عصام المطري
ستظل جل الاستراتيجيات حبراً على ورق لا تؤتي أكلها ما دامت حبيسة الإدراج لا يؤبه لها لقاء تعثر المجموع العربي والإسلامي في قرع باب التنمية الشاملة قرعاً سديداً وفي الوقت المناسب، فالانحطاط مخيم على كافة مجالات الحياة العامة المتعددة والمتنوعة، وصار لدينا إفلاس تنموي، فالتنمية الشاملة في بلادنا سراب خادع ليس لها أصل يذكر، فكيف بنا عندما نأتي لإدارة الشأن التنموي؟ في جميع مجالات الحياة.
> إن الإدارة التنموية هي من أهم أشكال التنمية في الوطن العربي والإسلامي الكبير وهي إدارات متنوعة، فهنالك الإدارة السياسية وإدارة الشأن السياسي للبلاد في رئاسة الجمهورية، وهنالك الإدارة الاقتصادية، والإدارة الاجتماعية والإدارة الرياضية والإدارة الثقافية وإدارة شؤون المرافق والمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة على نحو يدفعنا دفعاً لاستنفار جميع الجهود في هذه التنمية، فتنمية الإدارة قبل إدارة التنمية حيث ينبغي علينا تأهيل الإدارة أولاً لإدارة الشأن التنموي في العديد من مجالات الحياة العامة، وهذا التأهيل يجب أن يكون شاملاً، فمن يؤهل الإدارة التنموية وتأهيل إدارة التنمية هو تزويد الإنسان الإداري بالطفرة التكنولوجية التي حدثت وتعويده على ممارسة نشاط إداري ممتاز حسب ما توصلت إليه الإدارة العالمية.
> إن علينا تزويد الإدارة التنموية الوطنية والعربية والإسلامية بوسائل وأساليب وآليات الفن الإداري المبدع المتطور، وتحديث النظم الإدارية القائمة وفق مقاييس ومعايير عالمية صرفه للغاية، إذ يحسن بنا إمداد الإدارة التنموية بما توصل إليه العلم الحديث في حقل الإدارة ويأتي بعدها إدارة التنمية من وحي توصيات العلم الحديث وما وصل إليه الناس في علم وفن الإدارة التي تستهدف الإنسان بهذا التحديث، فالإنسان السوي العاقل يجب أن يؤهل تأهيلاً مناسباً في حقل الإدارة، وعليه متابعة كل جديد في علم الإدارة عن طريق إعداد وإقامة الدورات للكوادر الإدارية العليا والمتوسطة والقاعدة في البلاد على أن تعطى لهم الحوافز الكثيرة التي تحفزهم على اجتياز الدورات بنجاح وسلام دائمين، فلا بد من التركيز على الإدارة إذا أردنا الخروج من هذه الأزمات المتعددة والمتنوعة وننفق على هذا المجال الشيء الكثير ونضخ الأموال لأن ذلك مرتبط بأعظم حلقة من حلقات البناء والإعمار الشامل فلا بد من تنمية الإدارة تنمية راشدة في جميع مجالات الحياة العامة.
> والحقيقة التي لا تخطئها ملاحظة حصيف هو أن الإدارة الشاملة للشأن التنموي بوابة للازدهار والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيره الكثير من مجالات الحياة العامة المتعددة والمتنوعة، فإذا أردنا التقدم فإنه من الضروري إيلاء الإدارة الشاملة اهتماماً ورعاية كبيرة والتركيز أكثر على تحديث الإدارة وفق المعطيات والمستجدات الإدارية العالمية والدولية، فنحن بلد ضعيف في مجال التنمية الشاملة الراشدة علينا أن نتيقظ من أين بدأ الناس التنمية الشاملة الراشدة، ففي أغلب الظن أن الدول المتقدمة بدأت التنمية الشاملة من الإدارة وصاغت إدارة شاملة حيوية فكان لها التقدم والتطور والتحديث الشامل.
> وفي إطار الرعاية والاهتمام بالإدارة التنموية الشاملة علينا الاهتمام بالإنسان وتثقيفه إسلامياً، ونخرج الإنسان الصالح المصلح الذي سنعول عليه الشيء الكثير في زعزعة الباطل والفحش الإداري، وهذا لن يتأتى إلا من خلال الاهتمام والرعاية بالمؤسسات التعليمية وإيلاء المدرسة نصيباً وافراً من الاهتمام، ونهتم بالمساجد والنوادي الرياضية والثقافية حتى نستكمل عملية البناء والنماء والتطوير والتحديث في كل المجالات .. والله المستعان.<