;

خطة القوات المسلحة لفك الحصار 733

2009-04-26 03:25:45

حصار صنعاء 1967 1968

اللقاء مع قائد القوات الجوية العقيد/ محمد شائف جار الله:

كان ذلك اللقاء ما بين ال 25 27 يناير 1968م، في مبنى القيادة الجوية في الحديدة ودار الحديث حول مشاركة الطيران الحربي في الحملة كلما دعت الحاجة إلى ذلك وعلى أساس أن تكون شفرة الطيران واضحة وموثقه على أوراق وأن تكون معي وفي جيبي حتى لا تتكرر أخطاء الماضي والتي يطول الحديث عنها ولا مجال لذكرها هنا.

وبالصدفة كان لدى الأخ قائد القوات الجوية كروكي جاهز ينطبق كلياً وجزيئاً على ضرب القمم المتعددة في أعالي جبال النبي شعيب، واقترح بالنسبة للطيران أن يصاحب الحملة طاقم مجهز بالاتصالات بحيث أن أي أمر يصدر من قائد الحملة للطيران يتم إرساله فورا عبر هذا الطاقم، وقد أظهر استعداده الكامل للمشاركة والدعم والإسناد كلما دعت الحاجة ونظرا لضيق الوقت كانت المقابلة قصيرة وعند مغادرتي المدخل الرئيسي لقيادة القوات الجوية قابلت أحد الضباط الروس وهو برتبة عقيد وقبل إجراء أي حوار معه فاجأني بعبارات قصيرة يقول فيها "المهام صعبة جدا وأتمنى لك التوفيق" لفت ذلك نظري إن شريط الأساسي الأول كان السرية المطلقة وعدم إفشاء أي شيء يتعلق بالحملة، وكانت إجابتي له "شكراً" ولم أكن أمتلك من الوقت لبحث كيف عرف هذا الخبير وعلم بأمور الحملة ولقد كان الخبير الروسي الوحيد المتبقي كما علمنا في حينه.

كان المجهود الجوي قد شارك بضرباته بتوجيه الصدمة الأولى المبرمج لها في اليوم الأول من بداية الحملة والاشتباك المباشر ضد الأعداء وسيأتي الحديث حول هذا الموضوع في حينه.

الاستطلاع المباشر وغير المباشر للحملة:

كنا في اشد الحاجة للحصول على استطلاع مباشر وغير مباشر في أسرع وقت ممكن ولكن ولأسباب قد يطول الحديث عنها تأخر ذلك وحتى قبل تحرك الحملة بيومين اثنين لا غير، قضيت منها يوماً ونصف في منزل الأخ/ مدير عام طريق الحديدة صنعاء المهندس/ محمد قرحش، في مناخة، وقد كان من ضمن الأهداف هو الحصول على استطلاع غير مباشر والاستفادة من الأخ/ نعمان قائد راجح ومن معه وخاصة ممن كانوا محاصرين في جبل المنار.

وبعد أن تناولنا الغداء مع المهندس/ محمد قرحش في منزله، بدءنا نتحدث عن الكيفية التي تمكنا من الاستطلاع عن طريق الحديدة صنعاء ومن منطقه "مغربة مناخه" إلى الجهة الشرقية من منطقة الصباحة المطلقة على صنعاء.

ولحسن الحظ انه كان يحتفظ بكروكيات من الأحجام المتوسطة والصغيرة لكل قطاع من قطاعات الطريق وباشرنا فوراً بالقطاع الذي يفصل "مغربة مناخه" ويتصل بمؤخره "جبل النار" وكان قد حدد بالمسافات.

الفصل الثاني: بداية حركة الحملة للهجوم

بدء التحرك أحداث يوم 30/ 1/ 1968م:

بدء تحرك الحملة بعد شروق شمس ذلك اليوم بعد إكمال توزيع المهام وتحديد الأهداف بسرية تامة، من الحديدة في اتجاه منطقة باب الناقة ووفق الترتيب الأتي:

1 كتيبة مشاة هجومية في الأمام يليها كتيبة المشاة الدفاعية.

2 قطع الأسلحة الثقيلة الخاصة بالحملة الرئيسية.

3 وحدة الشرطة العسكرية.

