;

لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟! 1125

2009-04-15 04:14:20

عصام المطري

سؤال عصي على الإجابة في حالة التعصب السياسي والمذهبي، بيد أنه سؤال سهل ممكن الإجابة عليه في حالة تغليب الانتماء للدين الإسلامي الحنيف والإسراع في المكاشفة والشفافية والوضوح فالإجابة عن هذا السؤال تعد أمانة تاريخية سيسأل عنها الإنسان يوم القيامة قال الله تعالى مؤكداً هذه الحقيقة: "وقفوهم إنهم مسؤولون"، فالإنسان مسؤول عن كلامه أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، زد على ذلك أن السؤال حساس للغاية ويتطلب إلماماً بالتاريخ ، فلا يجيب عنه إلا المفكرون وأولوا الألباب الرشيدة حيث تأتي إجابات هنا عن هذا السؤال الهام كنتاج طبيعي لآراء المفكرين العرب والمسلمين لكني أسوغها بطريقتي الخاصة في هذا العمود.

* فأقول وبالله التوفيق أن الدين الإسلامي الحنيف لم يكن هو من وراء تخلفنا حيث يجهل هذه الحقيقة الكثير من الناس، فبعضهم من أصحاب الاتجاه العلماني يحاكمون هذا الدين باعتباره سبباً مباشراً لهذا التخلف وهذا جهل كبير بحقيقة الأمور، ذلكم أن هذا الدين الإسلامي الحنيف كان ولم يزل السر في تقدم المسلمين ذات مرة حينما حكموا المعمورة، فلقد تقدم العرب والمسلمون بهذا الدين الإسلامي الحنيف، وكانت صقلية وطليطلة في بلاد الغال "فرنسا حالياً" منارة إشعاع التعليم الأجانب فنون العلم الحديث وكان العالمان جليل وكوبر ينهلان من بحر العلم على أيدي العرب المسلمين، ولما ذهبا إلى بلديهما وأخبروهم أن الأرض تدور حول الشمس، وأن الأرض تدور حول نفسها نعتوهما بالهرطقة والجنون من قبل رجال الدين في الكنيسة الذين كانوا يؤمنون بالثبات في كل شيء، بينما عبدالله بن عباس رضي الله عنه هو أول من توصل إلى أن الأرض كروية وقال: "لو مددنا حبلاً من هنا فإنه سيصل إلى الناحية الأخرى" مدللاً بذلك على كروية الأرض قبل الاكتشافات الأوروبية.

* وأنصح هنا بدراسة كتاب المستشرقة الألمانية "زيغريد هوتكا" في كتابها الجميل "شمس العرب تسطع على الغرب" ففيه تبين المستشرقة الألمانية سالفة الذكر أن الأمة العربية والإسلامية كانت متقدمة عن غيرها بهذا الدين الإسلامي الحنيف، فهي متقدمة في مجال الطب والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الأرض والجيولوجيا، وأن الحضارة الأوروبية أخذت الكثير والكثير من مآثر العرب والمسلمين في حقول العلوم العديدة، فهي شهادة نعتز بها من مستشرقة ألمانية، وهي رسالة واضحة إلى الذين انبروا محاربين لهذا الدين ويحاكموه ممن جهل بسبب تخلفنا، فالأمة الإسلامية والعربية تقدمت تقدماً كبيراً في عدة مجالات بهذا الدين الإسلامي الحنيف وكانت منارة إشعاع لكل المتعطشين للعلوم، فكانت علومنا العديدة أرضية وركيزة من ركائز التقدم الأوروبي والحضارة الأوروبية في العصر الحديث، فنحن تقدمنا في الوقت الذي كانوا فيه أي الأوروبين يقبعون في دياجير التخلف والانحطاط والجهل.

* والآن فقط يمكن أن نجيب عن هذا السؤال: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟! لأنها ببساطة فقدنا الثقة بأنفسنا وبهذا الدين وانبهرنا بزيف الحضارة الأوروبية التي قامت على أنقاض الحضارة الإسلامية الراشدة التي وازنت بين الروح والمادة هذا فضلاً عن أننا قمنا بتقليد أوروبا بتنحية الدين الإسلامي الحنيف عن منصة الحكم لأن أوروبا تقدمت عندما فصلت الدين عن الحياة فتخلفنا وتقدم غيرنا لأن ديننا الإسلامي الحنيف يأمرنا بأخذ الأسباب ومن ثم التوكل على الله عز وجل وليس التواكل ولهذا لعمري تخلفنا.

* وأخيراً. . ألستم معي في أن الدين الإسلامي الحنيف هو من وراء تقدمنا في غابر الزمان وحين تركناه وتركنا الأخذ بالأسباب والتوكل على الله سبحانه وتعالى تخلفنا أي أن الدين الإسلامي الحنيف ليس سبباً في تخلفنا بل على العكس تماماً كان سبباً في تقدمنا في تلك الحضارة الإسلامية والعربية التي أسعدت البشرية وكانت حضارة مادة وروح وإن طغت على الروح المادة وتغلب جانب على جانب مثل زيف الحضارة الأوروبية المادية التي غلبت المادة على الروح وكان الجزاء من جنس العمل سقوط في الوحل وظهور الأمراض التي عجزت أمامها الحضارة المتقدمة عن اكتشاف علاج ناجع والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد