طه العامري
في جلسة مجلس النواب التي بثتها (الفضائية اليمنية) عصر يوم الجمعة 24/ 4/ 2009م والمتعلقة بقضية مقتل الشيخ / أحمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير والمتهم فيها النائب / أحمد عباس البرطي وقد خصصت جلسة المجلس لمناقشة قضية الخلاف الذي نشب بين السلطة القضائية والسلطة التشريعية علي خلفية اعتقال النائب المتهم وكذا مطالبة القضاء ممثلا بوزارة العدل برفع الحصانة عن النائب المتهم , وقد دخل الخلاف بين السلطتين التشريعية والقضائية في التداول بقانون السلطة القضائية .. بعيدا عن كل التباينات والمواقف وردود أفعال السلطتين فإن ما لفت نظري هو الحملة التي شنها أعضاء المجلس علي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية بحيث لم يتردد أعضاء المجلس في استهداف وسائل الإعلام علنا وبصورة سافرة لدرجة نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس لم يتردد وعلى الهواء من مطالبة نواب المجلس بأن لا يستندوا إلى ما تنشره وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية خلال مداخلاتهم وتداول القضية ..
كان يمكن القبول بمثل هذه الطروحات لو أن الأمر توقف عند هذا النطاق الاستهدافي للصحافة ووسائل الإعلام وهو التعبير البرلماني الأكثر صراحة من الإعلام في التدليل ربما علي (ديمقراطية الأخوة أعضاء مجلس النواب ) لكن ما هو أكثر فداحة وبشاعة هو الحملة التي شنها الأخوة أعضاء مجلس النواب على السلطة القضائية ممثلة بمجلس القضاء الأعلى والنيابة العامة وتمسكهم بطلب استجواب الأخ / وزير العدل وسحب الثقة عنه , وقد استخدم البعض من أعضاء مجلس النواب مفردات وعبارات كبيرة وثقيلة وخطيرة ولا يمكن أن تصدر مثلها من قبل أعضاء في مجلس النواب الذين يفترض بهم أن يكونوا أكثر حصافة وحكمة وعقلانية في طروحاتهم , كما يفترض بهم أن يكونوا أكثر وعيا وإلماما بالدستور والقانون وحدود صلاحيات وواجبات مجلس النواب وأعضائه ..
لقد هالني استخدام بعض أعضاء المجلس لمفردات بحق مجلس القضاء الأعلى والنيابة العامة بحيث بدا لي أن الأخوة في المجلس يفهمون واجباتهم _كمشرعين _ بأنها تمنحهم صلاحيات تفوق صلاحيات مجلس القضاء الأعلى والنيابة العامة , وهو فهم غير صحيح وغير دقيق فالاختصاص الأصلي لمجلس النواب لا تخول له التدخل بصلاحيات القضاء وبشؤونه وبطريقة إدارته للقضايا التي تتصل بمهام وواجبات القضاء , بالمقابل كان من المثير أن كل من يتعصب ضد القضاء ويناصر طرفاً برلمانياً بذاته أن هؤلاء كان كل اعتمادهم في مواقفهم على موقف مدير أمن مديرية خدير والذي يتحمل جزءا من مسئوليته في الجريمة حسب معطيات الجريمة وتداعياتها ..
بيد أن الجلسة البرلمانية التي بثتها الفضائية اليمنية عصر يوم _الجمعة_ كانت مثيرة في كل مضامينها ومحتوياتها ونقاشها وكل ما تم تداوله في هذه الجلسة كان يدل دلالة قطعية على أن ركوننا كل السنوات الماضية لكل ما يصدره مجلس النواب كان شكلا من المخاطرة ورهانا علي (سراب) فأن كان المجلس يتعامل مع كل القضايا الوطنية على ذات الطريقة التي تابعناها في تعاطيه مع قضية مقتل مدير مديرية خدير فأن علينا أن ندرك فداحة ما نحن عليه وعلينا في المقابل أن نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يمد لنا بعمر فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية_حفظه الله_ وأن يمنحه الصحة والعافية ليظل تاجا على رؤوسنا إلي أن نبلغ مرحلة الوعي الوطني ويفهم كل منا دوره ورسالته بدءا من الموظف البسيط ومرورا بمسئولي المرافق الوطنية ووصولا إلى من نختارهم لكي يكونوا مصدرا لتشريعاتنا وحراسا لشرعيتنا الوطنية والسيادية , إذ لم يبقى لنا من أمل في هذا الوطن غير وجه الله سبحانه وتعالى وفخامة الأخ الرئيس بعد الله وبالتالي لا يجب أن نراهن لا علي مؤسسات ولا علي أي طرف كان في مفاصل السلطة أو في المعارضة فكلاهما لا يدركان ما يجب عليهما القيام به , ولهذا ومن باب الاستدلال اعتدنا أن نجد أنفسنا أمام كل دورة انتخابية محلية أو برلمانية أو رئاسية نخوض معركة طاحنة علي اللجنة العليا للانتخابات وعلي موظفيها وقانونها ومن يجب ومن لا يجب أن يدخل فيها متعاونا كان أو ممثلا وهكذا نقضي ردحا من الزمن ونبذل الكثير من الجهود والقدرات لتسوية وضع اللجنة العليا والتوافق على قوامها وقانونها وأعضائها , والأمر ذاته يسحب نفسه على بقية الاستحقاقات الوطنية التي تواجهنا ليصل الحال بناء أننا نخوض معركة طاحنة أبطالها أعضاء مجلس النواب الذي من المفترض فيه أن يكون عونا للعدالة وحارسا للدستور ومناصرا لكل مؤسسات الدولة ومكوناتها وخاصة نصرته للسلطة القضائية التي هي عنوان السيادية وحاضنة العدالة والحارسة علي الدستور والنظام والقانون لكن هذا لم يستوعبه المجلس أو بعض أعضائه فراحوا يثيرون معركة غير منطقية في محاولة سافرة للي عنق الحقائق ومن ثم تفسير التشريعات كما يريد المجلس لا كما يجب أن تفسرها الأجهزة المعنية بها وفقا للنصوص الدستورية والقانونية ,لذلك نقول ليحرس الله فخامة الأخ الرئيس ويرعاه فهو العاقل والحكيم وهو المرجعية وصمام الآمان للوطن والشعب وبه ومن خلال دوره وحضوره وجهوده وحكمته نعيش حتى اللحظة وننعم بكل ما توفر لنا من مكونات الأمن والاستقرار فيما كل المصائب والنكبات والنوائب التي نكتوي بسياطها هي صناعة طابور طويل من المأزومين سواءً المأزومين بعدم فهم دورهم وواجباتهم وحدود صلاحياتهم وطريقة القيام بمهامهم أو المأزومين الذين يمارسون الكيد والإرجاف ويستغلون غياب وعي بعض المسئولين ليوظفوها بدورهم لخدمة أهدافهم الخاصة ومصالحهم ورغباتهم الأمارة بالسوء ..!!
نعم ليحفظ الله فخامة الأخ الرئيس وليديمه لنا ذخرا وحاميا وحارسا للوطن والشعب والتحولات فليس لنا من أمل غيره بعد الله وليس لنا مخرج مما نحن فيه بعد الله إلا على يديه .. وحسبي الله ونعم الوكيل ..
ameritaha@gmail.com