عصام المطري
- سعى الإسلام منذ الوهلة الأولى إلى إيجاد مجتمع متضامن إذ يظهر ذلك بجلاء في مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار، ومن ثم صاغ دستور يبين العلاقة بين سكان المدينة المنورة فيما بينهم من يهود ومسلمين واعتبرت من أرقى الدساتير على الأرض.
- إن الإسلام أشد حرصاً على تماسك البنيان لهذا شددت تعاليمه وشرائعه على أخوة الإسلام الذي يكبر الأخوة عن طريق الأب والأم بآلاف السنين، كما أشاع الدين الإسلامي الحنيف الحريات الشخصية ولكن في المسجد والمعقول حيث تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين وحرية لا تمس بالثوابت الدينية والوطنية بل تتماشى معها وتتأقلم سوية في إطار عجيب غريب غاية في الإبداع والتألق.
- وثمة قواسم مشتركة بين أبناء الوطن الواحد والمجتمع الموحد، فعندنا في الأقطار والمجتمعات الإسلامية والعربية هنالك قاسم الدين الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على مزيد من التضامن الاجتماعي الفعال بين أبناء المجتمع الواحد حيث ينظم الأفراد في المجتمع المسلم بمنظم الدين الإسلامي الحنيف ما يزيد بناء وتماسك المجتمع، فحين تفرقنا الطائفية والتعصب المذهبي نلوذ بالفرار إلى أصول الإسلام.
- فالبنية التحتية الاجتماعية للمجتمعات الإسلامية والعربية ضربت وحدتها إبان الاحتلال البغيض وتفتت جسد الأمة إلى دويلات وزع الاحتلال الشقاق بين أبناء الأمة الواحدة، وزع ألغام اجتماعية تتمثل بمشكلات الحدود الجغرافية بين كل قطر وآخر، وفتت وحدة الأمة الاجتماعية، فنحن نريد اليوم تماسك البنيان عبر التوعية الراشدة لقطاعات حيوية في المجتمع الإسلامي والعربي الكبير، ونكاشف جحافل الأمة الإسلامية والعربية بالدور الاجتماعي الريادي الذي مثله أجدادنا الأوائل حيث بنوا دولة الإسلام على الوحدة الاجتماعية، وكان الناس في الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية مجتمعاً واحداً ينهض بركائز وحدته، وبالتضامن الاجتماعي بين الأفراد حتى تحقق للعرب والمسلمين ما أرادوا من مجد وسؤدد وحياة كريمة فاعلة بالحب والعطاء.
- إن التضامن الاجتماعي الفعال بين أبناء المجتمع الإسلامي والعربي الواحد في مختلف الأمصار والأقطار الإسلامية والعربية ممهد للوحدة الإسلامية والعربية الشاملة فلنستخدم العولمة وفضاء الأنترنت لإعلان عالم إسلامي وعربي بلا حدود، ونقوي أواصر الإخاء ونبث ثقافة الود والتحاب الاجتماعي، ولنبدأ أمن القطر الواحد، فنحن في اليمن نبدأ بتدشين التضامن الاجتماعي بين الأفراد ونقوي الروابط ونبث ثقافة التحاب والمودة والمحبة وتحارب في المقابل ثقافة الكراهية والعنف والتطرف والتنطع والإرهاب وننشر ثقافة الخير ونقوم بدور التوعية وكيف يكون الانتماء للمجتمع العربي والإسلامي الكبير، وعلى أجهزة التوعية والإرشاد والتوجيه من أعلام مرئي ومقروء ومسموع ومساجد ومدارس وأندية رياضية توجيه جموع الشعب للتضامن الاجتماعي بين الأفراد وكيف نصبح متضامنين حقاً في هذه البلاد.
- والتضامن الاجتماعي الفعال هو حلقة من حلقات التنمية الاجتماعية، فالتنمية الاجتماعية هدفها الوصول بالأفراد إلى حالة اجتماعية مستقرة يبذلون العطاء الاجتماعي ومن خلال التنمية الاجتماعية أيضاً نستطيع تأهيل مجموع من الناس لقيادة وريادة العمل الاجتماعي وليس العمل الجماعي ذلكم أن هذا هو مجال التنمية الاجتماعية الفعالة والمؤثرة على مختلف شرائح المجتمع الواحد، فهي أي التنمية الاجتماعية يجب أن تكون قبلتنا نحو مجتمع صحي آمن من الأسقام والأوبئة والأمراض والأوجاع الاجتماعية، وخالٍ ومعافى من الحسد والغل والحقد والضغينة. . مجتمع متماسك يحمل عوامل ازدهاره وتطوره وتقدمه، ويجب أن تكون هذه التهيئة في كافة المجتمعات الإسلامية والعربية من خلال المشروع الإسلامي العربي النهضوي التقدمي في جميع الأمصار والأقطار الإسلامية والعربية والله المستعان. <