شكري عبدالغني الزعيتري
إن الكلمة عندما تطلق من فم صاحبها ولا تختزن في باطنها حقدا أو كراهية أو كذبا وأفك وتبتعد عن الظلم فإنها ترفع من شأن صاحبها .. وبالمثل قلم الكاتب الصحفي إن سخره صاحبه وسخر ملكته الفكرية وموهبته الإبداعية لما يفيد الناس ولما يسهم به في بناء لمجتمعه سواء بناء فكري أو ثقافي أو سياسي أو اجتماعي أو أي جانب علمي يسهم الكاتب من خلاله في إثراء الجمهور بمعرفه ثقافية حول علم ما فانه يلقي الاحترام والتقدير وكل الحب من أفراد مجتمعة .. أما أن يسعي صاحب قلم ومالك فكر ومرزوق بملكة إبداعية رزقها له الله سبحانه بان يقوم بتسخيرها لإثارة الفتنة وتعميق العصبية وتمزيق الوحدة الوطنية .. أو الإساءة إلى الآخرين بالقدح والذم والتقبيح .. أو تشويه سمعة الآخرين بكيل الاتهامات الباطلة .. أو الترويج لما يلفقه الأعداء من تهم لليمن وشعبه أو لوحدته أو لقادته وشخصياته ورموزه فان مثل هذا النوع من الكتاب الصحفيين يسقطون من أعين الناس بتصغير نفسهم وإظهار محدودية نظرتهم وضيق أفقهم مهما حاولوا وذهبوا لأن يقنعوا نفسهم بأنهم يكتبون ضد الفساد والإفساد ونيتهم الإسهام في الإصلاح ... لأني أري و أقول إن من يريد أن يصلح فساد يراه بوجود قضية فساد ما أو مشكلة ما (عامة) فان كان لدية انتماء ووطني ويحب وطنه ويصل ذي قربته ويحن ويرأف بشعبة فعليه أن يسخر قلمه وفكرة وإبداعه وكتاباته للمقالات الصحفية بان تصب في اتجاه المعالجات والإصلاح ذات البين وإزالة الفتن وباقتراح الحلول ومداخل الصلح والإصلاح .. وأيضا إن رأي من وجهة نظره قضية ما أو مشكلة ما (عامة ) و تحتاج إلي الإصلاح فعليه أن يسهم في ذلك من خلال ذهابه بفكره نحو تحديد مشكلة القضية التي يراها ومن ثم تشخيصها ومن ثم تحليل أسبابها الحقيقة دون التجني أو الكيد أو الميل لأغراض شخصية ومن ثم سعيه للبحث في أعماق فكره وبين أفكاره أو الاستعانة بالمراجع العلمية المتخصصة للبحث عن مقترحات المعالجات والحلول ويطرحها للعامة والخاصة والمختصين عبر الصحافة في مقاله (وكلا حسب موضوعها وقضيتها العامة التي يناقشها في مقاله الصحفية ) وهكذا يكون الكاتب الصحفي أسهم وسخر علمه وثقافته وفكره وقلمه لمنفعة وطنه وشعبه وأهله .. إلا أننا نقرأ لبعض الكتاب الصحفيين من زملائنا الأعزاء في صحف محلية مقالات صحفية وبعضها تكتب من خارج البلاد وترسل عبر الايميل لتنشر في بعض صحف محلية وعند قرأتها نشعر بأنها موجهه المضمون من غير كاتبها وتحت تأثير أجنبي يمارس علي كاتبها إذ نقرأ في مضمونها كيل الاتهامات والتي تروج للعداء وتشعل التعصب والفتنة والأحقاد .. ونشعر من المضمون وتحليلي له بأن هناك وجود لمن هم مستفيدين من مضمون تلك المقالات ويظهر لي ذلك عندما احللها واربطها بظروف أخري قائمة بالداخل اليمني وحينها يظهر لي بان المستفيد هم دول وقادة سياسيين لبلدان أخري ... وأيضا أعداء لليمن الموحد (شعبا وأرضا ) ... ولهذا اذهب في مقالتي هذه إلي النداء لأحد زملائي في المهنة الصحفية والكتابة والذين احترم رأيهم إن كان بعيدا عن التجني والظلم