عبدالعزيز العقاب
تعتمد الإدارة الأميركية على نجاح تقاريرها في تحقيق أهدافها الاستعمارية والكيدية والخبيثة ضد أمتنا العربية الإسلامية على ضعف الوعي لدى الإنسان العربي وعلى رقة مشاعره وطيبته وسرعة نسيانه، فالإنسان العربي في مفهومهم لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم، وإلا ماذا تسمي ستبشار أو تصديق أي عربي ومسلم بما يأتي أو يصدر من أميركا بأن فيه حتى ذرة خير لنا كعرب ومسلمين أهي بلاده أم استسلام أم يأس أم عجز أم ضعف وعي أم ماذا؟
ثم كم ممكن نظل نضحي بأقطار شقيقة وزعماء وعلماء حتى تتأكد لنا الحقيقة؟ وكم سنستغرق من الوقت لقراءة الوقائع قراءة صحيحة والاستفادة من كل دروس الماضي؟
فعلى مدار الصراع العربي الإسرائيلي لم يصدر عن أميركا أدنى موقف لصالح العرب وإنما كل قراراتها ومواقفها ضد المواقف العربية وتعطيلها وللقضية الفلسطينية وتأييد مطلق لإسرائيل، ثم اجتاحت العراق وأطاحت بالرئيس صدام حسين رحمه الله وكما هو دأبها الآن للإطاحة بالنظام السوداني وأمنه واستقراره والأدوار متتالية ولن تنتهي إلا بضياع العرب والمسلمين جميعاً وإن من البلادة والسذاجة أننا نعرف ذلك جيداً ونعرف أن أميركا ضد كل "توجه صح وضد كل بلد بدأ يمشي صح وكل شخص صح"، والغريب في الأمر أن من يفترض بهم تنوير الأمة بهذه الأخطار والسياسات وتوضيح الحقائق غلبت عليهم مصالحهم وأنانيتهم وتلعثهم للوصول لمآربهم حتى صاروا أكثر استناراً ورواجاً لما يأتي من أعداء الإسلام والمسلمين أكثر من غيرهم، فهل صارت الغاية تبرر الوسيلة؟ وهل أصبحت خلافاتنا أياً كانت مبرراً لتناسي الأواصر فيما بيننا وأعلاها أواصر الدين حتى صرنا نفرح بمخططات أعداءنا وأعداء الأمة ضد بعضنا ونسينا أننا كالجسد الواحد وأن أي استهداف أو مساساً بأي منا هو استهداف للجميع ونذر شر على الجميع لذلك فإني أدعو إلى مراجعة الكثير من الوقائع والشواهد التي تؤكد ما تتعرض له الأمة من أخطار وما تعانيه من دسائس ومؤامرات، فأعداء الأمة والإسلام لا يريدون لنا خيراً أبداً كما أنهم لن يرضوا عنا أبداً كما أخبرنا الله تعالى وأنهم إنما يريدون لنا الفتنة لإنهاءنا وإنهاء ديننا ونهب ثرواتنا كما حصل في فلسطين والعراق والصومال والسودان وما يجري له التخطيط في كثير من البلدان العربية والإسلامية التي تحاول البدء صح أو مجرد التفكير صح.
لذلك آمل أن لا يفرح إخواننا كثيراً بالتقارير الأميركية ومكايدها وما يصدر عنها أو عبر إداراتها وجهاتها المتعددة والترويج لها من دون علم ووعي ضد النظام وضد مؤسساتنا الوطنية أو ضد رموزنا الشبابية المخلصة المعروفة بحسن أخلاقها والتفاني في إدارتها كما حصل بحق العميد الركن/ أحمد علي عبدالله صالح مؤخراً.
وعلى الذين يظنون أنهم بترويج مثل هذه الإشاعات والمكايدات قد ينالون من عزيمة الرجل أو من مشروعه الإداري الحديث ومنهجه العلمي وقيمه الثابتة والأصيلة يجب أن لا يحلموا كثيراً لأن مثل هذه الحملات والاستهدافات التي يروجون لها والتي أساسها أعداء الإسلام والأمة لن تنطلي على كل ذي عقل، وأن الجميع يؤمن بحقيقة ناصعة وهي أن أميركا هي ضد كل ما هو صح أو بدأ صح أو يفكر صح من العرب والمسلمين سواءً أكان شعباً أو نظاماً أو عالماً أو قائداً أو حتى شخصاً وأنه لن يأتي من أعداء الإسلام خيراً للمسلمين مذكراً بما قاله أجدادنا الأحرار الأخيار "ما فيش يهودي نصح مسلم" فمتى ينمو الوعي وندرك خطورة ذلك كله؟