كروان عبد الهادي الشرجبي
وصلتني رسالة من أحد قرائي وقد أفرحتني لأن هناك شباباً مصممون على الصمود في سبيل تحقيق أحلامهم على الرغم من عوامل الإحباط، لا أطيل عليكم أعزائي القراء فهذه الرسالة كان مضمونها أن عدداً من الشباب والشابات لا يتجاوز عددهم العشرة عملوا معاً أثناء دراستهم الجامعية وسعوا إلى تحقيق أشياء تكتب في سطور الواجب الوطني وبالفعل استطاعوا أن يقيموا مشروعين حظيا باهتمام صحفي عربي وأجنبي وكتبت عنهم المقالات وتحدثت عنهم التقارير الأخبارية وكانت فرحتهم لا توصف وشعورهم بالراحة بعد قيامهم بتلك المشاريع الخيرية والاجتماعية الوطنية.
هذه كانت نقطة الانطلاق لهؤلاء الشباب إذ أن حبهم للوطن وشعورهم بالراحة كان دافعهم الكبير الذي حركهم لفكرة إقامة جمعية تنموية وخيرية واجتماعية مبنية على مجموعة من الأسس والأهداف الاستراتيجية المرسومة على هيئة خطط تنفيذية لا مراء فيها، وكان لهم ذلك حيث جمعوا حوالي مائة شاب وشابة للتعاون معاً وتقديم المساندة العلمية والعملية والفكرية والمادية ثم بعد ذلك عقدوا الاجتماعات التي حددوا من خلالها تلك الاستراتيجات المبنية على الدراسات والبحوث التي قاموا بها وعلى كل ما اطلعوا عليه من بحوث لأساتذة عالميين وعلماء اقتصاد واجتماعيين واتفقوا على إقامة جمعية تضم هذا كله.
ولكن الصدمة جاءت عندما ذهبوا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قبل ما يقارب الثمانية أشهر بهدف اعتماد ما لديهم فوجؤوا بأن تسجيل الجمعيات موقف بأوامر من الوزيرة وحينما سألوا عن السبب قيل لهم بسبب الانتخابات تحلو بالصبر واعتبروها "رب ضارة نافعة" وسعوا إلى تطوير رؤيتهم للمجتمع وتحسين خطط عملهم حتى جاء يوم تأجيل الانتخابات وهبوا لإكمال ما بدؤوا به ولكنهم صدموا أيضاً بأنه لم يصدر قرار لبدء تسجيل الجمعيات فما أوقف بقرار لا يعود إلا بقرار.
وقد أسفر هذا المنوال المطول عن انسلاخ مجموعات لا بأس بها من بينهم وذلك نتيجة اليأس الذي ظل جاثماً على أرواحهم وبقى من بقى منهم مصراً إلى هذه اللحظة على مواصلة الدرب آملين ألا يطول فيأخذ اليأس منهم وتحبط بذلك مشاريعهم الوطنية بشكل كامل.
هذه فحوى الرسالة بصراحة شعرت بالفخر لوجود مثل هؤلاء الشباب والشابات الذين انصرفوا عن كل ما هو سيء واتجهوا لفعل الخير وأشياء مفيدة لهم ولغيرهم، ولكن يظل سؤال عالق لماذا توضع العقبات والعراقيل أمام مشاريع خيرية كهذه؟ عندما ينصرف شبابنا إلى فعل كل ما هو مشين نقوم بالهجوم عليهم وننعتهم بأبشع الصفات وعند وجود الشباب المثاليين نعمل على إحباطهم وتدمير أحلامهم، أنا برأيي أنه إذا ما تقدم أي شاب بأي عمل أو مشروع علينا أن نحتويه ونشجعه ونقدم له كافة التسهيلات من أجل تشجيع الآخرين ولكن وضع العقبات والعراقيل تجعل العديد من الشباب يفكر بها قبل أن يفكر بأي مشروع وبالتالي لا يقدم على عمل أي شيء، فيا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أسرعي إلى احتضان الشباب وقدمي لهم التسهيلات وكوني الحضن الآمن لهم قبل أن يأتي الغير ويحتضنهم وأنت أدرى بمن هم الغير.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM