;

الحاجة إلى نهضة ترد لليمنيين عزتهم 916

2009-04-22 04:26:13

نبيل مصطفى الدفعي

يجمع المنصفون على أن الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر قد أدت دورها إلى حد كبير وانتهت مرحلتهما الرئيسية بعد تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية المباركة في ال 22 من مايو ثم جاءت مرحلة أخرى متباينة كل التباين ومقطوعة الصلة بما قبلها، وقد حاولت القيادة السياسية وبحس وطني لا شك فيه أن تتجه بالبلاد وجهة تعتمد آليات السوق والاقتصاد الحر سبيلاً ومنهجاً للتطور وإحداث نقلة مضاربة تعوض بعض السنوات التي حالت دون تقدمنا خلالها رغم الطموحات الكبيرة الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، ولا تزال هذه المرحلة تواصل مسيرتها في محاولات جادة لتحقيق حدة المشكلات وتلبية الكثير من الضروريات الملحة والتعامل معها بأسلوب الفعل ورد الفعل أو بأسلوب التنقل لإطفاء الحرائق.

واستطاعت الحكومة أو القيادة السياسية أن تحقق بعض المتطلبات وأن تحسن عدداً من القطاعات لكن ذلك لا يتجاوز في أحسن الأحوال أو الحالات "25%" من المستهدف خاصة أنه حساب المهدر من الدخول أو الثروات هائل، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه معظم التحسن قد طرأ على وسائل الاتصال والنقل والمباني وجانب لا بأس به من البنية الأساسية أن العمل الذي يتم على قدم وساق في مختلف المجالات يفتقر إلى الرؤية الشاملة والدقيقة وتلتبس عليه وعلى أصحابه الأهداف وتتشتت منطلقات السعي لتحقيقها.

أما عشوائية التخطيط وارتفاع المد الشخصي الاستغلالي النفعي وشيخوخة الكوادر القيادية بما يؤثر على تدافعية وحجم الإنجاز في كثير من المؤسسات فأنها أمور يعرفها القاصي والداني، والنتيجة هي عجز الحكومة عن تنفيذ أهداف رسمتها القيادة السياسية فضلاً عن سوء الإدارة في شتى المواقع إلا ما ندر، ومن ناحية الجماهير فقد حدث في العشر السنوات الأخيرة تراجع بشع في منظومة القيم الأخلاء والمبادئ الإنسانية مما يهدد الترابط الاجتماعي.

وبدا واضحاً ذلك التفكك الذي لحق بالبنى الفكرية مع زيادة التعصب وتفشي الإنانية والحرص على رفض الآخر حتى لو كان عزيزاً وافتقاد التسامح بكل أشكاله والتدهور الرهيب في المؤسسات التعليمية التي لا يختلف اثنان على أنها في الأصل هي المنوطة بإصلاح كل فساد وحاضنة المستقبل وبناءة الأمم.

وهكذا يتجلى لنا أن اللوم لا يقع على الحكومة وحدها وإنما تتحمله معها وقبلها الجماهير والسلطات التشريعية والقضائية والمؤسسات العامة والأحزاب ووسائل الإعلام والجمعيات والنقابات الأمر الذي يحتم ضرورة مناشدة رموز وأعضاء الحياة الثقافية والإعلامية والتعليمية والدينية أن يهبوا لإنقاذ الوطن من براثن التسيب والتدهور والتحلل بالمشاركة في وضع برامج عاجلة وآجلة تستهدف أولاً الثورة على أنفسنا جميعاً وأحداث نهضة ثقافية أشبه بالثورة وشاملة من شأنها إعادة وضع العربة عن الطريق بعد أن أوشكت أن تنزلق عجلاتها إلى رمال التمثيلية السخيفة والمملة فبينما الدول مشغولة بالبناء والابتكار والاختراع والتفوق والتميز وزيادة كم الانتاج وجودته نصرف جل اهتمامنا لمشاهدة المشاهد التمثيلية أناس تمثل وفي الوقت نفسه تنهب وتستقل وتلمع بابتذالها الرخيص وأناس تتفرج راضيه أو غير راضية لا تملك من أمرها شيئاً ولا ينفعها أو ينصفها فتات الديمقراطية الوهمي، إننا نضيع الوقت على هذا الشعب ونبدد أمواله وطاقته إذا تركنا الأمور على هذا النحو؛ لأن العواقب ليست فقط مادية ولكنها هي الأخطر معنوية ولا يصعب على الكثيرين ملاحظة كم المشاعر السلبية تزايد يوماً بعد يوم إحباط. . حقد. . عدم انتماء. . إهمال. . أنانية. . كراهية. . سخط. . عدوان. . تدمير.

أخيراً أقول أن الغرض من قيام الحركة النهضوية الثقافية هو تنفيذ مخطط جديد وشامل يتضمن مجموعة من البرامج التي تستهدف تنشيط كل ما هو معنوي وأدبي وخلقي وروحي نهضة في الفكر والوعي والرؤية وأسلوب الحياة نهضة لا تعرف الفوضى ولا تحمل العداء والضغينة ترد لليمنيين عزتهم ومجدهم ومحبتهم بعد أن أصابهك ما كاد يطمس هويتهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد