طه العامري
اعتقد أن الأخذ بطروحات _أمريكا_ وتقاريرها فعل فيه الكثير من المخاطرة كنتاج حتمي لسلسلة الأكاذيب التي ابتكرتها _أمريكا_ وأجهزتها وتواصل ابتكارها مع كل طلعة شمس , وحين تسرب المصادر الأمريكية معلومات تعطيها قدرا من الجدية والمصداقية وتجعلها تأتي عبر مصادر قضائية مثل القصة التي نشرها موقع وزارة الخارجية الأمريكية على شبكة الانترنت ومضمونها قيام إحدى الشركات الأمريكية بتقديم رشاوى لمسئولين يمنيين في وزارة المواصلات إضافة لتقديمها رشاوى مزعومة للأخ العميد الركن / أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري فإن مثل هذه الأقاويل والمزاعم تأتي في سياق الضغوطات التي ما انفكت واشنطن تمارسها علي خلفية المواقف اليمنية المستقلة عن التبعية والهيمنة للإرادة الأمريكية خاصة في القضايا التي تترتب عليها التزامات سيادية وطنية وقومية فمواقف اليمن من القرصنة والوضع في الصومال وفي فلسطين والعراق والسودان ولبنان وكذا مواقفها من كثير من القضايا الإقليمية والدولية وهي قضايا تعبر عنها اليمن من خلال قناعتها دون اعتبار للحسابات التي تحاول واشنطن فرضها أو محاسبة الآخرين عليها وهذه المواقف اليمنية الصريحة والواضحة لا شك أنها تثير حساسية واشنطن وتدفعها إلي توظيف نفوذها واستغلال إمكانياتها لشن حملة تضليل علي اليمن وسياستها ورموزها وهذا ما دأبت عليه واشنطن منذ زمن بعيد فواشنطن وحدها لم تدن الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها اليمن ولم يكن لها موقفا واضحا وصريحا من المتمردين في صعدة وهي التي لم تحدد بعد مواقفها من الأحداث التي تعرضت لها اليمن خلال مسيرة تحولاتها بما في ذلك مواقف واشنطن من أحداث العام 1994م وما سبقها من أزمات سياسية وما تلا هذه المرحلة من ظواهر لا شك أنها أثرت على مقدرات اليمن وعلى مسيرتها التنموية , وخلال محادثات _الحدود _بين بلادنا وقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _حفظه الله_ مارست واشنطن كل أشكال الابتزاز والتهديد والوعيد وحاولت دق أكثر من ( أسفين) بين اليمن وأشقائها في دول الجوار ولكن محاولتها هذه بآت بالفشل بفضل حكمة القيادة السياسية اليمنية ومعرفتها بنوايا واشنطن وحيلها الماكرة ..
واشنطن التي زجت باليمن في ترويكا الحرب علي الإرهاب لا تزال ومن خلال العديد من منظماتها وأجهزتها تحاول جاهدة تشويه صورة اليمن وقيادتها ورموزها السيادية والسياسية والدينية والاجتماعية وتحاول من حين لآخر إثارة الانتباه لهذا أو ذاك من الرموز اليمنية فيما بعض المحسوبين على منظماتها الحكومية والغير حكومية يواصلون تضليل الرأي وتشويه صورة اليمن وقيادتها ورموزها من خلال تقديم معلومات كاذبة ومزيفة ومضللة عن حقيقة دور ومواقف اليمن من الحرب علي الإرهاب ومكافحة الفساد والتحولات الديمقراطية ومع أن كل هذه التحفظات الأمريكية غير ذات جدوى أو تأثير في العلاقة اليمنية _ الخليجية خاصة ورغبة اليمن في تعزيز وتطوير هذا العلاقة والوصول بها حد الشراكة والتكامل والاندماج وتلك عوامل تجعل اليمن تراعي الكثير من حسابات الأشقاء وعلاقتهم ولأجل هذا اختطت اليمن لنفسها نهج الوسطية والاعتدال حتى في علاقتها السياسية الإقليمية والدولية ولم تحاول اليمن أن تستغل وضع أمريكا والمنطقة لفرض شروطها والحفاظ على مصالحها بل فضلت التضحية بكثير من مصالحها الوطنية والقومية في سبيل أن ترسي علاقة توازنية ليس فيها اندفاع ولا تهور ولكن كل هذه المواقف اليمنية لم ترض تياراً داخل الإدارة الأمريكية والبنتاجون تحديدا وهو تيار يكن عداء فطرياً لليمن ورموزها ويحاول جاهدا تشويه مواقف اليمن وثوابتها ويعمل بكل طاقة لتشويه رموز اليمن استنادا على معلومات يتلقاها أولئك من طابور خامس لا نشك بوجوده في أوساطنا ويعمل على خدمة واشنطن ويزودها بكل الحكايات الكاذبة والمزاعم المضللة دون أن يكون لدى الجانب الأمريكي استعداد للتأكد من صحة المعلومات التي تصل إليهم عن اليمن وفي هذا السياق تأتي حكايات الحملة على قائد الحرس الجمهوري وهي الحملة التي تحاول من خلالها واشنطن وأجهزتها استهداف أكثر من طرف ولفت الأنظار لأكثر من قضية فيما هي ومن خلال هذه الزوبعة والحكاية ترسم لقضية جديدة يجب أن نستعد لها وندرك منافذها ومن أين تريد واشنطن التسلل هذه المرة ..!!
إن قراءة بسيطة للحكاية وتفاصيلها تجعلنا في حالة من ذهول من هذه البجاحة الأمريكية السافرة وهي التي تتحدث عن الشرف والنزاهة في سلوك يذكرنا ( مومس) تلقي مواعظ عن ( الشرف والعفة والكرامة) ..؟؟
لقد تناست واشنطن ما صنعت في العراق وكم نهبت من ثرواته بدءا من برنامج النفط مقابل الغذاء وصولاً إلى السيطرة المباشرة والنهب لثروات وأموال العراق وليس في قولنا هذا تبرير لما يكون قد حصل إن كان قد حصل مع أنني أشك بحدوث الحكاية من الأصل لكني على ثقة بقدرة الأجهزة الأمريكية علي افتعالها فلواشنطن سوابق في فبركات القضايا والأحداث وتسويق الأكاذيب .. لكن ما يستغرب منه المراقب هو كيف أن بعضنا وما إن تقع أيديهم على معلومة مصدرها أمريكا أو أي من أجهزتها ومنظماتها حتى يهللوا لها ويكبروا ويتناقلوا كل ما يصدر عن واشنطن وكأنه كلام مقدس ..؟؟ وتلك هي الظاهرة التي تزعجني ومصدرها بعضنا وليس واشنطن التي وعلى رأي الأستاذ / عبد الجبار سعد لو قالت لنا واشنطن أنطقوا الشهادتين لقلنا لا لا نقولها لقولك..!!
ameritaha@gmail.com