محمد أمين الداهية
من الملاحظ أننا أصبحنا في زمن هو الأعجب والأقسى عبر العصور، زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وكأننا نعيش اللحظات الأخيرة من عمر هذه الدنيا، وكما بدأ الإسلام غريباً رجع مرة أخرى ليعود غريباً، فما نشهده من حرب إعلامية إسرائيلية بأيد عربية خانت أمانة الإسلام ومدت يد المساعدة والعون لأعدائه من اليهود والنصارى، قنوات فضائية عربية تجاوزت تعاليم الإسلام ومبادئه السمحاء، بل حتى العادات والتقاليد العربية اخترقتها دون أي مراعاة لموروث وتاريخ عربي، برامج شبابية يندى لها الجبين، تسيء علناً لديننا الحنيف .. برنامج ستار أكاديمي والذي يبث عبر قناة "L.B.L" الفضائية يعتدي اعتداءً مباشراً على كل القيم والتعاليم الحميدة التي تربينا عليها نحن المسلمون، أي مجون أكبر من ذلك الذي يعرض؟ أي انفتاح يدعون إليه؟ يجب علينا أن ندرك أولاً ما هو هذا البرنامج وإلى ماذا يدعو ومن يقف وراءه؟ أسئلة عديدة تحتاج إلى من يبحث لها عن إجابات، أليس حري بنا نحن العرب أن نفيق من سباتنا قليلاً وأن نستوعب ما يحدث حولنا أو بالأحرى ما يحدث بنا ومن جانب آخر وهو الدمار الأعظم للأسرة العربية بل للهوية العربية بشكل عام، إنها المسلسلات التركية والتي صارت فضائياتنا العربية تتباهى ببثها بل تتسابق على جديدها وأحدثها، لماذا أصبح الإسلام يواجه عداءً من أهله؟ ولمذا أصبح العرب بهذه الحالة المزرية والتي لا تحرك ساكنا حتى وإن كان بمقدورها فعل شيء من ذلك؟ لماذا أصبحنا نستقبل الغزو الفكري بكل ترحيب وسعادة وسعة صدر؟ أيعقل أن الإخصائيين بل من يهمهم الاستقرار الأسري أيعقل أنهم يجهلون مدى خطورة الفضائيات العربية العميلة وبرامجها العدائية التي قبل أن تكون للعرب هي في الأساس مصوبة سهامها للإسلام والهوية العربية؟ لماذا أصبحنا بهذا المستوى الرديء من الصمت المخزي واللامبالاة؟أنا لا أدعو المتطرفين ومن يدعون غيرتهم على الإسلام والمسلمين إلى تبني الموقف، فالإرهاب والأعمال الإجرامية لا تخدم الإسلام بشيء أنا أوجه دعوة لكل العقلاء من السياسيين والمختصين والإعلاميين وحتى الأسر نفسها إلى أن يتحملوا مسؤولية دينهم وهويتهم العربية والتي تكاد أن تنصهر إزاء المؤامرات الصهيونية والتي ينفذها للأسف الشديد العرب أنفسهم، ويكفينا سباتاً فأراضينا قد أصبحت في أيديهم ونتمنى أن نحمي عقولنا والتي بها يمكن أن نستعيد ما افتقدناه.