بندر دغيش
"مكافحة العنصرية" إعادة كتابة العنوان في بداية مقالي ليست غلطة أو سهواً. . ولكني تعمدت ذلك، وللتأكيد على نية الكتابة عن موضوعي أعلاه وأعني بالعنصرية هنا ليس كما قد يتصور للبعض عنصرية السود والبيض والشقر والرمادي لا والذي نفسي بيده.
ما أعني إلا عنصرية الألقاب والإنتماءات الضيقة التي يتبناها بعض ضعاف النفوس وأقزام العقول ومرضى المناطقية، نعم العنصرية التي سأتحدث عنها مخيفة ومؤلمة في نفس الوقت، حيث أنها تفرق بين أبناء الوطن الواحد من خلال التمييز العنصري والمناطقي الذي يحدث وبشكل كبير في وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم.
نعم هذا الوطن الذي توحد وبتوحده التأم الجسد وتوحدت الأرواح.
ولعله من المؤسف بل والمبكي أنه لا يزال بيننا من يعبد هذه التفرقة والمناطقية ويحن إلى مآسيها.
وفيما يلي "اسمحوا لي أن أحكي لكم حكايتي وحتى لا نذهب بعيداً فإني قد عانيت بل وتجرعت سموم هذه العنصرية والمناطقية شخصياً".
وسأطرح لكم قصتي باختصار، حيث تبدأ القصة من بداية ممارستي للكتابة في صحيفة كبيرة بل وأهم صحيفة حكومية في اليمن، وكعادتي أتعامل مع معظم الصحف بالفاكس قبل أي تعارف والبحث عن وساطة.
المهم بدأت وكانت البداية في المساحة المخصصة للمبتدئين، واصلت وواصلت أشهر عديدة إلى أن حظيت كتاباتي باحترام وتقدير مسؤولي تلك الصحيفة، ورقيت للكتابة في صفحة الكتاب الأساسيين مما زادني همة ونشاطاً وعزماً ومثابرة.
على كل حال استمريت على هذا الوضع لأشهر عديدة حتى أنني أيضاً كتبت في ملحق مهم إلى أن جاء يوم. . طبعاً بعد أن قد كنت سألت وتقصيت عمن هو المسؤول في إنزال المقالات في تلك الصحيفة وقيل لي إنه مدير التحرير لا سواه وتأكدت من عدة زملاء وقال لي البعض نعم إنه هو أي مدير التحرير وهنا قلت لنفسي صرت مديناً لهذا الرجل بشكر وأتيحت الفرصة للقائه في ندوة كانت تقام في بيت الثقافة المهم ذهبت إليه وعرفته بنفسي وهنا كانت المفاجأة حيث أبدا ذلك المدير إندهاشه بعد أن سألني من أين أنت؟ فأجبت بأني وبفخر من خولان الطيال محافظة صنعاء بني سحام الحصنين قرية الذراع، وكان وللأسف يظنني من محافظته وقال كنت أظنك من ". . . . . "!! عاد بيت دغيش أنسابنا.
وبعدها لكم أن تتخيلوا ماذا حدث، قولوا ماذا. . لم يعد يسمح لمقالاتي في النشر لمدة أسبوع وبعدها عادت للنشر ولكن في صفحة المبتدئين.
وهكذا عدت من حيث أتيت بعد أن كان يهيئ لي بأني أرتقي سلم الكتابة والمجد كما أحسبه إلا أن أخباث العنصرية والمناطقية أعادتني لأبدأ طريقي من جديد وهانذا أبدأ من جديد.
مع العلم بأني لم أتقاضَ طيلة فترة كتابتي في الصحيفة تلك أي حقوق على الإطلاق ومع ذلك ستظل وبرغم كل شيء صحيفتي ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
وإن غداً لناظره قريب فمن يدريك يا هذا العنصري ربما أصبحت يوماً في مكانك ومنصبك. . ربما من يدري. . قال تعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس".
وحينها سترى كيف أعمل ولكني لن أعمل عمايلك ولن أتعامل بالمثل. . وغداً سترى.
إلى هنا وتنتهي حكايتي.
ما رأيكم هل مثل هذا الرجل يستحق أن يبقى في منصبه ولو لليلة!! أعتقد أنه لا يستحق مهما كان اسمه لامعاً.
هذه حكايتي مع العنصرية فما رأيكم أما تستحق العنصرية مكافحة؟ بل إنها تستحق.