عصام المطري حينما حقق الاتحاد السوفيتي سبقاً ملحوظاً على الولايات المتحدة الأميركية في ارتياد الفضاء عزت الثانية سر هذا السبق إلى فتور في التعليم عندها، وحينما أصيبت الولايات المتحدة الأميركية بأزمة اقتصادية أرجع خبير اقتصادي كبير سبب تلك الأزمة إلى قصور في التعليم فأنبرت الولايات المتحدة الأميركية مهتمة بالتعليم حتى كان لها ارتياد الفضاء.
> إن الدول التي تعد في مصاف الدول المتقدمة تهتم بالتعليم اهتماماً بالغاً، فالمعلم في اليابان يصل إلى درجة وزير وفي بعض البلدان التي تعد في مصاف الدول المتقدمة لدى المعلم حصانة دبلوماسية وأيضاً فإن الدول المتقدمة تمنح مجانية التعليم، والتعليم هنالك للجميع الفقراء والأغنياء على حد سواء هذا علاوة على أن المباني المدرسية ضخمة وتناسب الجو المدرسي وهنالك دافعية وحوافز للتلاميذ والأمور تسير سيراً حسناً.
> أما في بلادنا فإن التعليم يشكو من الفساد ومن الإعوجاج، فمتى يا ترى سنصلح التعليم في بلادنا؟! لقد بلغ السيل الزبا، وطفح الكيل ونفذ الصبر ذلكم أن التعليم محكوم إلى سياسات عنيفة قديمة انتهت صلاحياتها ونريد تعليم جديد يواكب المتغيرات والمستجدات الحياتية وما أكثرها، نريد تعليم يخرج أناساً أكفاء قادرين على العطاء في هذا البلد، فهنالك طلاب في الصف الخامس والسابع لا يجيدون القراءة والكتابة معاً ومستواهم العلمي متدن.
> فمسؤولية من هذا التقصير المفرط؟! ومسؤولية من هذا التدني في المستوى التعليمي؟! إنها مسؤوليتنا جميعاً، فالطلاب اعتمدوا على الغش والمعلمون يساعدونهم في ذلك حيث يدفع الطلاب المتقدمون للامتحانات نقوداً ويجمعونها من كل الطلاب ويعطونها للمعلمين مقابل أن يغشوا، فأين اللوائح المدرسية؟! وأين العقاب للمعلمين؟ وأين العقاب للتلاميذ؟! كلها أسئلة تبحث عن إجابة ووزارة التربية والتعليم ومكاتبها في فروع المحافظات مقصرون وفاشلون.
> إننا نريد إصلاح التعليم بأي ثمن ذلكم أن انحطاط التعليم يؤثر على التنمية الشاملة، ويؤثر على مختلف القطاعات العامة، فنريد إدارة تعليمية وتربوية قادرة على العطاء صوب إصلاح التعليم وكتابة الرقي والازدهار والتطور والتحديث لهذا التعليم الذي بات يئن تحت وطأة الفساد الشامل في جميع مجالات الحياة العامة فمطلوب أن نبذل جهوداً عظيمةً من أجل إصلاح التعليم ذلك لأنه البوابة المشرعة للتطوير والتحديث والازدهار والرقي والتقدم فموضوع التعليم مهم للغاية.
> وإذا كان التعليم بوابة مشرعة للازدهار والتطور والتحديث والتقدم فإن مسؤولية إصلاحه سهلة للغاية، المهم أن تتوافر قناعات ورغبات من القيادات التربوية العليا لقاء إصلاح التعليم علماً بأن هذا لن يتأتى إلا من خلال رص الصفوف ومضافرة الجهود من أجل إصلاح التعليم إصلاحاً يتماشى مع مختلف التوجهات السياسية الرئاسية الصرفة التي تريد من التعليم أن يكون مصباحاً للهداية ودليلاً إلى الرقي والازدهار والتطور الملموس في الواقع المعايش.
> لقد دخلنا إلى أحضان نظام عالمي جديد فيه المتغيرات والمستجدات السياسية والتعليمية ما يفرض سرعة التحرك والقضاء على الفساد في أرضية التعليم، وتحقيق إصلاح التعليم من منطلق الحرص الشديد على مصالح ومنافع الوطن في جميع مجالات الحياة فالتعليم تسيطر عليه عصابة مافيا تستغل ظروف البلاد وتسعى إلى نهب المال العام وكتابة الفساد للتعليم على وجه هذه البسيطة ما يستدعي سرعة الإصلاح للأوضاع المتفاقمة.
> إننا ومن خلال هذا المنبر الحر المستقل الشامخ نطالب وزير التربية بسرعة التحرك والإنبراء إلى إصلاح التعليم حقيقة والاهتمام بالمدارس وتعيين المدراء والمديرات حيث ينبغي أن يكون مدير المدرسة مؤهلاً وكفوءً ونزيه والله المستعان.<
