كروان عبد الهادي الشرجبي توفت والدتها وهي في الصف الثامن الأساسي وعلى أثر ذلك خرجت من المدرسة لكي ترعى المنزل وأخوتها لأن أباها لم يتزوج ومرت السنين وكبرت هي وكبر الجميع وظلت هي على حالها وتخرج أخوتها من الجامعة وتزوجوا وهي لم يتقدم لها ابن الحلال ورضيت بنصيبها ولم تعترض وظلت تخدم أباها وفي نفس الوقت تربي أولاد أخيها الذي تزوج في منزل العائلة لأنه الأصغر ومرت السنون أيضاً وتوفي الأب فبقيت وحيدة تخدم أخاها وأولاده فزوجته امرأة عاملة وكانت الأمور تسير بهدوء إلى أن وسوس الشيطان "للأخوة بأن يبيعوا المنزل" هنا صرخت فيهم وأنا أين أذهب كان جوابهم اشتري بنصيبك منزلاً، أي نصيب هذا في منزل رث وأربعة أخوة؟ أي نصيب يتبقى لهذه المسكينة؟ سمع الجيران بالخبر فعرض عليها أحدهم أن تسكن لديه وستكون ابنته الرابعة فهم جيران وعشرة عمر وهذا الرجل معروف بكرمه وأخلاقه النبيلة ولديه من البنات ثلاثاً تزوجت واحدة واثنتان لم يأيتهما النصيب وبالفعل باعوا المنزل تاركين أختهم لدى هذا الجار الكريم، هل تصدق عزيزي القارئ أن هذا الصنف من الأخوان موجود؟ فعلاً والله إذا لم أكن أعرف هذه الأسرة وهذا الجار الذي احتضن هذه الفتاة لقلت أن هذا فيلماً سينمائياً، نعم يجب أن تكون هذه الحادثة فيلماً حتى يرى العالم مدى قسوة الحياة، وكأن تلك ليست بأختهم ولم تتنازل عن تعليمها وأخذ فرصتها في العمل من أجلهم، كان على الأقل أحدهم يأخذها معه ولكن مهلاً هل ترضى زوجة أحدهم أن تمكث هذه المسكينة معها؟ أكيد لن ترضى واحدة منهن بذلك وإلا كان أحد الأخوة أخذها.
على العموم هذا الكلام فات أوانه والفتاة المسكينة في منزل جارهم الذي كان أرحم عليها من أشقائها فعجبت لهذا الزمن الذي أصبحت فيه القوارير ترمى لا أن يرفق بها.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
