طه العامري
اعتقد أن الوقت قد حان لكي ندرك فداحة الكذب الأمريكي وأن لا نصدق أو ننجر لكل ما يصدر عن أمريكا وعن مؤسساتها ومنظماتها بعد أن أثبتت السنوات العشر المنصرمة تحديدا أن ( واشنطن) تعمل وفق المبدأ الخسيس) الذي حذر منه مفكر الرأسمالية (آدم سميث) وهو المبدأ الذي تأخذ به الدولة الرأسمالية الأكبر وفحواه أو مضمونه هو ( كل شي لناء ولا شي لغيرنا) ويقول المفكر الأمريكي _نعوم تشومسكي _ أن أمريكا هي أعظم دولة مارقة في الكون وهي دولة شريرة والأكثر احتقارا للقوانين ولكل النواميس والأديان والقيم الإنسانية وهي مصدر الشر والتوتر والحروب وهي من تساوم وتعتدي وتكذب وتمارس كل أشكال القهر والكذب وبالتالي يقول هذا المفكر الأمريكي ما معناه _ أن أمريكا هي أسوا دولة استطاعت التضليل والهيمنة والاستبداد والكذب وهي الدولة التي استطاعت إبادة الهنود الحمر والسكان الأصليين واستعباد الأفارقة دون أن تمس القانون الدولي أو تتجاوز القيم الأخلاقية..؟؟!!
بيد أن ما صدر عن إحدى الشركات الأمريكية من مزاعم عن تقديمها رشئ لمسئولين يمنيين هو شكل من أشكال الكذب والابتزاز , وقد كنت أول من اطلع علي مثل هذا الخبر في موقع وزارة الخارجية الأمريكية علي شبكة الأنترنت وهو الموقع الذي اتعمد زيارته بصورة شبه يومية لمتابعة الأكاذيب والمزاعم الأمريكية ولم أشأ عند قراءتي للخبر المتعلق بهذا الأمر حتى مجرد التعليق عليه لمعرفتي بكذب المزاعم الأمريكية بعد أن صار لدي ما يشبه اليقين من أن كل ما يصدر عن أمريكا أو أيا من منظماتها وأجهزتها يندرج في سياق الابتزاز والمساومة الرخيصة , لكني مؤخرا وبعد أن اطلعت علي ما كتبه الأستاذ الفاضل والوطني الغيور المناضل العزيز / عبد الجبار سعد حول هذه القضية التي جعل منها البعض منا هنا وكأن ضآلته المفقودة عادت إليه فراح يتناقلها فرحا حد الطرب وهو ما دفعني للخوض بالقضية من زاوية التذكير علي أن أمريكا لم تعد هي قبلة مستساغة لعشاق الفوضى الخلاقة أو الفوضى العبثية كما حولناها نحن في _اليمن_ من خلال ممارسات البعض منا والذين لا يزالون يراهنون على دعم أمريكا أو بريطانيا لعبثهم وسلوكهم التآمري , ومع أن ما أورده الفاضل الزاهد المناضل / عبد الجبار سعد في هذا الخصوص يكفي ويوفي ومن الصعب أن يقول قائل مهما كانت فصاحته وبلاغته في هذا الجانب ما يفوق قول الأستاذ عبد الجبار سعد إلا أنني ومن باب الواجب أقول أن من المهم التصدي لمثل هذه الأخبار المفبركة والملفقة والتي تحاول بعض الجهات من خلالها تكريس المزيد من الاحتقانات في وسط المجتمع اليمني وتشويه صور وسير رموز وطنية ومحاولة رخيصة للتضليل ولفت انتباه الرأي العام اليمني إلي قضية هلامية كاذبة للتأثير ومن ثم لحرف جهود واهتمام الشعب اليمني إلى ما يخطط للوطن والشعب والتحولات من مؤامرات خطيرة تبدأ في تحرك زمرة التمرد في بعض مناطق محافظة _صعده_ مع تحرك مجاميع أخرى في نطاق أخر من جغرافية الوطن تحت ما يسمى بالحراك الجنوبي , مرورا بهذه القضايا التي يفجرها ويقوم بها بعض المرجفين مثل ظواهر القتل والعنف والتطرف والتقطع والخطف وكل هذه الظواهر إذا ما تأملنا فيها وبدوافعها فأننا سنجد أنها تصب في سياق واحد وهو زعزعة استقرار اليمن والحيلولة دون مواصلته لسير قدما بتحولاته التنموية وليحقق تطلعاته التنموية وأهدافه الحضارية وهذا ما يمكن الاستدلال عليه من خلال المواقف التي وقفتها اليمن الأرض والإنسان والقيادة خلال الأشهر الأخيرة التي يمكن حصرها فقط من باب الاستدلال منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة وبروز ظاهرة القرصنة وقد شكلت مواقف اليمن من كل هذه الظواهر بمثابة المبررات التي اتخذها البعض في الداخل والخارج كدليل ودافع لاستهداف اليمن وشن حملة علي رموزه الوطنية وشخصياته الاجتماعية وكان استهداف الأخ العميد أحمد علي عبد الله صالح كمحاولة من _ واشنطن_ ربما بتذكير طابورها الخامس بما يجب أن يقوم به كوسيلة لنجاح حملة الإرجاف والتشويه والتضليل والتوظيف الرخيص للأكاذيب في لحظات ماء يمكن أن تؤتي ثمارها إذا ما تنبه المعنيون بالأمر لحقيقة إثارة مثل هذه القضايا وتلفيق الأكاذيب صناعة أمريكية بامتياز شاهدناها قبل وبعد الغزو الأمريكي للعراق وبالتالي لا يحتاج الأخ العميد / أحمد علي عبد الله صالح لمن يدافع عنه أن كانت التهمة جاءت من أمريكا أو من أحدى مؤسساتها أو شركاتها فجميعنا يدرك دوافع هذه الشركات والمنظمات المرتبطة بأمريكا كما ندرك دوافع وغاية أمريكا ذاتها بسياستها العرجاء وبمواقفها الكاذبة والمزيفة والمتناقضة ..
بيد أن من المهم أن ندرك أن أي تهمة تأتي من أمريكا أو من أي جهة أمريكية فإنها تمثل وسام شرف ويحق للأخ العميد الركن / أحمد علي عبد الله أن يعتز بنفسه وبمواقفه طالما والتهمة التي وجهت إليه جاءت من أمريكا أو من شركة أمريكية فكل من في أمريكا يخدم أمريكا في الأخير ..!!
وبالتالي لا يجب أن نعطي مثل هذه القضية أهمية تذكر على خلفية إدراكنا دوافعها وأهدافها وبالتالي يجب أن نركز جهودنا ونمضي قدما في تحقيق تطلعاتنا الوطنية وأهدافنا التنموية ونعمل بجهود صادقة واصطفاف للتصدي لكل الظواهر السلبية التي تصنعها علي خارطتنا أمريكا وأتباعها ومنظماتها وأجهزتها ويكفينا أننا ندفع اليوم كغيرنا من شعوب العالم ثمن مغامرات واشنطن وهيمنتها وغطرستها وأكاذيبها ..فتحية للقائد الوطني الشاب العميد الركن / أحمد علي عبد الله صالح وتحية لكل رموز اليمن السيادية والوطنية والاجتماعية وتحية لكل إنسان حر في هذا العالم تشتمه أمريكا وتذمه أجهزتها وعلى رأي الأستاذ والمفكر والشيخ / عبد الجبار سعد أطال الله لنا بعمره لو قالت لنا أمريكا _ أشهدوا أن لا إله إلا الله _ لما قلنا بقولها وكفى ..
ameritaha@gmail.com