كروان عبد الهادي الشرجبي
ينتاب الإنسان من فترة لأخرى شعور بالندم على أمر ما حدث معه مما يشعره بالمرارة أو الضيق عندما يتذكر ولكن الندم يبقى إحساساً جميلاً لأنه يدل على أن صاحبه عاد إلى رشده والأجمل منه أن تنعقد النية إلى عدم العودة إلى ما ارتكبه من أخطاء.
ولكن دعونا نضع سؤالاً هو: لماذا نندم ؟ ومتى نندم ؟
فمثلاًَ هذه السيدة أطلقت على نفسها اسم أم عبد الله قالت انها قبل خمسة عشر سنة ندمت ندماً شديداً على ما فعلته بحق نفسها وحق زوجها حيث تقول "كنا نعيش مع عائلة زوجي أنا وأولادي رغم أن الحياة تمر هانئة وهادئة لكنني ككل الزوجات كنت أريد أن يكون لي بيتاً مستقلاً بعيداً عن أسرة زوجي وبالفعل تحقق لي ما أردت، رغم علمي بإصابة أم زوجي بمرض خبيث إلا أني كنت أغار من حب زوجي لها لذلك شغلته عنها شيئاً فشيئاً حتى بدأ يهمل زيارتها فلا يراها إلا في الأعياد أو المناسبات وفي يوم صحوت على خبر وقع مثل الصاعقة لقد توفيت أم زوجي في المستشفى وكانت تنادي وهي على سرير الموت لروية ابنها ذهبت إلى المستشفى فوجدت زوجي راكعاً عند قدميها وهو يبكي طالباً منها المغفرة والسماح
هنا هرولت إلى زوجي أقبل يده كي يسامحني لأني أحسست بأني السبب ولكنه أبعد يدي وطلقني ورغم مرور السنوات إلا أن زوجي رفض أن يعيدني إلى عصمته ومازال الندم معي يرافقني أينما ذهبت".
هكذا تنهي أم عبدالله حكايتها.
إن الندم أحساس أو شعور إنساني نعيشه عندما نتذكر أي أمر أو عمل قمنا به في فترة ما في حياتنا وكثيراً ما نجد أننا نحزن أو نتألم بشدة على فعله خاصة إذا كان هذا الفعل قد أضر بالآخرين،
فالندم تنبيه إلى أن ما تم فعله كان خطأ وهذا دليل علامة صحية عند علماء الأمة الإسلامية لأنهم يعتبرونه دليلاً على حسن التوبة والرجوع إلى الحق.
وعلى العموم ليس عيباً أن نخطئ وأن نندم ولكن العيب أن نتمادى في الخطأ.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM