كروان الشرجبي
تزوجت وأنجبت طفلين الأكبر عمره ثلاث سنوات والآخر لم يتم السنة، لم تشأ الأقدار أن تكمل تلك المرأة مشوار حياتها الزوجية فانفصلت، وعلى أثر ذلك عادت إلى منزل أهلها مع طفليها ولأنها كرهت زوجها نقلت هذا الإحساس بالكراهية إلى ولديها اللذين لم يكونا السبب في طلاقها.
فهما طفلان لا حول لهما ولا قوة.
ولكن مشاعر الكراهية تغلبت على مشاعر الأمومة لدى تلك المرأة فأهملت طفليها والتفتت إلى نفسها ولعملها.
هنا قامت الأخت الكبرى لتلك المرأة باحتضان هذين الطفلين فقد رزقها الله طفلين لتهتم بهما بعد أن مات زوجها ولم تتزوج فقد كان لها بمثابة هدية من الله ولم تقصر تجاه الطفلين بأي شيء أو اهتمت بغذائهما ونظافتهما وتسهر الليالي إذا ما مرض أحدهما بل كانت تمرض هي الأخرى أذا مرض أحدهما.
ولم تكن تنام الليل إلا معهما ولا ينامان قبل أن يلعبا ويمرحا معها.
وهكذا مرت السنين وكبر هذان الطفلان على يديها مع أنهما لم ينادياها "بماما" أو أمي أنها أنها كانت تشعر بأنها أمها وكذلك الحال بالنسبة للولدين فإذا احتاجا إلى شيء طلبا منها وإذا أرادا الخروج استأذنا منها وهكذا حتى صار الصبيان شابين يافعين هنا بدأت الأم ترى ولديها.
فبدأت تغار من حب ولديها لأختها، وتطالبهما أن يسمعا كلماتها ويطيعانها لأنها هي من تعبتفي حملهما تسعة أشهر.
صحيح أن لها حق الطاعة والاحترام والتقدير لكن هل هذا معناه تجاهل من قامت بتربيتهما والسهر والتعب من أجلهما حتى وصلا إلى ما هو عليه؟
الأمومة شعور وإحساس داخلي ينتاب الأم تجاه أطفالها، فتترجم تلك الأحاسيس بالتصرفات.
وهذا ما فعلته الأخت الكبرى واستحقت بجدارة أن تحظى بالحب وعليه فمن تفقد تلك الأحاسيس لا يحق لها المطالبة بما ليس لديها.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM