بندر محمد دغيش
الكلام عن الصحة في خولان الطيال على امتدادها قصة مؤلمة وتذكرني بحوادث مؤلمة وحزينة حدثت لي شخصياً، فقبل سنوات أيها الأكارم، عانى والدي من ألم شديد ومفاجئاً وهو في قرية الزرع مسقط رأسه بمديرية خولان الطيال. . " بني سحام" طبعاً بد أن كان قد أجرى بعض الفحوصات في مستشفيات العاصمة، وما إن عاد إلى القرية لأخذ الدواء الموصوف له، إلا أنه ومع الأسف الشديد ولله الحمد على كل حال ساءت حالته جداً وازداد ألمه بصورة مفاجئة. . مما أضطر من كانوا بقربه إلى القيام بإسعافه، إلى أمانة العاصمة، حيث أن تلك الخولان المنسية، لا يوجد بها على الإطلاق لا مستشفى ولا مستوصف ولا حتى عيادة حكومية واحدة تصوروا. . مديرية شاسعة بها ما لا يقل عن "100 150" ألف نسمة لا يوجد ولا يتوفر فيها أي مرفق صحي ولا حتى عيادة للإسعافات الأولية.
المهم في نهاية المطاف. . " إقرأوا الفاتحة على روح والدي" حيث أنه قضى نحبه نتيجة الإهمال الشديد في توصيل أدنى الخدمات الصحية التي من المفترض على حكومتنا الرشيدة أن لا تستثني قرية ولا عزلة ولا ناحية في توفير كامل الخدمات الصحية.
لأن عشرات الأرواح من رجال ونساء وأطفال يفارقون الحياة شهريا لمجرد تعرضهم لأبسط الأمراض ، وكأن هذه المديرية المعزولة لا تشملها خارطة الجمهورية، وهنا نتساءل أين دور وزارة الصحة العامة والسكان؟ أم أن هذه الوزارة الموقرة لا يهمها إلا صحة سكان المدن؟ ولعل هذه دعوة من وزارة الصحة لهجر الريف والسكن بجوار المستشفيات بالمدن.
