نبيل مصطفى الدفعي
تعتبر عملية التغيير والتطوير من الركائز الأساسية والهامة لتقدم الشعوب نحو المستقبل الزاهر ومن أجل رخائها وازدهارها في مختلف مناحي الحياة ومن أجل مواكبة كل جديد وحديث ومعاصر في حياة الشعوب ولكن ذلك لا يعني الاستغناء عن كل ما هو قديم وصالح يمكن الاستفادة منه بما في ذلك القوى البشرية العاملة هذا ما قاله لي العم صالح وهو موظف قديم في مرفق يعتبر واحداً من أهم الحقول التعليمية في بلادنا قال لي ذلك خلال نقاشي معه واستماعي لملاحظته في المقهى هو أصدقاؤه ممن أحيلوا للتقاعد المبكر والاستغناء عن الخدمات بدون سبب والتي قام باتخاذها بعض من المسؤولين لأسباب في نفس يعقوب مستغلين مناصبهم ونفوذهم في اختراق القوانين الخاصة بحقوق الموظف وفق ما نص عليها الدستور.
عموماً ليس حديثنا هنا بهذا الخصوص ولكن لنا مواضيع أخرى سنتطرق لذلك فيها لاحقاً.
العم صالح تحدث عن الخبرات والكفاءات التي اكتسبها هو وزملاؤه خلال سنوات عملهم والتي لا يريدون الاستفادة منها في مرافقهم وقال أن ما جرى لي يا بني يجري للكثير من الخبرات والكفاءات في بلادنا ولا ندري ما هي الأسباب وأضاف سأقول لك حكاية قديمة يا بني تؤكد ما قلته وهي حكاية تحمل الكثير من المعاني والأهداف وهي معروفة كما اعتقد ولكن الكثير ممن يعرفونها لا يعتبرون أو يستفيدوا الحكاية باختصار تقول: كان يوجد ملك شاب دفعه جنون طموحه أن يحكم مملكته بدون نصيحة الكبار تماماً مثل المريض الذي يضرب طبيبه بعد أن يعالجه من مرضه فالملك لم يدرك أن وصوله إلى مركزه القوي يرجع إلى النصيحة التي تلقاها من الكبار وكان كل يوم يزداد سخطه عليهم.
وقال لنفسه لماذا لا تصرف كما أريد وعندما أريد؟ لماذا استمع دائماً إلى الكلام التافه عديم الفائدة لهؤلاء الكبار؟ البعض يمزق عينه عندما تحتاج لحكها، جمع الملك بعض الشبان الطموحين من أبناء هؤلاء الرجال وقال لهم أنتم تملكون العقول والحيوية لتحكموا مملكتين لماذا تصمتون وتتركون آباءكم يتحدثون؟ أنتم مؤهلون لتولي المناصب الهامة ولتأخذوا نصيبكم من الحياة ليقتل كل منكم أباه وذهب الشبان إلى بيوتهم وقتلوا آباءهم ما عدا واحداً عندما اقترب من أبيه ليقتله قال الأب ارحم حياتي لأنك في وقت الأزمات ستعرف قيمة وجودي معك، فكر الشاب بكلام أبيه وأخفاه في كوخ قديم بعيداً أوفى الملك بوعده للشباب وأعطاهم مناصب هامة وشعر براحة لبعض الوقت ولكنه اكتشف أن الشباب يتدخلون في طريقة حكمه أكثر من الرجال الكبار وطموحهم أكبر من طموحه ضاق بهم وقرر أن يتخلص منهم جميعاً وأخبرهم أنه قرر إضافة بناء جديد إلى قصره وعليهم أن يقوموا بهذا في اليوم الثاني وليكن هذا البناء مميزاً ومختلفاً عن الأبنية الأخرى وعليهم أن يبنوه من أعلى إلى أن يصل إلى الأرض وليس بداية من الأرض إلى أعلى ومن يرفض الاشتراك في البناء منهم فهو خائن وسيقتله خاف الشبان ولم يعرفوا كيف يتصرفون ولكن الشاب الذي لم يقتل أباه ذهب إليه في المساء وسأله النصيحة فقال أبوه "الذي يراه الرجل الكبير جالساً لا يراه الشاب واقفاً ولقن ابنه ماذا يفعل وفي اليوم الثاني ذهب الشباب خائفين ما عدا الشاب الذي لم يقتل أباه وتقدم من الملك وقال نحن مستعدون أيها الملك للبناء وتبعأً للعادة المتبعة فأنت صاحب البناء وعليك أن تضع حجر الأساس تعجب الملك وسأل الشاب من عمله الحكمة؟ فاعترف له بالحقيقة وأن هذه نصيحته أرسل الملك من يحضر الرجل الكبير وعينه مستشاراً له قال: "إن حكمتك هي التي ستقود مملكتي ومن الآن ما يراه الرجل الكبير جالساً لا يراه الشاب واقفاً والله من وراء القصد.<