سراج الدين اليماني
نرى ادعاءات الاثنا عشرية أنهم يحبون آل البيت وأنهم يدافعون عنهم ويوزعون صكوك الغفران لمن ينتحب ويدعي أنه من أجل آل البيت، وفي المقابل يتهمون الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم بأنهم يكرهون آل البيت ويعادونهم ويقفون في طريقهم حجر عثرة.
لكن الذي يفهم من زعيق ونعيق ونحيب الشيعة الأثنى عشرية أن آل البيت هم شخصيات موهومة لأنهم هم من يعادي آل البيت ويتعدى معهم الحدود وسلب الحقوق وإعطائهم حقوقاً ليست لهم فلذلك ومن خلال ما سأذكره في هذه الحلقات من روايات التي تدل على أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يحبون آل البيت وأن حبهم لهم حباً شرعياً لا حباً بدعياً مخالفاً للكتاب والسنة وكل الأعراف والأسلاف تؤديه كما تؤديه الشيعة الأثنى عشرية، وكذلك سأتعرض لذكر بعض الروايات التي جاءت في كتب الاثنى عشرية الإمامية في هضمهم لحقوق آل البيت والانتقاص منهم والازدراء لهم وأعاتبهم إلى غير ذلك من الصفات التي لا ينبغي أن تكون في حق من يدعون حب آل البيت ليعلم القارئ الكريم والعامي الملبس عليه أن الإدعاء غير الاعتقاد وأن الاثنى عشرية الإمامية ما هم إلا مدعون لحب آل البيت ويعتقدون الكفر والكذب والنقص في آل البيت ومع متابعتك أيها القارئ الكريم لهذه الحلقات سترى ما أقوله لك عياناً ومن مصادرهم الموثوقة عند علمائهم قديماً وحديثاً ولا عجب أن هؤلاء ديدنهم الكذب والدس والتلبيس والتشويه لصور الآخرين والتشهير بهم وإن كانوا يحملون الحق على رؤوسهم وبما لا يدع مجالاً للشك كما تراه في مناظراتهم مع أهل السنة فيما ينقله صاحب قناة المشعلة الدكتور الهاشمي جزاه الله عنا خيراً.
فمن هذه الروايات التي تدل على أن الصحابة تربطهم صلة عظيمة بآل البيت هذا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فيما رواه الإمام البخاري يدافع عن علي رضي الله عنه وأرضاه :"جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر من محاسن عمله قال: لعل ذلك يسوؤك؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله أنفك، ثم سأله عن علي فذكر من محاسنه، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال: لعل ذلك يسوؤك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الأرض ومن عليها، وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
وهذا عثمان المظلوم من الشيعة فقد جعل علياً والحسن والحسين وعبدالله بن جعفر كالوزراء رضي الله عنهم.
روى مسلم في "صحيحه" برقم "1707" عن حصين بن المنذر أبو ساسان قال: شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم، فشهد عليه رجلان أحدهما حمران مولى عثمان أنه شرب الخمر وشهد آخر أنه رآه يتقيأ، فقال عثمان: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال: يا علي قم فأجلده، فقال علي: قم يا حسن فأجلده، فقال الحسن: ولحارها من تولى قارها، فكأنه وجد عليه، فقال: يا عبدالله بن جعفر قم فأجلده، فجلده وعلي يعد حتى بلغ الأربعين فقال: أمسك، ثم قال: "جلد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكل سنة وهذا أحب إلي أي جلد الأربعين لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي فعله.
وقد ذكر غير واحد من المؤرخين أن عثمان جعل علياً على عدد من المستشارين الكبار من الصحابة، ولا يعلم قط أنه جرى بين علي وعثمان تخاصم أو تدابر أو تهاجر أو خلاف، أليس هذا دليلاً واضحاً على حسن التعامل بينهما مدة خلافة عثمان والآثار كثيرة في أن علياً عرض على عثمان أن ينصره حينما كان محاصراً وعثمان امتثل توجيه النبي فبقي صابراً محتسباً فلم يأذن لأحد أن يقاتل المحاصرين له. <