبما فيه نحن العرب، أصبحت الإنسانية والأخلاق الحميدة ومساعدة الآخرين وغيرها من الفضائل التي كان الأولى بنا أن نحافظ عليها ونطبقها إلا أننا خنا أماناتنا وضمائرنا أصبحت هذه الأشياء تنعم بحقها عند الغرب الذين لو شهدواا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأسلموا لخدموا الإسلام أفضل منا بكثير وبدون وجه مقارنة، لو كانت المناشدات التي تطرح في الصحف العربية للمسؤولين هي نفسها التي تطرح في الصحف الغربية لأقام أولئك المسؤولون الدنيا ولم يقعدوها حتى ينصفوا من يناشدهم، أما نحن العرب فكم يا نداءات واستغاثات لمحتاجين وأمراض السرطان وغيرهم، وكم يا نداءات لوزارة التربية والتعليم وغيرها من الوزارات والمرافق الأخرى ولكن لا حياة لمن تنادي، فإذا كنا قد تخلينا عن نصرة رعاينا ورد مظالمهم وسماع شكواهم فيجب أن لا نستغرب حال الأمة العربية وما وصلت إليه من ذلٍ وهوانٍ في زمنٍ يسيره قانون البقاء للأقوى.