عبدالباسط الشميري
في البدء اعتقد ان من مقتضيات المرحلة تجبرنا الحديث عن الحركة الوطنية على اعتبار أنها كانت نواة لقيام يمن حر حضاري متعدد الاتجاهات , وطن يقوم على العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام بمبادئ ونهج الجمهورية والثورة يمن ال(22) من مايو 1990م واعتقد جازما ان المرحلة التي نعيشها هي جد خطيرة وتستدعي منا وقفة بل وقفات لمراجعة المسار والمسيرة لا لإيقاف عجلة التاريخ أو العودة الى الوراء لكن لمعالجة وإصلاح بنية الفكر والعقل والواقع الموبوء وتحديد اتجاه البوصلة خاصة وقد بدأت أصوات هنا وهناك في الغرب أو في الجنوب تجاهر بالمعصية وفي وضح النهار وتحاول تسميم الحياة أو عرقلة المسيرة وتحييد البوصلة ظنا منها أن هناك فرصة في خضم هذا الواقع الجديد الذي التبس على البعض واعتقدوا انه بمقدورهم التسلل وفعل ما عجز عنه اسلافهم لكن هيهات ان يكون ذلك ويبدو أن هؤلاء لا يقرؤون التاريخ جيدا
فبالعودة الى رواد الحركة الوطنية وما أورده الأستاذ سعيد الجناحي في كتابه ذاكرة التاريخ الذي يؤكد فيه بأنه وإثر تواصل الضغط على الطاغية احمد حميد الدين مع نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات انشأ الإمام عددا من الشركات المساهمة وحدد حصته ب(51%) واشترك فيها كبار التجار وهو ما أتاح لكثير من المغتربين من التجار والمهنيين العودة الى وطنهم حيث نشط التجار في توظيف أموالهم في الشركات التي أنشئت في مجالات شتى كالطرق والاتصالات ومختلف انواع التجارة والتفرغ لإدارتها ومع نهاية عام 1958م عاد المهاجر عبدا لغني مطهر من الحبشة الى تعز ولم يكن الوحيد فقد عاد الكثير من المهاجرين من التجار ومئات من المهنيين للعمل في وطنهم لقد توفرت فرص للعمل في المشاريع التي كان يقوم بها الاتحاد السوفيتي والصين والنقطة الرابعة منها بناء ميناء الحديدة وشق الطرقات وإنشاء مشروع مياه تعز وغيرها مما أفسح المجال للتجار ومشاركتهم في العمل التجاري والبناء ..في تلك الاثناء ,عاد هائل سعيد انعم وابن أخيه علي محمد سعيد الى تعز كما عاد من الصومال صالح واحمد والمحضار وعبدالله ومحمد مطهر سعيد وغيرهم .. ومما زاد القوى الجديدة اتساعا هو عودة الخريجين من الضباط وتخرج الطلبة من المدرستين الثانويتين الموجودتين في صنعاء وتعز وفي ظل اتساع القوى الجديدة في المدن وخاصة في صنعاء وتعز واتسع إطار وتأثير المعارضة الوطنية والنضال الوطني على طريق إسقاط النظام الإمامي الذي بدأ يصاب بالوهن المستشري بين أوساطه لقد نجحت حركة الأحرار في إضعافه من خلال حركة التغيير عام 1948م والانقلاب العسكري عام 1955م ومحاولات اغتيال الإمام الطاغية المتكررة إحدى هذه المحاولات كاد ان ينفذها المهاجر سعيد حسن الملقب ب(إبليس) وقد اعدم الطاغية احمد ثلاثة من إخوته لانحيازهم الى حركة التغيير وكان تأييد الأحرار لولاية العهد للأمير (البدر) ابن الطاغية احمد سببا في إثارة حفيظة أخيه الأمير الحسن الذي كان يعتقد انه الأولى بولاية العهد ..مما اوجد انقساما بين الأسرة الإمامية والقوى المؤيدة لها ..الخ
ولذكر الحركة الوطنية واسماء بعض النشطاء للاستفادة وتوثيق ذلك يورد الجناحي بعض التجار الوطنيين وهم على محمد سعيد وعبدالقوي حاميم واحمد ناجي العديني والطيار عبدالرحيم عبد الله وشائف محمد سعيد واحمد هائل سعيد ومحمد نجاد وعبده طاهر انعم ومحمد مطهر وناشر عبدالرحمن العريقي والقاضي عبدالله الارياني والشيخ يحيي البديح ومن العسكريين عبدا لقادر الخطري وصالح البركي واحمد حمود صائغ في تعز وفي عدن النقيب محمد قائد سيف و محمد مهيوب ثابت ويوسف ثابت ويوسف ثابت سعيد وغيرهم كثر
كما ورد في كتاب الجناحي التعيينات الحكومية التي صدرت لبعض هؤلاء فمنهم من أصبح وزيرا وآخرون في مجلس قيادة الثورة وختاما كنت اتمنى على البعض الذي يحاول اليوم نسف تاريخ الثورة اليمنية والنضال الوطني من أجل التحرر وإعادة وحدة الوطن ان يراجعوا أنفسهم ولا يتمرغوا في الوحل اكثر من ذلك فالوطن لايقبل إلا الانقياء والاسوياء كما ان عجلة الزمن لا تعود الى الخلف على الاطلاق وللحديث بقية.<
Abast66@hotmail.com