عصام المطري
الأمية ظاهرة مزعجة في صفوف النساء والرجال على حدٍ سواء، فهي عملت عملاً سلبياً في التفاعل الجاد والمثمر مع قضايا التنمية الشاملة إذ أخرت التنمية الشاملة وقضت على التنمية قضاءً مبرماً، فالامكانات في مواجهة هذه الظاهرة شحيحة ونعاني من ندرة القدرات والكفاءات العاملة في حقل مكافحة الأمية ذلك لأن تمهين تعليم الكبار لم يكن مجدياً ووقفت دون العوائق والمثبطات العامة واختفت أي روح تجديدية لمحو الأمية في اليمن السعيد.
-ولأن الظاهرة هذه تفشت في أوساط المجتمع بشكل كبير فإنه صار من الصعب مكافحتها ومحوها بالطرق البدائية العتيقة، ولا بد من استخدام التقنية الحديثة في مكافحتها مثل هكذا ظاهرة ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا بتعاون الجميع، البيت والمدرسة ومؤسسات الدولة من أجل تطويق هذه الظاهرة الرعناء وإصابتها في مقتل كتفعيل برنامج تمهين تعليم الكبار ورصد حوافز تشجيعية للمستهدفين في البرنامج وتذليل الصعوبات أمامهم وإزاحة العوائق من على طريقهم.
-ويحسن بنا هنا أن نستخدم الوازع الديني في إيقاظ الهمم من أن التعليم أمر ديني أمر به الله عز وجل في أول ما نزل من الوحي على سيد المرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأبلغ التسليم حينما قال له جبريل "إقرأ" في تلك الحادثة الشهيرة إلى ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول فيه: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، "واطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، إضافة إلى ذكر فوائد التعليم، فالأب المتعلم يستطيع أن يذاكر الدروس لأبنائه، والأم المتعلمة تستطيع تربية أبنائها على أسس علمية صحيحة ودقيقة، هذا فضلاً عن مقدرتهما في الإطلاع الخارجي وتطوير مدركاتهما والوصول إلى مرحلة من التثقيف العام في سبيل حيازة العلم والثقافة معاً.
-ولئن كانت الأمية مستعصية في مجتمعنا اليمني وتصل إلى نسبة خيالية فإن الإصرار والتطلع سوف يساعدنا على تطويق هذه الأزمة المستعصية على أن نبدأ من الإنسان ونوقظ فيه وكما أشرنا الوازع الديني من أجل أن نضمن سلامة الدافعية وعلينا تبصير المستهدفين الأميين من الموظفين بأن محو الأمية لديهم سيعمل على تطويرهم الوظيفي والحصول على وظيفة ووضع وظيفي أرقى وتعليمهم بالتالي على استخدام الكمبيوتر والتعاطي والتعامل معه وحصول المرام والفائدة المرجوة أهم شيء أن نخلق الدافعية لدى المستهدف ومن هنا نبدأ من خلق الدافعية.
-والحقيقة التي لا يمكن أن تنكرها ملاحظة الحصيف هي أن الأمية أضحت أزمة مدوية ومؤرقة في نفس الوقت، فخلال عمر الثورة السبتمبرية المديد لم نتمكن من تطويق هذه الأزمة، وكأن الإمام ما يزال يحكم والجهل مخيم على قطاع واسع من أبناء الأمة اليمنية الخالدة، فنسبة الأمية تبلغ حداً لا يطاق على أن الأمل في تجاوز هذه الأزمة معقود على مؤسسات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء الرسمي والأهلي والحزبي في التأكيد على مضار الأمية على واقع الأمة وخلق توعية وتنوير كبير في أوساط الشعب اليمني العظيم الذي يئن تحت طائلة الجهل والتخلف والمرض.
-وكلنا أمل في الأخوة والأخوات المستهدفين أن يسارعوا الخطى إلى مراكز محو الأمية والالتحاق بها وخلق دافعية ممتازة وجيدة في اتجاه التعليم، فالتعليم حق من حقوقكم، وعلينا أن نعلمكم ونمحي الأمية من على جبين الشعب اليمني البطل، وعلى الدولة زيادة الاتفاق في هذا المجال وإعطاء المعلمين والمعلمات العاملين في سلك محو الأمية رواتب مجزية تفوق رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأساسية والثانوية ذلكم أن المعلمين والمعلمات العاملين في حقل محو الأمية لا يتكيفون مع كبار السن ويمضون ذاهبون إلى حال سبيلهم عن طريق نقل وظيفتهم إلى التعليم الأساسي والتعليم العام بيد أنه إذا أعطي ذلكم العاملين رواتب مجزية تفوق رواتب المعلمين والمعلمات في التعليم الأساسي والثانوي فإنهم سيصبرون وسيكون هذا حافزاً لهم من أجل الاستمرار في تعليم الكبار في مراكز محو الأمية المنتشرة في أرجاء البلاد الوطني الواحد.
-إن علينا أن نحسن النوايا ونصدق مع الله عز وجل من أجل المجد والسؤدد والتقدم والعافية والرفاه الاجتماعي محققين أعلى معدلات النمو والبناء والنماء المتعاظم في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية والتربوية والأمنية والعسكرية وغيرها الكثير من مجالات وميادين الحياة العامة المتعددة والمتنوعة على وجه البسيطة اليمنية وليكن الإخلاص شعارنا، والمحبة في الله أسمى أمانينا وعلى الله فليتوكل المؤمنون والله حسبنا ونعم الوكيل.