علي الصباحي
جاء تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي والتي طالبت من خلاله بموقف خليجي موحد لمواجهة التغلغل الإيراني في دول الخليج ليكشف مدى خطورة هذا التغلغل الفارسي الخطير ليس فقط على دول مجلس التعاون الخليجي وإنما على الدول العربية والإسلامية ككل.
إن هذه الخطوة من قبل اللجنة المذكورة تعد ايجابية بامتياز وان كانت متأخرة جدا إلا أنها في ذات الوقت - على الأقل - بمثابة جرس إنذار ينبه دول المجلس والدول العربية بخطورة الوضع وحساسية الموقف جراء تنامي التيارات الموالية لإيران، في الوقت الذي لم تتبلور لدى دولنا العربية - مع الآسف-فكرة موحدة لمواجهة المد الفارسي أو على اقل تقدير تحجيم هذا المد والحد من انتشاره في الأوساط العربية والإسلامية وحماية الأمة من هذا الداء العضال.
انه لمن الواجب على كل الدول العربية والإسلامية - وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تعتبر رأس الحربة لهذه الدول- العمل الجاد لحماية الأمة من التغلغل الإيراني قبل فوات الأوان ولبننة المنطقة برمتها.
ماذا ننتظر بعد أن ابتلعت إيران منطقة الأهواز والمناطق العربية الأخرى منذ أكثر من ثمانين عاما، وماذا ننتظر بعد احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث ( طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ) وادعائها ملكيتها التامة، وأخيرا وليس آخرا ابتلاع بلاد الرافدين بغداد الحضارة والتاريخ وضمها إلى القاموس السياسي الإيراني، وادعائها بان البحرين المحافظة الرابعة عشر والخليج فارسي !!!
لم نعد اليوم نطالب أنظمتنا بالتحرك من اجل إنقاذ عرب الاهوازوالمناطق العربية الأخرى هناك، وتحسين وضع أهل السنة في إيران مما يلاقون من ويلات النظام هناك إنما نطالب بحماية الأمن القومي العربي من الاجتياح الفكري الإيراني فقط وهذا اقل ما نطمح اليه !!
إن النجاح الذي حققته إيران في المنطقة لم يكن ناتجا عن ذكائها أو جديتها في خلق موضع قدم لها في دولنا العربية بقدر ما هو ناتج عن عجز دول المنطقة وانشغالها في الخلافات الداخلية والخلافات العربية العربية -مع الأسف الشديد- وهو ما مكن إيران من اختراق الأوساط العربية والإسلامية أكثر وإظهارها بمظهر شرطي المنطقة !!!
هل باستطاعة دولنا العربية أن تتجاوز كل الخلافات وتضعها جانبا وتتكاتف لمواجهة ما هواهم من تلك الخلافات التي أدت بنا إلى هذا العجز الواضح والوهن الفاضح أمام الزحف الفارسي؟؟ أم أن ديدن أنظمتنا العربية سيظل_ أنا رب ابلي وللكعبة ربا يحميها ؟!!
لا شك أن السياسة الإيرانية تسعى دائما لإذكاء أي خلاف يحدث في دولنا العربية وذلك من اجل أن تترك الساحة مفتوحة أمام التوسع والطمع الإيرانيين فهل نعي هذا المكر أم لا؟
إننا نأمل من كل مجالس الشورى والنواب العربيين أن يحذوا حذوالاخوة في مجلس الشورى السعودي وذلك من اجل قطع الطريق أمام الأطماع الفارسية التي لاتريدلدولنا العربية الخير ولا الاستقرار، ولو تأملنا السياسة الإيرانية تجاه امتنا العربية لوجدنا العجب العجاب ولعلنا نتناولها في مقال آخر إنشاء الله
Asabahi2006@hotmail. com
