بندر محمد دغيش
لعله مما لا جدال فيه ولا يختلف عليه اثنان أن وجود معارضة في أي بلد من بلدان العالم أمر ولا شك في غاية الأهمية، بل إنه من الضروري ومما لا غنى عنه بالنسبة للوطن وللمواطن أن تكون هناك معارضة.
ولكن الأهم من ذلك أيضاً هو أن تعرف وتقدر وتفهم هذه المعارضة لأي أمر وجدت وما جدوى وجودها؟ وكيف وما ومتى تعارض؟ ولن أقول من لأنه من الطبيعي أن تعارض السلطة الحاكمة فقط لا أن تعارض الوطن كما هو حاصل مع المعارضة اليمنية.
نحن بحاجة إلى معارضة تعارض للوطن لا الوطن.
لأن معنى وجود معارضة "وطنية" قوية وصادقة بكل تأكيد يعني تطوراً أكثر ونمواً أكثر ونهضة أكثر وأكثر وأكثر.
ومعنى وجود معارضة وطنية أيضاً ومخلصة ومؤمنة بما تعارض بكل تأكيد وجود صحة وتعليم ومعيشة أفضل وأفضل وأفضل وضمان أكثر للحريات وحماية أكثر لحقوق الإنسان.
معنى وجود معارضة "وطنية" حقة يعني تقديم خدمات وتسهيلات وحماية لحقوق هذا الوطن ومواطنيه.
وهناك معان أخرى كثيرة لوجود معارضة ولكن أيضاً وطنية، فلا فائدة ولا جدوى من معارضة تآمرية وتخريبية وإنقلابية.
الوطن والمواطن بحاجة إلى معارضة تحميه وتدله وتطالب بحقوقه وتحمي مكتسباته.
لا معارضة تسعى إلى إثارة الفتن وزعزعة الأمن وتخويف الناس واختلاق الأزمات.
نحن في أمس الحاجة إلى معارضة لأنها من المفترض أن تكون هي الند القوي للسلطة وهي الرقيب المتفحص وهي الناقد البناء وهي وهي الكثير.
ونحن في غنى عن معارضة تسعى وتتبنى التحريض والإساءة وتشويه سمعة الوطن أرضه وإنسانه وقيمه وتاريخه وحضارته، بل نحن نرفضها ونرفضها بشدة بل لا يمكن قبولها ولا السماح لها بأي حال من الأحوال أن تخطب وتصرح وتشجب باسمنا.
نحن في حاجة لمعارضة وطنية إنسانية ملتزمة تحمل هذه الصفات أو أكثر.
يعني عملاً بإذن الله طبعاً ما يمكن عمله في عام خلال خمسة أو ستة أشهر لأن يوم الدولة بسنة كما يقال، وهذا في حال عدم وجود معارضة وتنفيذ ما يمكن تنفيذه خلال خمس سنوات أو خلال سنة أو سنتين لا أكثر وتوفير ربع أو ثلث ما يرصد من موازنة وتوريده إلى خزينة الدولة.
وتحريك وتيرة عجلة التنمية ضعفين أكثر مما هي عليه.
فهل من الممكن وجود هكذا معارضة. . ربما. . إنما ليس في اليمن بتاتاً.