والافتراء والترويج لصالح الأعداء بالقول : يا زميلي منير الماوري وأنت تتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية مغتربا وتحمل الجنسية الأمريكية وتحتمي بحمي أعداء اليمن وكل الأمة العربية والإسلامية لك قلم وإبداع صحفي نحترمه إذ ما سخرته في صالح اليمن وشعبة والأمة العربية والإسلامية بان تكتب مقالات باللغة الانجليزية يكون هدفها التعريف بسماحة الإسلام الحقيقية ونقائه و بأنه ليس دين إرهاب كما يصفونه الغرب وأيضا التعريف بالأمة العربية بأنهم ليس بدوا وإنما هم علي تمدن وحضارة ورقي تعامل أنساني وتسامح وليس اقتتال وخطف واعتداء ... وبان تسعي لتنشر هكذا مضمون لمقالتك في الصحف الأمريكية التي تصدر في الساحة الأمريكية التي تعيش فيها حاليا .. وبأن تضع نفسك سفير لليمن وشعبة والأمة العربية والإسلامية بدلا من الترويج لأكاذيب يلفقها قادة سياسيين أمريكيين من أعداء الأمة واليمن ... فلماذا تجعلهم يستغلون قلمك وكلمتك ضد وطنك وشعبه ... ؟ ولماذا تسهم بان ترويج لما يخطط له وينفذه المتربصين باليمن واستقراره وتسهم بان تساعد علي تمكينهم من أدوات ووسائل ممارسة الضغوط الابتزاز لليمن وشعبة وقادته .. ؟ إلا تعلم بان رئيس اليمن وبصرف النظر من يكون شخصه يمثل اليمن وشعبة وأي ضرر يلحقه وهو رئيسا وفي وظيفته الرسمية ويزاولها يمس ويضر بالبلد اليمني والشعب بأكمله .. ؟ وأي نشر إشاعات ضده لإحداث البلبلة هي تشويش للتفرغ لحسن الإدارة واتخاذ البدائل الأفضل للعمل وإرباك العمل السياسي بالداخل وبالتالي إضعاف اليمن وشعبة و أمام الخارج المتربص والذي يأتون لفرض رغباتهم وفق مصالحهم .. ؟ وأقول لك لماذا لا تستفيد من أهل السياسة والصحافة ممن أنت بينهم تعيش في أمريكا وما يفعلونه ومن خطوطهم العريضة للنهج ..؟ فمثلا : الم يصدر الرئيس الأمريكي الجديد (اوباما ) بالأسبوع الماضي قرارا بعدم السماح بالتحقيق مع سجانين ومحققي السجون السرية الأمريكية التي أنشأت في دول أوروبية وفي سجن غوانتاموا رغم علمه وعلم معظم الشعب الأمريكي بأنهم ارتكبوا الأخطاء والجرائم بحق السجناء وانتهكوا حقوق الإنسان ... الم تتابع ما قام به جورج بوش وكافة أعضاء إدارته خلال ثمان سنوات وما ألحقه من أضرار فادحة وبما أنهك به وأعضاء إدارته السابقة الاقتصاد الأمريكي .. ونكلوا وقتلوا شعوب بلدان أخرى .. ولم يتم خلال فترة رئاسته إثارة القلاقل والإشاعات ونشرها ولم يستهدف خصومهم إسقاطه قبل الأوان حسب ما ينص عليه دستورهم وظل يحكم كرئيس رغم أخطائه التي كانت ظاهرة للجميع وتتزايد ويزداد ضررها .. ورغم انه اعترف بأخطاء ارتكبها ألا تعرف لماذا .. ؟ أعرفك أنا فأقول لك : لان كل مواطن أمريكي في قلبه ووجدانه عمق الشعور بالوطنية ويحب وطنه أمريكا وكان يعلم أن جورج بوش هو رئيس لأمريكا وعلي قناعة بان أي أعمال كان يقوم بها جور بوش هي من منطلق المصلحة لأمريكا وان الأخطاء في العمل واردة (وجل من لا يخطي ) وخاصة في السياسة . وكانوا ينظرون إلي أخطائه الفادحة من منطلق أنها تقع بغير قصد للإضرار بأمريكا . وتحت هذا المبدأ كان جورج بوش شجاعا في عملة واتخاذه لقراراته والتي كان يري بأنها تسهم في أن تظل أمريكا إمبراطورية مهيمنة علي العالم واقوي دولة ويلبي لها جميع مصالحها (برضي أو جبرا ) من كافة بلدان وشعوب العالم . وكانوا يرون أن أي دعوه لإسقاطه أو إضعافه هو إضعاف لأمريكا بلدهم والنيل من شعبها وهكذا تم التعامل مع كل رئيس أمريكي سبقه .. حتى بعد أن رحل جورج بوش عن البيت الأبيض وترك رئاسة أمريكا ومعه جميع أعضاء إدارته لم نسمع حتى اليوم انه وجهت له أو لأحد أعضاء إدارته أي تهمة أو حقق معه أو استجوب أو مع احد من أعضاء إدارته رغم اعترافه الصريح في مقابلة تلفزيونية سابقة أجرتها محطة (a .b .c ) ضمن برنامج أخبار العالم في 1/ ديسمبر 2008م وقبل رحيله عن البيت الأبيض إذ صرح قائلا : ((إن اشد ما يندم عليه خلال فترته الرئاسية هو فشل الاستخبارات الأمريكية في مده بالمعلومات الصحيحة وان المعلومات التي تلقها من الاستخبارات الأمريكية تجاه امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل كانت خاطئة و الذي جعله يرتكب الخطاء في شن الحرب علي العراق )) ... وهذا اعتراف صريح وأدانه له بأنه ارتكب الجرم الفاحش والمفرط وفي حق شعب بأسره .. بل شعوب لعدة دول .. ويمثل في القانون الدولي دليل اعتراف وإدانة كأمله لمحاكمته من قبل محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب وأباده إذ انه ارتكب في حق شعب العراق وفي ارض العراق جريمة حرب وإبادة جماعية وقتل الكثير من العراقيين ودمر بنية العراق واقتصاده وأشعل الفوضه المجتمعية فيه والذي لم يستقر أمنه حتى اليوم فقد تسبب بمآسي كثيرة للعراق والعراقيين ... أضف إلي المآسي التي تسبب فيها لأفغانستان وشعبة .. والماسي التي تسبب فيها للصومال وشعبة .. والماسي التي تسبب فيها للبنان وشعبة من خلال دعمه لإسرائيل في حربها علي لبنان في 2006م ... أليس هذا كافيا لمحكمة الجنايات الدولية لإخضاعه لمحاكمة عادلة ومنصفة ومعاملته كمجرم حرب وإبادة و أمام هذا كله إلا أن الإدارة الجديدة الأمريكية للرئيس الجديد (باراك اوباما ) والمجتمع الأمريكي يمكن أن يقفوا ضد القانون الدولي والمجتمع الدولي وشعوب العالم بأسره وبجانب رئيسهم السابق (جورج بوش ) علي أن لا يأخذ إلى محاكمة ولا يقدم . ألا تعلم لماذا ... ؟ أعلمك أنا بالقول لك : لأنهم ينظرون للمستقبل لأن أي محاكمة لرئيس أمريكي سابق رأس أمريكا وان اعترف بأخطائه فان محاكمته داخليا أو تسليمه لمحاكمة دولية سيكون إضعافاً لأمريكا وقد يؤدي إلى دمارها بالمستقبل ومن خلال ضعف العمل لها ولمصالحها ورفاهيتها لان من سيأتي ليكون رئيسا جديدا لأمريكا سيحكم وهو في حالة من الخوف والرهبة ويخشي محاكمته بعد تركه الحكم وعليه سيكون ضعيف في حكمه وغير جرئ في اتخاذه لقراراته فتضعف وتهدم أمريكا التي أنت فيها اليوم تعيش وتتغني بديمقراطيتها .. وأخيرا أقول لك يا زميلي العزيز منير الماوري : الم تعي الدروس من الأمريكان وساستهم وأنت بينهم .... تابع الحلقة الثالثة غدا بالعدد القادم
Shukri_alzoatree@yahoo.com