محمد أمين الداهية
مسكين سعيد ما زال عنده أمل بأن المشروع الذي يخطط لتنفيذه سيحظى بالنجاح وسيحقق له أرباحاً طائلة، فقلت له: يا سعيد هذه الجمعية التي تريد أن تنشأها باسم الفقراء وذوي الفاقة تحتاج منك جهداً جباراً وطالما الهدف من مشروعك هذا تحقيق مصلحة شخصية وتأمين مستقبلك على حساب هذه الشريحة البسيطة والتي ترى أنه من السهل النصب والاحتيال باسم شريحة الفقراء، يا سعيد المبدأ فاسد والنية خاسرة ولن تلقى من يستجيب لمشروعك هذا، سعيد واثق برجال الخير الداعمين وأصحاب المؤسسات والشركات التجارية، يا سعيد رجال الخير الحقيقيين أصبحوا قلة وإن استجابوا لك فليسوا أغبياء للدرجة التي تتوقعها، فدعمهم سيكون وفق شروط تضمن أداء الجمعية للهدف الذي تنادي إليه وكما هو موضح في اللافتة الإعلانية التي ستعلقها على مبنى الجمعية وطالما أنت تضمر الشر والخداع فلن تنجح .. بعد أن استصعب سعيد المراوغة مع أهل الخير الحقيقيين فكر بالمنظمات الاجتماعية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من المنظمات ذات الأهداف السامية، قلنا له يا سعيد إن هذه المنظمات والجمعيات التي تعلق الأمل عليها قد فشلت في أهدافها الظاهرة والتي تتمحور في الاهتمام بشريحة الفقراء وتقديم ما يمكن تقديمه لهذه الشريحة حتى تتمكن من تخطي خط الفقر، مئات الجمعيات أنشأت وكلها أمل في دعم المنظمات الإنسانية والخيرية لمشاريعها الإنسانية، إلا أنها وجدت أن هذه المنظمات بعيدة كل البعد عن أهدافها وما شريحة الفقراء إلى وسيلة لإنشاء منظمات وجمعيات أهدافها الباطنة والكامنة، تحقيق مصالح سياسية أو حزبية أو مالية كالذي يفكر سعيد به.
رغم ذلك إلا أن سعيد مؤهل تماماً لأن يكون في يوم من الأيام عنصراً فاسداً إن لم يكن في المشروع الذي يسعى إليه مكان آخر يدعى منظمة أو جمعية ويعلن احتياجه إلى عناصر فاسدة، يبدو أن سعيد قد أطلع على نماذج فاسدة كانت تعاني ألم سوط الفقر والفاقة، ومن خلال مدارس النصب والاحتيال أو العمل لدى خبراء الفساد وتنفيذ توجيهاتهم أصبحوا من أصحاب العمارات والسيارات الفاخرة والبدلات التي طالما حلموا أن يلتقطوا صوراً بها نسأل الله أن لا يجعلنا منهم، ونتمنى أن لا تقودنا أنفسنا يوماً لأن نقتدي بأولئك الذين يهبون على وجه الدنيا بطرق مخالفة شرعاً وقانوناً .. نسأل الله أن يأخذ أرواح جميع الفقراء إليه فقد ربما ذلك يكشف الغطاء ويفضح المتسولين إلى جيوبهم الشخصية باسم الفقراء ويتم القبض عليهم من قبل مكافحة التسول بشرط أن لا يتم إطلاق سراحهم بأي مقابل كان.