4 وحدة الإسعاف.

5 وحدة الاتصالات.

6 الوحدة الميكانيكية لإصلاح الطرق والجسور المهدمة.

وهناك في منطقة باب الناقة تم توديع الحملة من قبل رئيس المجلس الجمهوري القائد الأعلى القاضي/ عبد الرحمن الارياني من خلال كلمة ألقاها أتذكر مما جاء فيها أنه تمنى للحملة النجاح والنصر فالمهمة هامة وصعبة. . . الخ.

ووجه بكلمات بأن يتم الرفع بالأطفال والنساء وكبار السن. . . الخ.

كان التوديع قصيراًَ ومفيداً عاد بعدها إلى الحديدة وواصلت الحملة مسيرتها حتى مدخل "وادي سردود" وهناك تم صدور أمر من قائد الحملة إلى كتيبه المشاة الهجومية بتحديد عدد من الناقلات لا يزيد عن ثمان والتوجه عكس اتجاه الحملة الرئيسية أطلق عليها حمله فرعية خداعية كان المطلوب منها إنجاز المهام التالية:

1 التوجه إلى مطار الحديدة لتوديع الجنود ذو العدد المحدود الذين أكملوا تدريباتهم الأولية في الحديدة والمتواجدين فيها من قبل، حيث سيتم ترحيلهم جوا إلى العاصمة صنعاء لينضموا إلى حرس الفريق العمري.

والغرض من التوديع نشر خبر أن أفراد الناقلات سوف يذهبون إلى صنعاء جوا وينضمون إلى قوات الفريق حسن العمري ليشكلوا حملة لفك الحصار من صنعاء.

2 تعود تلك الناقلات بعد غروب شمس ذلك اليوم وبعد توقف حركة الطائرات وبعد مغادرة العاملين بالمطار إلى مدينة الحديدة وتكون إجابتهم على من يسألهم في المدينة بأنهم متجهون للانضمام إلى حملة معبر، وبعد أن تقضي هذه الناقلات بعض الوقت في الحديدة وتتناول أطقمها وجبه العشاء تغادر ليلاً إلى باجل وتتوجه باتجاه "معبر" لعدة كيلومترات لبعض الوقت ثم يعودون ويتجهون للالتحاق بالحملة الرئيسية، وهذا تأكيد وتثبيت لما هو معروف لدى قيادة الحصار المعادية بأن أصحاب العواضي وصلوا الحديدة للتموين وسيعودون للمشاركة في حملة مغبر وفي نفس الوقت استبعاد مرور حملة بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة للطريق.

وكان الغرض من هذه الحركة هو إيهام العدو وخداعه وتظليله وإيصال أخبار مضلله إليه عن تحرك الحملة واتجاهها.

وفي هذا الوقت كانت الحملة الرئيسية قد اخترقت وادي سردود وتوقفت فيه لتناول وجبة الغداء في "مقهاية موسى" وواصلت مسيرتها بإتجاه "مناخه" ودخلتها بعد حلول الظلام مباشرة حتى لا يستطيع العدو معرفة حجمها وعدد قواتها ومعداتها عن طريق عملائه.

كان التواجد لقوات الحملة الرئيسية بين مدينه "مناخه" و "مغربتها" في المساحات التي كانت عبارة عن مدرجات زراعية صغيرة والتي احتلت بالكامل ولم يتبقى سوى ممر الطريق إلى المدينة، وكانت كتيبة المشاة في المقدمة في الجهة المطلة على الحيمتين، وكان قائد القوات الشعبية في مناخه النقيب/ نعمان راجح وبعد لقاءنا به عند وصول الحملة قد جهز مقراً لقائد الحملة في منتصف مدينة "مناخه" وفوراً تم الطب منه الإسراع في طلب مشائخ الحيمتين للتفاهم معهم وقبل اللقاء بهم وصلت الحملة الفرعية الخداعية إلى مناخه بعد إنجاز مهامها بفترة زمنية ليست بالطويلة.

كان المشائخ قد علموا بوصول الحملة الرئيسية وشاهدوها ولكنهم لم يستطيعوا تقدير هذه القوات بسبب الظلام وإذا بهم وقبل اللقاء معهم بدقائق يراقبون وصول قوات جديدة تضاف إلى الحملة.

