علي الصباحي
(إن ما تدعيه بعض الدول من أن الجزر الثلاث متعلقة بالإمارات لا أساس له إطلاقا !! وإنني أؤكد بأن هذه الجزر هي كالخليج ملك لإيران إلى الأبد !!) هذا ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية مؤخرا، وقبل التعليق على هذا الادعاء الباطل لابد أن نتطرق إلى الحيثيات التي بدورها أدت إلى هذا الصلف الإيراني الفج.
منذ قيام الثورة في إيران مطلع عام 1979م بقيادة الخميني وضعت الجمهورية الإيرانية خططا إستراتيجية على المدى القريب كما البعيد لتصدير الثورة وكان من ضمنها العمل الدءوب لمد الجسور بين الدولة الإيرانية الجديدة وبقية الدول العربية والإسلامية وخاصة منها دول الطوق - الجوار - وتخللت تلك العلاقة مد جسور خفية لا يعلمها الا بانيها فقط -ونقصد هنا بناء علاقة تنظيمية مع من يتفق مع التوجهين الفكري والسياسي - وبذل الدعمين المادي واللوجستي لهذه الفئات!!
ومع مرور الوقت وتعاقب السنين تطور ذانك الدعمان لتلك الشرائح وتغلغلت إيران سياسيا وفكريا في عدد من الدول المجاورة العربية منها والاسلامية ليصبح ذلك التغلغل واقعا ملموسا وظاهرا للعيان ولم يعد خافيا على احد بفعل التطورات والتجاذبات التي حصلت في المنطقة وخاصة بعيد إطاحة أمريكا بنظام طالبان _ مع ماكان يحمل من سلبيات كثيرة الا انه كان يشكل مصدر قلق لإيران حتى قيل أن إيران فكرت بالإطاحة بنظام طالبان قبل ان تطيح به الولايات المتحدة الأمريكية !
كما أن الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين من قبل أمريكا مهد الطريق أكثر إمام التوسع الإيراني وليصبح بشكل علني من دون مواراة لان عراق صدام حسين كان يمثل خط الدفاع الأول ضد التوسع الإيراني، هذا من جانب ومن جانب آخر وهوالاهم فان الخلافات العربية العربية - مع الأسف- مهدت الطريق أيضا أمام إيران وألقت بثقلها السياسي على قيادة التيارات المالية لها فكريا وسياسيا في العراق وفي بقية الدول العربية بغية تنفيذ الأجندة المعدة سلفا كما ذكرنا سابقا - الإستراتيجية البعيدة - بل وصل الأمر إلى إرسال أعداد غفيرة من ضباط وأفراد تابعين للحرس الثوري ذات مستوى عال من التدريب عسكريا واستخباراتيا إلى العراق وغيره وذلك من اجل تنفيذ تلك الخطة والإشراف عليها ميدانيا !! وبالفعل نجحت إيران في ذلك واستطاعت ان تمسك بزمام الامورفي العراق وخاصة الأمنية منها وذلك بالهيمنة على الوزارات السيادية كالداخلية والدفاع. . . الخ وإلحاق اكبر عدد ممكن من العناصر الموثوق بها في هذه الوزارات وتحييد الجهات التي لا تثق بها وحدث ما حدث من- تطهير- تأميم - تهجير -سجن -تعذيب. . الخ عن طريق فرق الموت المعروفة هناك. ومع الأسف الشديد ان كل هذا حدث في حينه والدول العربية لا تحرك ساكنا مما أسال لعاب التوسع الإيراني أكثر في المنطقة !!!
والغريب في كل ما حدث ويحدث من مشاكل جراء السياسة الإيرانية سواء في العراق او في غيره من الدول العربية انه عندما يتم انتقاد السياسة الإيرانية أو لومها نجد المسئولين الإيرانيين يقولون -ان مثل هذه الخلافات وإثارتها يضر بوحدة الصف الإسلامي ويخدم العدو !!!!وتارة يقولون إن أي خلاف يجب الإيثار ويجب التركيز على كيفية مواجهة العدو الحقيقي !!!تأملوا الاستخفاف الإيراني بالعرب !! بمعنى دعونا نعمل ما نشاء وعليكم بالصمت ياعرب وتمثل في هؤلاء الساسة - الإيرانيين- قول الشاعر إذا قالت حذام فصدقوها - فان القول ما قالت حذام !!
هذا هو ديدن السياسة الإيرانية عند توجيه أي لوم إليها ؟! إلا أن السياسة الإيرانية تناقض نفسها بنفسها وتأملوا من الذي يسعى لضرب الصف الإسلامي الذي تنادي إيران بالحفاظ عليه ؟!! الم تكن الصديقة إيران هي التي سعت وتسعى لضرب الصف العربي والإسلامي وتفتيته؟!!بدليل ما حدث ويحدث في العراق، وما حدث ويحدث في البحرين، ماحدث ويحدث في اليمن، ما حدث في المغرب مؤخرا، احتلالها للجزر الامارتية ( طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى )وادعائها ملكيتها وملكية الخليج العربي الذي تسميه إيران( بالفارسي) والتصريح بان البحرين جزء لايتجزأ من إيران، والسعي الحثيث لتشييع اكبر عدد ممكن في الأوساط السنية في المنطقة ككل، وأخيرا وليس آخرا تصريح السيد حسن قشقاوي حول الجزر الإماراتية والخليج العربي، لا يتسع المجال لذكر المآسي التي تسببت بها الصديقة إيران في المنطقة.
إننا نسال السيد قشقاوي هل منطقة الاهوازوالمناطق المجاورة لها عربية أم إيرانية ؟؟ أم أن المصيبة أن عرب الأهواز والمناطق الأخرى لا يجدون من يدافع عنهم وعن انتمائهم العربي من الدول العربية ؟؟
إن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران ستظل إماراتية عربية مثلها مثل الاهوازوستعود تلك المناطق إلى أصلها العربي إن عاجلا أو آجلا، وانه من الواجب على الدول العربية التحرك السريع في المحافل الدولية ( إن لم تستجب إيران للتفاوض المباشر ) من اجل الضغط على إيران لقبول التحكيم الدولي حول الجزر الإماراتية والوقوف جنبا إلى جنب مع الشقيقة الامارات لان ما يمس سيادة دولة الامارات العربية المتحدة يمس السيادة العربية ككل ولنا في العراق عبرة إن كان لدينا لب، وختاما نقول ستظل الجزر الثلاث إماراتية والخليج عربي مهما ادعى المبطلون. .
