;

الأزمات الراهنة وذاكرة الأجيال ..!! 763

2009-04-23 03:23:23

طه العامري

ثمة أزمات متلاحقة ومتسارعة ومتواصلة تؤثر على مسار تجربتنا الوطنية ويضاعف من وطئتها ما يأتينا من الأزمات الناتجة عن تداعيات خارجية إقليمية وقومية ودولية , وكل هذا يضاعف من ثقل المهام اليومية التي نحملها ومن تعقيدات الحياة اليومية التي نعيشها في لحظة نفتقد فيها لرؤى وطنية واضحة وصادقة وسليمة , فمن يفترض بهم أن يديروا الشأن الحياتي اليومي يخوضوا في تفاصيل من المهام العابرة ذات الوقع العابر والصدى اللحظوي لكن ما يفترض أن يكن لم يكون بعد ولا نزال نفتقر لطريقة إدارية تتحلى بكثير من الديناميكة وقليل من البيروقراطية المتخلفة , أضف لكل هذا الولاء والهوية والثقافة الوطنية , ولأننا نفقد هذه المفاهيم فأن من الطبيعي أن تظل أزماتنا تخيم على سماء الوطن وتستوطن الوجدان والذاكرة وتحول بحضورها دون قدرة الوطن والمواطن علي التحرر من تبعات هذه الأزمات خاصة في أجواء وطنية ملبدة بغيوم الانتهازية كما هو الحال الراهن ..

إن من المؤسف له أن نجد بعضنا وفي أوساطنا من لا يزال مترددا في إدانة التمرد والمتمردين وهو الأمر الذي شجع آخرين للانطلاق تحت مسمى ( الحراك الجنوبي) وعلى ضوء كل هذه الظواهر وما ترتب عنها من تبعات اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية برزت وجوه من الداخل تستجيب لنوازعها وتعبر عن تذمرها من عدم الوصول إلى غايتها وأهدافها الخاصة من خلال الترحيب بما يقوم به (المتمردون) أو ( الحركيون) وفي كلا الحالتين وجد البعض الفرصة لممارسة الابتزاز ضد الوطن والشعب والنظام والغمز من قناة هذه (الظاهرة) أو تلك دون تردد في إمكانيات ربطها بعوامل ورغبات خارجية طالما وهناك من قد يتبنى ويحتضن هذه الظواهر ويوظفها ويستغلها لمصالحه الخاصة وليس بالضرورة أن نكفر بهذا الطرف ( الخارجي أو ذاك) أو نصوره بالشيطان الرجيم فالأمر يتصل بحسابات المصالح الإستراتيجية للبعض وبالنزوات العابرة أو الرغبة بتصفية الحسابات للبعض الآخر , لكن في المحصلة الأمر يرتبط بقناعة اليمنيين وبرغباتهم وبمدى وطنيتهم وقدرتهم علي إدارة شئون حياتهم الوطنية اليومية والإستراتيجية بصورة مثلى تحكم خلالها المصلحة الوطنية وتتحكم بنوازعها وتغلب المصلحة الوطنية على كل ما عداها من مصالح وفق قاعدة تكافلية يحضر فيها الوطن ومصالحه وتغيب عنها الحسابات الخاصة أيا كانت ومهما كانت وأيا كانت التبعات المترتبة عليها ..

وعليه فإن منظومة الأزمات والحوادث والأحداث التي تعنون خارطتنا الوطنية هي حصيلة غباء مركب فرض علينا نتاج افتقارنا لهويتنا الوطنية ولقيمنا السيادية والثقافية والحضارية ولو كنا على قدر من الوعي لما وصلت بنا الأمور إلى هذا المدى بذات القدر لو كان هناك وعي وطني لما اضطرينا للحديث عن الفساد والمفسدين وتشكيل لجان لمكافحته والتمرد والفتن والحراك ظواهر تندرج في سياق الفساد وللفساد أوجه متعددة لا تنحصر في نهب المال العام أو العبث بالقوانين الإدارية ولكن للفساد ظواهر كثيرة قد تختلف هذه الظواهر عن بعضها وفي دوافعها وأسبابها ولكن في النهاية النتيجة واحدة

_الفساد_ وكل ما نعانيه هو الفساد الأخلاقي والمالي

والإداري والوطني والحضاري , وهو الذي يعالج بالعودة للهوية والانتماء الوطنيين وهما من يجب الانتصار لهما وتغليب أهدافهما وجعل حضورهما طاغيا في خطابنا وفي سلوكنا وفي علاقتنا حتى نصل بالوطن وبأنفسنا إلى بر الأمان ..!!

يتوهم من يتصور منا أنه قادرا علي تحقيق أهدافه من خلال الوسائل والأدوات التي اعتمدها لذلك بدءا من الحركيين مرورا بالمتمردين وصولا إلى الفاسدين واللصوص وناهبي المال العام ومخترقي القانون ومتجاهلي الدستور كل هؤلاء لن يصلوا إلى أهدافهم ولن يحققوا مآربهم مهما توهموا إمكانية تحقيق ذلك أو الانتصار لمخططاتهم وكل ما يجري هو أن الإرباك وزعزعة الاستقرار سوف يعنونان مسارنا ولكن لبعض الوقت وليس لكل الوقت وعلى كل هؤلاء أن يدركوا حقيقة راسخة وهي أن الوطن باق مهما طال زمن الفوضى والعبث والخروج على القانون والسكينة الاجتماعية والنظام والدستور ففي الأخير سوف يدفع كل منحرف ثمن انحرافه وكما يدفع نظاما الإمامة والاستعمار وحتى اللحظة ثمن جرائمهما فإن من يجرم اليوم بحق الوطن سينتهي إلى فراغ لكنه سيدفع الثمن هو وأنجاله وسوف يلاحقهم التاريخ بذكرياته والشعب بمقاضاته فالجرائم الوطنية لا تسقط بالتقادم ولا تنتهي بانتهاء زمنها وعصرها بل تبقى خالدة في الذاكرة وهذا البقاء وحده يمثل ثمنا مخجلا يبقى عالقا في سلالة كل خارج عن الثوابت وكل مرجف اليوم يمارس عبثه بحثا عن ذاته ولكن هذه الذات سوف تعود بالعار على صاحبها زمنا طويلا وسوف تتناقل حكايتهم الأجيال القادمة وسوف يذكرهم التاريخ في أسوأ صفحاته ويدون سيرتهم التي لن تكون مشرفة يومها لمن قد يبقى من سلالتهم الذين سوف يشعرون بالعار من أجدادهم ومن مواقفهم اللا وطنية ..فهل يتدارك هؤلاء الأمر ويعودون للحظيرة الوطنية ..؟؟

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد