شكري عبدالغني الزعيتري
إن اليمنيين خاصة والشعوب العربية والإسلامية عامة أصبحوا يعرفون تمام المعرفة بان القادة السياسيين والعسكريين الأمريكان هم أهل لإبليس وذريته وإنهم من شياطين الإنس في كذبهم وخلقهم وتلفيقهم الأكاذيب والخدع وفي ظلمهم وجبروتهم القاسية الطاغية لغيرهم من الشعوب. . كما إننا نحن اليمنيون علي تأكيد بأن القادة السياسيين والعسكريين الأمريكان لا يسعون أبداء لخير الأمة العربية والإسلامية ولا يهمهم ولا يحرصون علي صالح المجتمع الدولي وشعوبه قاطبة فأمام مصالحهم الخاصة والعامة الأمريكية أنانيتهم تتجسد فيدوسون كل الأخلاقيات ويتجاوزن كل القيم ويتنكرون لكل المبادئ الإنسانية. . ولترسيخ هيمنتهم وسطوة نفوذهم علي زعيما ما أو شعبا ما ومقدراته والسيطرة عليها أو دولة ما ونهب ثرواتها و لإذعان الآخرين لما يريدونه من تحقيق لأهداف سواء سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو غيرها يبتكرون كافة الوسائل والأدوات اللاخلاقيه ولكل جديد والتي من شأنها أن تحقق لهم أهدافهم فيذهبون نحو حبك الأكاذيب والمكائد وتلفيق الخبائث والتهم ويحسنون مهارة هندستها حتى انه أصبح لدينا نحن العامة من الناس المناعة في تصديقها وعلى قناعة تامة بان كل ما هو وارد من الولايات المتحدة الأمريكية وقاداتها وسدنتها وتجاه أي شخص أو زعيم أو شعب أو دولة عربية وإسلامية ويشار إليها أو لأحد من مواطنيها أو زعماءها وبأصابع الاتهام الأمريكي ما هي إلا تهم وما هي إلا أكاذيب وادعاءات ملفقة حتى انه أصبح من يتهم من قبل زنادقة الإدارة الأمريكية وقادة سياسيها يكون بالتأكيد برئ (كبراءة الذئب من دم يعقوب ). حتى أصبحنا نري التهم الأمريكية وسام فخر في جبين من يتهم من قبل الأمريكان. كما وتتولد لدينا القناعة الاكيده بأن من وجهت ضده اتهام هو عصي علي الابتزاز الأمريكي. وحيث قد ورد يوم الثلاثاء الماضي سيناريو جديد من تأليف وإخراج أمريكي و أخرجته وزارة العدل الأمريكية ونشرته في تقرير لها في الموقع التابع لها والذي قالت فيه مزاعم الكذب بان أشارت بأصابع الاتهام لنجل الرئيس الأخ / احمد علي عبدالله صالح إذ جاء ضمن مزاعمها الكاذبة أن شركة ( لاتين نود الأمريكية ) وهي شركة متخصصة في خدمات الاتصالات اعترفت وأقرت أمام محكمة فيدرالية أميركية وأمام وزارة العدل الأمريكية بأنها تورطت بانتهاك قانون محاربة الممارسات الفاسدة الخاصة بالأجانب وذلك حينما قامت خلال الفترة من يوليو 2005م وحتى ابريل 2006م بدفع مبالغ ماليه متفرقة قدرت بمليون وستمائة ألف دولار أمريكي عن طريق وسطاء لمسئولين يمنيين كعمولات للحصول علي أسعار تفضيلية للخدمات إلي تقدمها الشركة وأشارت بأصابع اتهامها أن من ضمن أولئك الذين تلقوا للعمولة نجل الرئيس الأخ / احمد علي عبدالله صالح. ونقول تحليلا ولكل عقل عاقل يفطن أمام هذا الاتهام الكاذب انه تثار في الذهن عدة تساؤلات منها : لماذا هذا التوقيت بالذات لإطلاق التهمة الملفقة. . ؟ ولماذا اهتمت وزارة العدل الأمريكية والإدارة الأمريكية برشاوى بمبلغ مليون وستمائة ألف دولار أمريكي إن صح ادعائها الكاذب وتركت وأهملت رشاوى بمليارات الدولارات لشركات أمريكية أنفقت كرشاوى لنهب أموال دول أخري وسرقة ثروات شعوبها وخاصة دول الخليج والعراق وغيرها وتحت مسميات متنوعة. . . ؟ ولماذا تهتم الإدارة الأمريكية بفساد خارج حدودها الجغرافية وفي دوله صغيرة ( كاليمن ) ولا تهتم بالفساد الحادث في شريانها بالداخل الأمريكي والذي أنتج أزمة مالية أمريكية أدت إلي إفلاس بنوك استثمارية وانهيار بورصات ومؤسسات إقراض وشركات تامين وأسواق عقارات في أمريكا وعكست آثارها الفادحة التي ضربت الاقتصاد الأمريكي في الصميم وهي اليوم مؤثرة سلبا حتى العمق وتتفاقم وتجلت علي الواقع الأمريكي المعاش بأضرار كبيرة ومتنوعة فمثلا منها : فقدان الثقة لدي دول وشعوب العالم في النظام المصرفي الأمريكي. . وأيضا فقدان لأكثر من خمسة مليون أمريكي لعملهم بان أصبحوا بطالة ومن الجياع حتى ارتفعت نسبة البطالة في أمريكا إلي 8% حسب آخر إحصائيات الشهر الماضي مارس 2009م وهذه النسبة لم يسبق أن وصل إليها الشعب الأمريكي حتى في فترة الكساد العالمي الذي حدث في العشرينات من القرن الماضي فلماذا لم تلاحق ولم تقوم المحاكم الأمريكية ولا وزارة العدل الأمريكية بمعاقبة المفسدين سواء من الشركات الأمريكية أو أصحاب رؤوس الأموال الأمريكيين أو المدراء التنفيذيين للمصارف والبنوك الأمريكية التي أفلست والذين لعبوا دورا كبيرا في وجود الأزمة المالية في أمريكا وتضرر منها الاقتصاد الأمريكي برمته والعالم بأكمله. . ؟ ولماذا بالذات اهتمت وزارة العدل الأمريكية بفساد شركة صغيرة واحدة هي شركة ( لاتين نود الأمريكية ) وأعلنت عنها بزعم ادعائها بأنها أفسدت وبالاشتراك مع مسئولين مستنفذين يمنيين في اليمن دون غيرها من الشركات الأمريكية التي أفسدت في بلدان كثيرة إذ إننا لم نسمع بأنها غرمت وعاقبت أو حتى وجهت أصابع الاتهام أو المسألة لشركات أمريكية كبري أخري مثل : شركات النفط الأمريكية والتي منها شركات تابعة لجورج بوش وأسرته و ديك تشيني رامسفيلد وكونديراراس والذين هم من اكبر مساهمي شركات النفط الأمريكية الكبرى التي دخلت العراق وصادرت وسرقت نفطه ومستمرة حتى اليوم. . وأين هي تلك مؤسسات العدل الأمريكي من فساد شركات الأعمار الأمريكية التي دخلت العراق ونهبت أموال الأعمار للعراق ولم تعمر شيئا. . وأين هي تلك مؤسسات العدل الأمريكي من شركات الأمن الأمريكية الخاصة والتي ذهبت إلي العراق وجلبت إليه جنودها من المرتزقة وذهبوا بهم إلي العراق بهدف أن تسهم في استتباب الأمن ولم تزيد شعبة إلي فتنة وقتل وخوفا وترهيب وفوضي مجتمعية ونهبت الأموال التي خصصت لأمن العراق طيلة ثمان سنيين مضت من الاحتلال الأمريكي. . . . وأين هي تلك مؤسسات العدل الأمريكي من شركات أمريكية تصنع الطائرات الحربية والمدنية ورشت وباعت طائراتها لدول عربية خليجية أواخر العام الماضي 2008م وقبله رغم أنها لا تحتاج إلي تلك الطائرات الحربية والمدنية وإنما تم شراءها تحت إغراءات وصفقات الرشاوى والعمولات والتي كانت حافزا لشرائها ونهب ثروات شعوب تلك الدول الخليجية. . وأين هي تلك مؤسسات العدل الأمريكي من شركات أمريكية تصنع الأسلحة ورشت وباعت أسلحتها لدول عربية خليجية لا تحتاج إليها وإنما الرشاوى كانت حافزا لشرائها. . فالكثير الكثير من التساؤلات تدور في الذهن لا مجال لتفصيلها تجنبا للإطالة عليك عزيزي القاري. . ونكتفي أن نخلص إلي القول : إذن هي احد الاستراتيجيات العلمية الأمريكية المبتكرة وتهدف تحقيق المصالح الأمريكية وتسمي عندهم في الفكر السياسي والإعلامي الأمريكي (إستراتيجية نشر الإشاعات لممارسة الضغوط لأجل الوصول إلي استجابة التلبية لتحقيق الأهداف والمصالح الأمريكية) بمعني أدق لضمان تحقيق الابتزاز الأمريكي لزعماء أو لشعوب دول أخري ونهب مقدراتها وترسيخ هيمنتها هي وراء تلفيق التهم للأبرياء. إذ نري القدرة والبراعة لدي القادة الأمريكيين في توجيه التهم وتلفيق القضايا على مجتمعات ودول عربية وإسلامية وقاداتها إن خرجوا عن بيت الطاعة والولاء للإدارة الأمريكية ( قيد أنمله) فتارة باسم حقوق الإنسان. . . وأخرى باسم الديمقراطية. . . وبعدها باسم الإرهاب ضد جماعات وأفراد ومنظمات كحزب الله ومنظمة حماس وكل المؤسسات المدنية الخيرية الإسلامية وتجاه كل مقاومه عربية حرة ) وضد معتنقي الديانة الإسلامية (المسلمين ). . وقبل الأمس باسم أسلحة الدمار الشامل ضد العراق ورئيسه السابق صدام حسين. . . وبالأمس القريب باسم الإبادة والقتل الجماعي الموجه إلى السودان ورئيسه عمر البشير. . . وقبلها سوريا وليبيا وغيرها. فالكثير من التهم التي تبتكر أمريكيا ويكال بها زعماء وقادة و دول عربية وإسلامية وتفتح بها ملفات كقضايا تكون لأمريكا مبرر للتدخل وفرض الهيمنة الأمريكية. نخلص إلي القول أنها صناعة استغلالية وابتزازية أمريكية حديثة تصنعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتتربص بالدول العربية والإسلامية وشعوبها وقاداتها وتستخدمها عند الحاجة والطلب لتحقيق أهداف ومصالح أمريكية برفع إلى العلن ومن فترة لأخرى ولكل قضية اتهام ما ضد دولة أو زعيم ما وكلا لما يتناسب لنوع التهمة وحجم المصلحة المر اده وتذهب لتطرحها على الطاولة للرأي العام المحلي في دولة الاستهداف ومؤسسات المجتمع المدني لممارسة الضغوط ولاستمرار الابتزاز سواء السياسي أو الاقتصادي أو العسكرية أو غيره لدول عربية و إسلامية ومن هذه القضايا الملفقة وملفاتها قضية اليوم (وأحدثها جديدا ) وكابتكار كاذب وهي اتهام نجل الرئيس اليمني الأخ / احمد علي عبدالله صالح بقضية فساد مالي مع شركة أمريكية. . . وهنا نتسأل ما هذا الكذب والوقاحة والسفاهة الواضحة التي لا حدود لها ولا يلجمها لا حياء أو خجل. إذ نري الإدارة الأمريكية ترفع لواء مكافحة الفساد وهي ذاتها الفساد بكله ويعشعش اليوم ويستشري بداخل أراضيها فالاحراء بهم أن يوجهوا بأصابع الفساد للمفسدين الأمريكيين والذين تسببوا في وجود الأزمة المالية الأمريكية واضروا بالاقتصاد الأمريكي لينظفوا بيتهم أولا قبل بيوت الآخرين. . وأخيرا نقول كفاكم أيها (الفسده الظلمة الطغاة القتلة ) يا قضاة و قادة الساسة والعسكرة في أمريكا استغلال وابتزاز للشعوب العربية والإسلامية وقاداتهم وزعماءهم. . . لعنكم الله ولا أبقاكم اعتديتم علي الأمم. . و خربتم القيم. . وهتكتم مبادئ الإنسانية. . وأصبحتم بإعمالكم القذرة وادعاءاتكم الكاذبة التي تجسدونها علي ارض وواقع الأمة العربية والإسلامية (المغشي عليها بالوهن والفرقة ) والمستغل من قبلكم (الشياطين) ولكنكم بهيئة الانس إذ أنكم تختزنون في أرواحكم الشريرة وتظهر في وجوهكم اللامعة بالخبث العداء والظلم لكل الإنسانية. ماذا تريدون اليوم من اليمن وشعبها ورئيسه وابنه. . ؟ وأي نوع ابتزاز واستغلال هو مطلبكم تمريره علي اليمن وشعبه. . . ألا يكفيكم أن اليمن عليل بمشاكله وبأزمته الاقتصادية أكثر من غيرة. . . ؟ أفلا ترحمون ولا تتركون رحمة الله تنزل انتم ومن يتعاونون معكم ويحسبون علي الأمة رجال عرب ومسلمين وهم يطعنون في جسدها قتلا تلبية لرغباتكم وتحت ضغوط جبروتكم. . . ؟ لا أصابت أهدافكم في اليمن وأهله ولا تحقق كيد أعوانكم وأذنابكم وعملائكم ضررا في اليمن. ولا نلتم حتى بعرة عنزة (إن شاء الله تعالى). . . اتبع الحلقة الثانية غدا بالعدد القادم. <
Shukri_alzoatree@yahoo. com