علي منصور مقراط
لم تعد بحاجة اليوم لمن ينكأ جراحاتها الغائرة التي عانت منها طوال الصراعات الدموية العنيفة إبان نظام الحكم الشمولي التشطيري للحزب الاشتراكي.
الأرجح أن أبين كانت مسرحاً في تلك الحقبة الزمنية المأساوية ودفعت الثمن غالياً، لكن ومع ميلاد اليمن الجديد لدولة الوحدة في 22 مايو 90م كانت أبين المحافظة والرقم المهم في المعادلة على موعد للخلاص من تلك المشاهد المؤلمة والمظلمة وبالفعل ودعت عهداً شمولياً مثل الأسوأ في المراحل الوطنية فكانت الوحدة المتنفس لأبنائها الذين جنوا منها الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي ورد الاعتبار، وأظن أنهم أسعد من غيرهم بالوحدة لأنهم كانوا أشد تضرراً من النظام السابق ولهذا لا غبار عليهم وهم يصطفون كرجل واحد للدفاع عن الوحدة في صيف 94م وكانوا النموذج الذي اقتدت به بقية المحافظات وبوابة النصر كما قال الرئيس عنهم وكونهم ينكئون على رصيد مشرف من التضحيات والمواقف الفاخرة.
* إلى هنا واعتقد أنني والقارئ الكريم الذكي ليس بحاجة إلى مزيد من الخوض للتعريف بتاريخ أبين الأبية وسفر نضال أبنائها، والأجدر الخوض في المعترك الجديد والمشهد الراهن الذي تمر به هذه المحافظة الجبارة في هذه اللحظات التاريخية الدقيقة حيث يريد البعض أن يجعل من مكانة أبين الوحدوية ساحة لإفراز شحنات الغضب التي يعيشونها ولا يهمهم وهم يكابرون في الدعوة لإقامة مهرجان زنجبار في 27 إبريل أي بعد غد الاثنين تحت مسمى مهرجان الحراك الجنوبي دون أي اعتبار للموقف الرافض لأبناء أبين لإقامة هذا المهرجان الانفصالي المشبوه وعدم قانونيته وشرعيته والظروف التي لا تسمح ولا تحتمل العاصمة زنجبار بهكذا مهرجان يأتي إليه دعاة الانفصال وعملاء الوطن وأعداء وحدته ليرفعوا في أرضها الطاهرة الأعلام التشطيرية والشعارات الداعية لتمزيق اليمن وجلب الخطر في تجاوز سافر للخطوط الحمراء.
* إن محافظة أبين يجتمع رموزها الوطنية ومناضليها وأبناء الشهداء الأحرار والمشائخ والأعيان والنخب الثقافية والقوى السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية وقادة الرأي والمفكرون والعلماء والمسؤولون والمجتمع المدني في لقاء أو بالأصح مهرجان جماهيري حاشد بمناسبة يوم الديمقراطية 27 أبريل إنما يجسدون موقفهم الرافض لإقامة المهرجان الانفصالي المشبوه في زنجبار حيث استقبلت سلسلة من البيانات لمشائخ القبائل والواجهات الاعتبارية المعلنة مواقفها الوحدوية الراسخة والمنددة في ذات الوقت بالمساعي الرامية لإشعال الحرائق وإثارة الفتن في أبين من خلال التعمد لإقامة مهرجان زنجبار الذي يهدف إلى الإساءة لتاريخ أبناء أبين وتشويه سمعة نضالهم الوحدوي المعمد بالدم.
* اللافت للنظر وآخر ما استقبلته من البيانات الوحدوية الشجاعة بيان الشيخ/ صالح بن ناصر بن عبدالله الفضلي وإخوانه والذي أعلن فيه للرأي العام استنكاره لكافة الدعوات والتخرصات الرخيصة التي يهدف من ورائها مروجوها إلى النيل والإساءة للوحدة وقيمها النبيلة وسيضلون مدافعين عليها جنباً إلى جنب مع جموع أبناء الوطن الوحدويين الشرفاء وقبله كانت المواقف العظيمة للشيخ ناصر الفضلي أمين محلي المحافظة والسلطات أحمد بن عبدالله الفضلي والمشائخ علي امطيري وعلي لحمان وغيرهم العقلاء الذين يدركون معاني الوحدة التي ناضلوا وضحوا من أجل ترسيخها وبقائها شامخة.
* وقبل الختام والقول المهم في هذا المقال أننا في الوقت الذي نحيي بحرارة وإكبار مواقف أبناء أبين ورموزها الواقفون إلى حوار صف الوحدة وقيادة الوطن التاريخية بزعامة الرئيس/ علي عبدالله صالح فإننا في الوقت ذاته نطالبهم بالرفض لهذا المهرجان الانفصالي الذي دعا إلى إقامته ما يسمون أنفسهم بالحراك ويحاولون الزج بالأبرياء في مسرح جديد في زنجبار والذي يراد منه زعزعة الثقة في أبناء أبين الوحدويين الصادقين.. إننا ننبه إخواننا الشباب من هذا المهرجان المشبوه الذي يثير الفتن والنعرات الطائفية والكراهية.