علي الصباحي
أصدر ملك مملكة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة خلال الأيام القليلة الماضية عفوا ملكيا عن العناصر التي قامت بأعمال تخل بالأمن الوطني البحريني وتم إطلاق سراح أولئك الشباب وإعادتهم إلى ذويهم وكأن شيئاً لم يكن.
هذه الخطوة التي اتخذها عاهل البحرين لم تكن الأولى أو الأخيرة, فالمتتبع للأحداث السابقة التي جرت هناك يجد أنها كانت تتوج أخيرا بالعفو من العاهل البحريني ولكن بالمقابل هل عملت هذه العناصر التي تقوم بالعبث بأمن الوطن هناك على تغيير نهجها اللاوطني ؟ وهل وعت قيادة حركة حق ممثلة بالسيد حسن مشيمع أن ذلك النهج العنفوي إنما يؤدي إلى تشويه صورة البلد وخدش وجه الديمقراطية الوليدة هناك التي ظلت هذه العناصر وقيادتها تنادي بها منذ سبعينيات القرن الماضي ؟!!!
ثم هل يعي حسن مشيمع أن الجميع تحت سقف واحد ومركب واحد ؟! أم أن الاملاءات الخارجية والأجندة السريةالمعروفةفي المنطقة فرضت نفسها على نهج مشيمع و(شلته)؟؟!!
ثم لماذا تم التخلي من قبل حركته عن نهج الحركة الأم ( الوفاق الإسلامية ) أم أنه يمثل الجناح العسكري للحركة الأم ؟ وعلى ضوء ( أنا اعبث وأنت تتدخل للحصول على عفو والهدف واحد )؟
إن سياسة ونهج العنف لم تكن في يوم من الأيام وسيلة وطريقة ناجحة لنيل أي مطلب سياسي أو غيره وهذا ينطبق تماما على كل جماعة أو منظمة اوفئة تسير في ذات السياق وتحت أي شعار كان يتم رفعة بل إن من يتخذ من العنف والتخريب وإرهاب الآخرين طريقة للوصول إلى تحقيق هدفه إنما يضع نفسه تحت علامة الاستفهام الوطنية الكبيرة والاستهجان الشعبي والخيانة القومية العظمى ليس فقط على المستوى الوطني بل على المستوى الإقليمي أيضا
إن الحفاظ على النسيج الاجتماعي والسياج الوطني في أي بلد كان لا ينحصر في تيار أو حزب أو فئة أو شخص بعينة إنما يتحمل ذلك الجميع بلا استثناء وهذا شي مسلم به منذ القدم.
كما أن ردع من يسعى للعبث بأمن واستقرار الأمة مسؤولية كل الإطراف الموجودة في الساحة.
إن الوضع الراهن الذي تمربه المنطقة ككل يستدعي من كل التيارات الموجودة على امتداد الساحة العربية من المحيط إلى الخليج تقديم المصلحة الوطنية العامة على المصلحة التنظيمية والفئوية الخاصة.
لاشك ولا ريب أن التقاعس عن تحمل المسؤولية وتقديم المصالح الآنية الخاصةعلى المصلحة العليا سيؤديان بالجميع إلى عض أصابع الندم في وقت لا ينفع فيه الندم و التاريخ ملئ بالشواهد والعبر!!
إننا نأمل من أي طرف يتخذ من العنف وسيلة لتحقيق مآربه أن ينأى بنفسه عن هذا السبيل لأن الاستمرار في هذا الطريق يجعله ورقة رابحة في يد من يسعى لتفتيت الأمة وتمزيقها ليسهل عليه بالتالي تمزيقها وابتلاعها.