أحدثت هذه الحركة شيئاً من التهيئة النفسية للحوار الجاد مما أعطى قائد الحملة مركزاً أقوى لأجراء الحوار وموقع تفاوضي أقوى مع المشائخ الأربعة وهم على ما أتذكر:

1 الشيخ/ جريد.

2 الشيخ/ العرشي.

3 الشيخ/ العليي.

4 الشيخ/ داود.

وعندما وصلوا كانت الجدية تسود الجميع وكان النقيب/ نعمان راجح قد حضر هذا اللقاء وحده دون حضور أي شخص آخر. وقبل الحديث في أي شيء من قبلي إذ بالمشائخ الأربعة يتحدثون عن مشاهدتهم للشيخ العواضي وأصحابه وهم في مقدمة الحملة وبجدية وحماس منقطع النظير يتحدثون ما خلاصته إن العواضي وأصحابه مطلين على الحيمه الخارجية ويريدون دخول الحيمتين وهذا محرم على العواضي وأصحابه بشكل خاص وعلى الحملة بشكل عام، وإذا ما أصر العواضي على اجتياز الحيمتين فإنه وأصحابه لن يخرجوا منها أحياء.

وأستمر الحديث الجاد من قبلهم بشأن العواضي وعدم مرور الحملة واستمعت إليهم إلى أن خف حماستهم وكان جوابي "لا ؟؟؟ عواضي وأصحابه في الحملة" وهنا ظهر اندهاشهم "كيف وقد رأيناهم بأعيننا؟ "فكررت" عواضي وأصحابه غير موجودين"، ولما كرروا أنهم شاهدوهم ويستحيل مرور العواضي وأصحابه كررت "عواضي وأصحابه غير موجودين: والموجودين هم كتيبة مشاة هجومية في إطار حملة القوات المسلحة ولا يوجد جيش شعبي ولا عواضي ولا أصحابه وهذه الكتيبة وصف ضباطها وجنودها لهم من الحقوق ما للقوات المسلحة وعليهم من الواجبات ما عليها وإن من رأيتموه هو النقيب/ أحمد عبد ربه العواضي ومساعده أحمد سالم العواضي والآخرون هم صف ضباط وجنود ، فأي قطره دم تسفك لأي ضابط أو جندي من أفراد قوات الحملة ستكونوا المسئولين عنها أنتم وأستمر الحوار الجاد والحماسي ما يقارب الثلاث ساعات تخللها طلب الخروج للتشاور أكثر من مرة فيما بينهم وهو ما كان يسمى "البرزه" وكانت خلاصة اللقاء بهم مايلي:

1 توجيه اللوم من قبلهم للحكومة كونها لا تعامل المواطنين معاملة متساوية وطلبوا من القائد والحكومة معاملة المواطنين بالتساوي.

2 توضيح مشكلتهم مع العواضي وأصحابه بشأن الثأر الذي بينهم حيث قتل عدد من أهالي الحيمتين أثناء توجه القوات من صنعاء إلى الحيمتين ومرة أخرى وهي متجهة من الحديدة إلى الحيمتين.

وقبل أن أتيح لهم الفرصة في إكمال ما كانوا يشكون منه تحدثت معهم بوضوح عن حاجة الثورة والجمهورية الماسة لفك الحصار وتأديب قطاع الطرق باعتبارها من المهام الأولى للحملة مؤكداً لهم بأن من يقف ضد الحملة أو يقاومها سيتم القضاء عليه مواصلاً الحديث بأنه من الأفضل مواصلة تأييدكم للثورة والجمهورية بدلاً من مقاومتها. وحتى تشعرون أن حكومة الثورة والجمهورية عادلة اطلب منكم سرية واحدة بعدد مائة فرد فقط مهمتها حماية الحيمتين وتأمين الطريق لمرور الحملة وحمايتها من أي ضرر قد يحدث موضحاً بأن مشاركتها لن تكون هجومية مثل كتيبة النقيب العواضي بل ستكون مشاركة في دورية مشتركه مع الشرطة العسكرية وعدد من قوات النقيب نعمان راجح المتواجدة في مناخة. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد