عبدالفتاح البتول
لفت نظري في الأيام الأخيرة نشر تصريحات صحفية لمصدر مسؤول أو رسمي من السلطة المحلية بمحافظة صعدة، تتضمن هذه التصريحات الحديث عن الانتهاكات التي تقوم بها عصابة التمرد والفتنة في بعض مديريات المحافظة، والذي يطالع تصريحات المصدر الرسمي يعتقد أن عمل السلطة المحلية من الأجهزة الرسمية ينحصر من رصد الانتهاكات والإبلاغ عنها لوسائل الإعلام والرأي العام، والأغرب من ذلك أن المصدر الرسمي اكتشف مؤخراً أن عناصر التمرد والتخريب تدفع باتجاه التصعيد وتقرع طبول الحرب وتقوم بتقويض جهود السلام. . !!
أنه فعلاً اكتشاف خطير وجديد وتصريح هام ومهم يحدثنا عنه المصدر الرسمي أن المتمردين يدفعون باتجاه التصعيد ويقرعون طبول الحرب، وهذا ما يقوم به الحوثيون منذ بدايات المواجهات في صيف 2004م، متى كانوا يريدون السلام؟ ومتى توقفوا عن قرع طبول الحرب، بل متى توقفوا عن الحرب وهم في حالة حرب واستعداد تام خلال الخمس السنوات الماضية، والأعجب قوله: تقويض جهود السلام، وكأن المتمردين قد استجابوا لوقف الحرب وقدروا جهود السلام، واليوم فقط يقوضون هذا السلام، كيف وهم الذين أشعلوا الحرب منذ البداية بالخروج المسلح على الدولة والمجتمع والشرع، وهم الذين أشاعوا الخوف وزعزعوا الأمن والاستقرار وسفكوا الدماء واستهانوا بالأرواح البريئة سواء من الجيش والأمن أو من المدنيين أو حتى من أتباعهم المغرر بهم الذين هم وقود هذه الحرب البائسة والفتنة القائمة.
أنني لا استهين بالجهود التي تبذل ولكنني استغرب أن تتحول السلطة المحلية بمحافظة صعدة إلى منطقة حقوقية وجمعية خيرية وغرفة عمليات للرصد والمتابعة والإبلاغ عن خروقات عصابة التمرد والانتهاكات التي يقومون به بصورة يومية ومستمرة، والذي زاد من استغرابي وشد انتباهي إطلاق المصدر الرسمي مصطلح العناصر على عصابة التمرد والتخريب مما يدل على تعامل راقي وحس حضاري لدى المصدر الرسمي مما دفع بالمكتب الإعلامي للتمرد الحوثي برد التحية بأحسن منها، وقام بوصف السلطة المحلية والأجهزة الرسمية ب "عناصر السلطة" وأضاف المكتب الإعلامي لعناصر الحوثي إلى ذلك وصف تصرفات السلطة بأنها: قذرة تكشف حالة الهستيريا والتخبط لدى عناصر السلطة حسب بيان عناصر الحوثي أو العناصر الحوثية، العنصر الجديد أن وزير خارجية الحوثي صالح هبرة اتهم السلطة بأنها تعزز المراكز الحكومية بالأسلحة المتوسطة وتحشد قواتها مع الحدود الحوثية، يا ساتر يا رب السلطة اليمنية المركزية والمحلية تزود الأماكن والمواقع الحكومية بالأسلحة المتوسطة، أنها تهمة خطيرة أن تمتلك الحكومة اليمنية أسلحة متوسطة ولم تسلمها للعناصر الحوثية، التي من حقها أن تمتلك الأسلحة المتوسطة والخفيفة وحتى الثقيلة والأخطر من ذلك أن يتحدث المصدر المسؤول عن قيام المتمردين بحفر الخنادق وبناء التحصينات وتحديداً من الجبال المطلة على الطرقات، بالإضافة إلى إقامة العديد من نقاط التفتيش الجديدة غير النقاط السابقة والثابتة واستمرار المتمردين في ترويع المواطنين الآمنيين على الطرقات العامة، ناهيك عما يقومون به من التحريض والإثارة والإساءة للصحابة والاستخفاف بالدولة والمواطنين الواقفين معها.
لقد سقطت الوساطة القطرية وفشلت الوساطة المحلية والوسائل السلمية وحقق المتمردون انتصارات بلا حروب ومكاسب بلا حدود، والخاسر الوحيد هو الوطن والمواطن، ومن المفيد في هذا المقام الإشارة إلى قضية غاية في الخطورة والأهمية، فقد أكد عدد من المؤرخين والمحققين على الارتباط العضوي والتلازم الدائم بين الدعوات الأمامية والنزعات الطائفية والسلالية وبين الوحدة الوطنية واللحمة اليمنية، وأن بروز وظهور الإمامة بأي شكل من الأشكال يلحق الأضرار بالوحدة اليمنية ويهددها.
وقد أشار إلى ذلك أبو الأحرار وضمير اليمن الشهيد محمد محمود الزبيري في رسالته الصغيرة الحجم العظيمة النفع الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً فهل من مدرك؟ اللهم أني بلغت اللهم فأشهد.