حصار صنعاء 1967 1968
ومع ذلك كان لابد من التفكير والتخطيط والبرمجة للخطة المناهضة مهما وكيفما تكون الأحوال والظروف.
كان الحصار قد أعد واستعد لهجوم العاصمة وفق أربعة محاور لقوات سبقت الإشارة إلية وانطلاقا من خطة مفروضة سماها الحصار خطة الجنادل مواصلاً هجومه حتى وصل إلى ما وصل إليه من نسبه مئوية غاية في الخطورة وعليه فخطة فك الحصار والتي حملت نفسي مسؤولياتها من حيث التفكير والدراسة والتخطيط والبرمجة والتنفيذ كإنجاز نظري شفوي لم يتح الوقت وضعها حتى حبراً على ورق والتي تم وضعها بشكلها النهائي كإنجاز نظري بين الرابع عشر والتاسع عشر من يناير 1968م، وتحملت مسؤولية تنفيذها القوات المسلحة وممثلين لجيش شعبي ومقاومة شعبية في إطار القوات المسلحة.
لقد كان التفكير قد توصل إلى قناعة محفوفة بالأخطار الجسام لحتمية وجود تخطيط وبرمجة تتحمل مسؤولياتها عمليات هجومية رئيسية وفرعية من خارج العاصمة وداخلها تتحمل الرئيسية منها مهام قتالية لاكتساح وسحق جميع مواقع الحصار الإستراتيجية الهامة على طول المحور الغربي وصولا إلى فك الحصار تساندها حملات فرعية من داخل العاصمة بالإضافة إلى حملة معبر من خارج العاصمة يصاحب ذلك حزمة من الإجراءات تسير جنبا إلى جنب مع العمليات الهجومية تساعد في انتكاسة الحصار وطبقا لمقولة بيت من الشعر تقول:
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما
تموت الأفاعي من سموم العقارب
أهداف الخطة:
أولاً: فك الحصار ومتابعته بالمطاردة المتواصلة حتى يعود إلى منطقته التي انطلق منها.
ثانيا: مواصلة بناء القوات المسلحة.
ثالثاً: إثبات وجودنا وتواجدنا أمام أنفسنا والعالم كله بعد يأس عم وانتشر حيث لا مكان له عند القوى الوطنية داخل الجيش وخارجه.
مكونات الخطة:
التغيير الجذري للتكتيك القتالي: التغيير الجذري للتكتيك القتالي من قوات دفاعية إلى عمليات هجومية ودفاعية للمواقع التي سيتم انتزاعها من القوات المعادية والتغيير الجذري من الدفاع إلى الهجوم يعتبر المحور الرئيسي الذي ارتكزت عليه الخطة من خلال عمليات هجومية رئيسية وفرعية، وهذا يطلب إيجاد قوات بشريه احتياطية تابعة للقوات المسلحة مدربة وجاهزة لم تكن موجودة لأسباب يطول شرحها، وللوصول للتغيير الجذري للتكتيك القتالي تطلب الأتي:
أولاً: الحملة الرئيسية:
تحدد خطة سير الحملة الرئيسية لفك الحصار على العاصمة عن طريق الحديدة صنعاء ويتم تجهيز الحملة لشن عمليات هجومية سريعة وعاجلة توجه ضربات قوية صادمة للعدو ويتم من خلالها انتزاع واسترجاع الموقع الإستراتيجية الهامة والمغتصبة التي استطاع العدو السيطرة عليها وتأمينها على طول المحور الغربي وصولا إلى العاصمة صنعاء على أن تجهز من الآتي:
- قوات مشاة هجومية كحد أدنى "كتيبه مشاة مدربة وجاهزة" كقوات احتياطية في القوات المسلحة تكون جاهزة للحركة فورا وللأسف لم تكن موجودة لأسباب يطول الحديث.
- كتيبة مشاه دفاعية مدربة لاستلام المواقع الإستراتيجية التي سيتم انتزاعها بالقوة واسترجاعها من الأعداء والمفروض وجودها كقوات احتياطية في القوات المسلحة.
- قطع من الأسلحة الثقيلة بأطقمها للاشتباك ضد الأعداء بأشكال مباشرة وغير مباشرة قبل هجوم كتيبة المشاة لتطهير المواقع من الأعداء المسيطرين والمتحكمين يليها استخدام الأسلحة الثقيلة الخاصة بكتيبة المشاة الهجومية ثم الأسلحة المتوسطة والخفيفة من قبل الكتيبة فالأسلحة الخفيفة وبالتالي استخدام القنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة وعند اللزوم السلاح الأبيض الملاصق لفوهة الأسلحة الخفيفة.
- وحدات من الشرطة العسكرية والصحية والمواصلات والاتصالات والآلات الميكانيكية. . . الخ. - قوات استطلاع مباشر وغير مباشر تسبق وتتقدم الحملة.
ثانياً: الحملات الفرعية:
وتنقسم الحملات الفرعية إلى قسمين:
1 عمليات هجومية فرعية من خارج العاصمة "حملة معبر"
2 عمليات هجومية فرعية من داخل العاصمة.
1 حملة معبر من خارج العاصمة والتي أصبحت في تقدير الحصار خارجة عن حساباته من حيث عدم قدرتها على القيام بأي نشاط من شأنه إحداث أي تأثير على ما قد وصل إليه الحصار عبر النسبة المشار إليها وهي 99% لصالح الحصار.
تكلف تلك الحملة القيام بعمليات هجومية خداعية الاتجاه حقيقية الاشتباك على أهداف مرتفعات يسلح وهي تكرار للمحاولة السابقة لكن بمهام جديدة تتماشى مع أماكن تواجدها ورغبتها وإمكانياتها ومقدورتها، مهامها القتالية توجيه ضربات صادمة مباشره خداعيه الاتجاه حقيقية الاشتباك ضد الأعداء بصورة دائمة ومستمرة لفترات زمنية محدودة الهدف منها تضليل وإرباك العدو وإضعافه وجعله يعتقد أن حملة فك الحصار الرئيسية قادمة من معبر وهو تأكيد لما يعتقده العدو وهذا بدوره يساند ويساعد في تقدم الحملة الرئيسية القادمة من جديد.
يكون حجم تلك القوات المطلوبة لحملة معبر من كتيبة مشاه مع العلم أن القوات هناك قد تفوق الكتيبة بدون احتساب قوات شعبيه كما عرفت فيما بعد.
2 العملية الهجومية من داخل العاصمة وجميعها عمليات فرعيه خداعية الاتجاه حقيقية الاشتباك بالذخيرة الحية.
ومهمتها الرئيسية المشاركة بتوجيه ضربات صادمة على مواقع محددة في أزمنة محددة لتضليل وإرباك العدو بأن الحملة الرئيسية قادمة من داخل العاصمة لتشتيت قوات العدو وإضعافه وصولا إلى إحداث الشلل التام فيه وهذا بدوره يساند ويذلل الصعاب أمام الحملة الرئيسية القادمة من الحديدة، وكذلك ضرب الأهداف التي تحمل أي إمداد وتموين لهم والتنسيق مع المجهود الجوي عند الطلب.
تنقسم العمليات الهجومية من داخل العاصمة إلى أربعة محاور:
المحور الغربي يتم تجهيز حمله فرعية تنطلق من العاصمة صنعاء في اتجاه المحور الغربي خداعية الاتجاه حقيقية الاشتباك بالذخيرة الحية بقيادة القائد العام الفريق العمري لما يمتاز به من حبه للحركة ونشاطه وشجاعته يتم تجهيزها من كتيبة مشاه من الحرس الخاص بالفريق العمري بقيادة المقدم حسين ضيف الله، والجنود المتطوعين من الألوية الأربعة إب وتعز والحديدة وجانب من لواء صنعاء بعد تأهيلهم بحسب ما تسمح به الظروف مع التنسيق مع اللواء العاشر لاستكمال عدد الكتيبة، وكذلك التنسيق مع تبة "بيت عذران" ومرتب "حصن مند" والتنسيق مع السلاح الجوي.
- المحور الجنوبي حملة تنطلق من داخل العاصمة من قوات الصاعقة بقيادة النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان وبالتنسيق مع بقية المواقع الدفاعية الصادمة والقريبة من منتصف المحور الجنوبي بحجم سرية مشاه هجومية من مجموع قوات الصاعقة والتي يعتبر تعدادها مقارباً لملكات الكتيبة.
ومهمة هذه القوة القيام بمهام قتالية على أهداف تم تحديدها على منتصف المحور لقطع الخطوط الخلفية لأي إمداد وتموين للعدو سواء كانت قوات بشريه أو ماديه، ومحاولة الاستيلاء على الإمداد والتموين التي يحملها الأعداء لقواتهم.
- المحور الشرقي من داخل العاصمة ويأتي هنا دور قوات المظلات والمواقع المجاورة لها بالمشاركة بتوجيه الضربات الصادمة والموجعة بهدف إرباك وتضليل العدو تمهيداً لشل حركته وسواء كانت قوات مشاة أو أسلحة ثقيلة يتم تجهيز كتيبة مشاه تبدأ المهاجمة ضد الأعداء بمفهوم حرب العصابات ولفترة ثلاث أيام أولى يتبعها فصيلة مشاه في الثلاثة الأيام التي تليها يتبعها هجوم بمستوى سرية مشاه بأسلحتها هذا بالإضافة إلى التنسيق مع الأسلحة الثقيلة المتواجدة في السواد الشمالي وكذلك التنسيق مع الطيران إذا لزم الحال.
- المحور الشمالي من داخل العاصمة والمشاركة بقوات مشاه هجومية على مستوى الجماعة والفصيلة والتنسيق مع القوات الموجودة في هذا المحور، قوات المظلات بقيادة النقيب على نصيب إذا ما توجب المشاركة على مستوى السرية والقوات المتواجدة في المطار الشمالي الدولي بقيادة النقيب/ محمد محرم، كذلك المرتب المتواجد في منطقة "الأزرقين" بقيادة أحمد عبد الوهاب الآنسي أو من ينوب عنه.
ثالثاً: جماعية المعركة:
إشراك جميع القوى الوطنية الموجودة على الساحة كلا فيما يخصه وعلى سبيل المثال :
- القائد الأعلى يقوم بإصدار التوجيهات بالتجنيد الإجباري، والتوجيه بإعداد قافلة الإمداد والتموين، وتوفير الأسلحة للحملة الرئيسية. . . الخ.
- القائد العام يقوم بإصدار توجيهات إلى حملة معبر، وإصدار التوجيهات إلى القوات المتواجدة في العاصمة للتغيير من الدفاع إلى الهجوم وتجهيز حملة بقيادة خداعية الاتجاه حقيقية الاشتباك على المحور الغربي. . . الخ.
- القوات الشعبية ومشاركتها في العمليات الهجومية.
- كذلك كانت الأبواب مفتوحة على مصراعيها لكل من اندفع بالتطوع من ذات نفسه على شرط أساسي وهام أن يقوم بواجبه في إطار حملات القوات المسلحة، ومما لفت النظر أن بعض أفراد من الشباب الذين شاركوا في حملة معبر وغيرهم من الذين لم يشاركوا قد التحقوا بكتيبة المشاة الهجومية للحملة الرئيسية كذلك بعض أفراد من الشباب ومنهم على سبيل المثال اللذين التحقوا بالحملة كطقم القوات الجوية وبعد أن أدوا واجبهم بالضربة الصدامية على جبل النبي شعيب اشتركوا في كتيبة المشاة الهجومية في المعركة الأخيرة على قمم جبل النبي شعيب وآخرون كانوا يحاولون الالتحاق بالحملة بعد فك الحصار. <