عبدالباسط الشميري المسؤولية الاجتماعية من جديد لكن من أين نبدأ؟ وهل يمكننا الحديث عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية كمنظومة متكاملة وشاملة بوضوح وصراحة؟ ثم ما الذي سيدفع بمن يتهرب من دفع الضرائب المستحقة عليه ليأتي ويتظاهر ويتمثل القيم النبيلة والجميلة بالتزامه بهذا المفهوم الجديد حسب فهمه؟ وأين هي حدود المواطنة المسؤولة قبل أن تكون هناك مسؤولية اجتماعية أصلاً؟ ثم قولوا لنا كيف لهذه الشركة أو تلك المؤسسة أن تتمثل المسؤولية الاجتماعية كقيمة أدبية وأخلاقية في ذاتها في الوقت الذي يخشى القائمين عليها الكشف أو الإفصاح عن الأرقام الحقيقية لأصولها أو بالأصح أو لمدخولها إما هروباً من استحقاقات ضريبية وأما لحاجة في نفس "يعقوب" أو كما يقال والحقيقة إن الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية أصبح ضرورة حتمية لا مفر منها ليس لأننا بلد نامي وفقير فحسب بل لأن بلداناً قريبة منا ومتخمة بالمال صار مفهوم المسؤولية الاجتماعية عندهم أمراً واقعاً ونظاماً معمولاً به وبصورة واسعة تدعو للإعجاب فما الذي يقف في طريق الشركات والمؤسسات في بلادنا لتتمثل هذا السلوك الإنساني والأخلاقي ولتمثل القدوة الحسنة لكافة أفراد المجتمع والعائد بلا شك هو للرآسمال الوطني ولا ينحصر مفهوم المسؤولية الاجتماعية بالشركات والمؤسسات فحسب بل يمتد المفهوم ويشمل البنوك والمصانع وشركات النفط وغالبية القطاعات الاستثمارية، وإلا لماذا تعني التنمية إذا لم تقم على أسس ومبادئ أخلاقية سامية هدفها أولاً وأخيراً النمو، وهل يكون النمو بدون تنمية؟ وكيف للتنمية أن تتحقق بدون تنمية هذا الإنسان الذي يعد الركن الأساسي للتنمية؟!
أسئلة كثيرة تبقى بلا إجابة إن لم يفهم الناس معنى المسؤولية الاجتماعية كمفهوم شامل جامع بها يتحقق النماء ويكون التكامل والبناء وإعمار الأرض والإنسان وبغيابه تبقى مشاريع التنمية مؤجلة أو مرحلة وإلى أجل غير مسمى وتزاد أو ترتفع حدة الضغوط والشحة في النفوس والحسد والضغينة.
إن المسؤولية الاجتماعية ليس حاجة ترفيه أو صدقة أو ما شابه ذلك، بل أصبح المفهوم أكثر اتساعاً وأعم وأشمل مما يتصور البعض ويبدو إننا وفي الوضع الاقتصادي الأصعب وينبغي أن تتعالى فيه أصواتنا وندعوا وبقوة لتمثل المسؤولية الاجتماعية في واقعنا بل لا أبالغ إذا ما قلت أنه المشروع الوطني الأبرز الذي يفترض أن يكون في المرحلة القادمة لنعيد به توازن المنظومة المجتمعية والتي عصفت بها المتغيرات الاقتصادية وغدت الغالبية العظمى من المجتمع في الخامة الأكثر حاجة وعوزاً، فهل نستغل الفرصة ونبدأ في صياغة وقولية مفاهيم المسؤولية الاجتماعية لنكون ولو متأخرين لكن في المثل المأثور قالوا: "إن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي" أو كما قيل وللحديث بقية!.<
abast 66 @ hotmail.com
