عبدالوارث النجري
من حديث حيدر العطاس عبر قناة الجزيرة والمسجل قبل أكثر من عام إلى اعترافات الشركة الأمريكية أمام وزارة العدل وحكمها المنشور عبر الانترنت، ومن فوضى الحبيلين والضالع وغيرها من المظاهر المسلحة وما يسمى بحراك الجنوب إلى ما يحدث اليوم في ساقين وبعض مديريات محافظة صعدة من تصعيد واستهداف لرجال الأمن، من التلويح بإفشال اتفاق الحزب الحاكم مع أحزاب المعارضة حول تأجيل الانتخابات إلى الحديث عن وحدة عناصر القاعدة في الجزيرة العربية، والقنابل البشرية في حضرموت وصنعاء وغيرها.
من خلال ما سبق نجد أن هناك اتفاقاً وصلت إليه مؤخراً العديد من القوى المعادية الخارجية للشروع في تنفيذ مخطط معد له مسبقاً ولتكن البداية من جنوب الجزيرة العربية خاصة هناك من يحشد الأساطيل الحربية إلى مضيق باب المندب وخليج عدن بحجة محاربة القرصنة والحد من نشاط القراصنة الصوماليين، لكن يبدو أن مهام تلك الأساطيل البحرية هي مراقبة ما يحدث في أرض السعيدة والتدخل، إن قضت الحاجة، خاصة بعد إشغال فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد تحت مطالب البعض منها وهمية وخيالية والبعض الآخر منها تمس وحدة وأمن واستقرار الوطن ومطالب ثالثة للرجوع بعجلة التاريخ إلى الوراء وتغيير نظام الحكم إلى ما كان علية قبل 26 سبتمبر 1962م، نقول ذلك ليس من باب التخمين أو قراءة النجوم بل من خلال دراسة عميقة للمستجدات في المحيط الإقليمي والشأن المحلي، خاصة وأن هناك من صرح علناً بأن رموز معارضة الخارج قد وعدته بأنباء سارة لعناصر الفوضى والفتنة والتمرد المتواجدة في الداخل، الأمر الذي يؤكد لنا بأن ثمة مخططاً خارجياً متعدد الأطراف يستهدف الوطن قد أصبح وشيكاً للتنفيذ على أيادي عناصر خارجة عن النظام والقانون ومدانة بأعمال الشغب والفوضى والتخريب من الداخل وتشاركها بلا شك بعض العناصر المريضة المدسوسة داخل السلطة وفي كيان الحزب الحاكم وأحزاب المشترك، وعليه فإنه بالقدر الذي نحذر اليوم مما يواجهه الوطن من مؤامرات عدة فإننا في نفس الوقت لا نزال نراهن بلا شك بوطنية وإخلاص القيادة الحزبية في الحاكم والمعارضة للتوصل إلى رؤية وطنية شاملة ومجمع عليها تسهم في إخراج الوطن من ما هو عليه اليوم.
والتي ستعزز من وقوفنا صفاً واحداً أمام المتخاذلين والمرتهنين في الداخل والمتآمرين في الخارج، كما أننا عامة الشعب لا يزال يراهن أيضاً في حنكة وحكمة القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية، لإصلاح الإختلالات التي شهدتها البلاد خلال العشر السنوات الماضية وتفعيل قوة القانون وإعادة هيبة الدولة، وذلك من خلال إصلاح البيت من الداخل والقضاء على ذلك السوس الذي ينخر في جسد الوطن لنقدمه ككبش فداء لليمن الحبيب وأمنه وخيراته ووحدته وحريته واستقراره، ولذا فإني أقولها وبكل صراحة كصرخة مدوية تصل إلى آذان من نعول عليهم الكثير من الحفاظ على استقرار الوطن ووحدته وخيراته وهما حكمة وحنكة القائد ووطنيته وإخلاص الشرفاء من القيادات الحزبية في الحاكم والمعارضة، فالوطن غال علينا جمعياً.
وأي مطالب حقوقية وشرعية وقانونية فردية كانت أم جماعية يجب أن تكون نصب أعين الجميع وهدف فرقاء العمل السياسي وأي مطالب غير شرعية وغير قانونية أو دستورية وتستهدف الثوابت الوطنية ممثلة بأمن وخيرات ووحدة الوطن والنظام الجمهوري، فهي غير مقبولة وعلى أصحابها تحمل مسئولية إطلاقها وطلب العفو والسماح من كافة أبناء الشعب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، والتخاطب والتحاور معهم من قبل الدولة يعد تخاذلاً وخيانة للوطن وثورته ووحدته ودماء الشهداء الزكية، كما أن أصحاب تلك المطالب لا يمثلون سوى أنفسهم في مطالبهم تلك.