;

خطة القوات المسلحة لفك الحصار ..الحلقة «17» 870

2009-04-28 04:47:17

حصار صنعاء 1967 1968

وعدنا إلى "بوعان" السوق ولعدم وجود أماكن تصلح للمبيت في تلك الليلة تم تنظيف إحدى الديم من بعض الحشرات والمبيت فيها وخلال ذلك إذا بشكوى تصل بواسطة أجهزة الاتصالات الصغيرة محدودة المسافة تقول إن مجموعة من أصحاب العواضي احتلت قرية صغيرة تحت الطريق المقابل لمقهاية "شغدر" فأعطيت الأوامر الشفوية إلى قائد الكتيبة النقيب/ أحمد عبد ربه العواضي خلاصتها أن الاشتباك مع العدو بدأ في موقع "جبال المكحله" "عجل وصلك" مع قوات الكتيبة وما بلغني هو مخالف للاتفاق معك ولكن بسبب حلول الظلام تعذر تحريك الكتيبة في ذلك الوقت وبهذا يكون النقيب/ أحمد العواضي قد قام بالمخالفات التالية:

أولاً: تدخله في مهام كتيبة مشاة دفاعية خلفية في حين أن مهام قواته هي هجومية.

ثانياً: دخوله بيوت المواطنين مما أثر فيهم وجعلهم يترددون في تقديم العون للحملة.

ثالثاً: عدم تنفيذ الأوامر في تحريك الكتيبة في ذلك اليوم والتوجه فيها إلى "بوعان".

وفي "بوعان" وقبل نيل قسط قصير من الراحة والنوم كان التفكير متواصلاً حول قيام الحملات الفرعية على الثلاثة المحاور والتي من مهامها محاولة الاستيلاء وقطع الإمداد والتموين عن المواقع الإستراتيجية الثلاثة وهي، مرتفعات جبل "يسلح"، جبل "عيبان"، وجبل "النبي شعيب". والتي كانت تهدف إلى إضعاف العدو وصرف انتباهه عن خط سير الحملة الرئيسية. . . الخ كما سبق الحديث.

وبالرغم من الانتصار الذي تحقق للحملة الرئيسية في المحور الغربي والذي أصبح لديها قوات مضافة ممن كانوا في "مناخه" ومؤخرة جبل "المنار"، إلا أني كنت قلقاً من احتمال حدوث هجوم مضاد خلفي على الحملة الرئيسية من جهة الغرب من قبل الفريق/ شرده وفي نفس الوقت حدوث هجوم مضاد من جهة الشرق بقيادة قاسم منصر حينها ستكون قوات الحملة الرئيسية في وضع خطير وستصبح قوات الحملة كقطعة لحم بين شقي سندوتش.

وذلك الاحتمال كان التفكير دائماً ومستمراً فيه لأسباب عديدة منها:

1 في حال عدم توفق العمليات الهجومية على المحاور الثلاثة بالقيام بمهامها حسب ما احتوته الخطة وبرنامج العمل الذي تم الاتفاق مع الفريق/ العمري.

2 عدم توفر معلومات عن الفريق/ شرده قائد المحور الغربي.

3 عدم إجراء أي اتصالات سواء مع الفريق العمري أو غيره حتى يتم الوصول إلى العاصمة صنعاء لضمان السرية.

وبعدها ذهبت إلى النوم لسويعات قبل أن أتمكن من وضع برنامج عمل لليوم الثالث للحملة 3/2/1968م وذلك لعدم توفر معلومات من فرق الاستطلاع المباشر وغير المباشر.

أحداث يومي 3 4 فبراير 1968م

في بداية ذلك اليوم كان من أولى المهام هو وضع برنامج للعمليات الحربية وكانت البداية تجهيز الساحات اللازمة لاستقبال بقية القوات التابعة للحملة، وأثناء التجهيزات وصل الشيخ/ أحمد المطري قائد قلعة بوعان بعد أن تم فك الحصار عنه وقواته في قلعة بوعان وتم الاتفاق معه على الآتي:

1 أن يتم ضمه وقواته التي كانت محاصرة إلى حملة القوات المسلحة الرئيسية لفك الحصار وهذا سيعطي الحملة دفعه جديدة بقوات مدربة ستنضم إليها من قبائل بني مطر وسيتم مساواتها بالحقوق والواجبات أسوة بالقوات المسلحة، وقد تم منح الشيخ/ أحمد المطري رتبه نقيب أسوة بقادة القوات الشعبية الذين انضموا إلى القوات المسلحة، على أن يتم تثبيت هذه الرتبة عند التقييم في صنعاء بعد فك الحصار.

2 تتولى قوات النقيب/ أحمد المطري مهام استلام المواقع الإستراتيجية التي سيتم انتزاعها من العدو بواسطة كتيبة المشاة الهجومية.

3 تجهيز خمسين إلى خمسة وسبعين فرداً لاحتمال إشراكهم في عمليات هجومية متوقعة في برنامج عمل القائد وبسرية تامة.

4 متابعه أي نشاط يحدث من قبل قائد المحور الغربي الفريق/ شرده أولاً بأول.

5 المشاركة في تقديم معلومات استطلاعية لموقع "بوعان" وجبال المكحلة بشكل خاص وعدم الاتصال بأي شخص سواء داخل الحملة أو خارجها إلا عبر قائد الحملة.

بعد انتهاء هذا الاتفاق مع النقيب المطري وصلت بقيه قوات الحملة وبعد أن استقرت في الساحات التي حددت لها، تم طلب المسئولين عن الاستطلاع وتم إشراك النقيب/ أحمد المطري معهم.

وكانت نتائج الاستطلاع كما يلي:

1 إن العدو من مواقعه الإستراتيجية الهامة في جبال المكحلة يسيطر على قطاع بوعان بأكمله وعلى الطريق الإسفلتي من بوعان وحتى جسر عصفرة.

2 إن مواقع العدو الإستراتيجية في سفوح جبل النبي شعيب الجنوبية والتي لا زالت تحت سيطرة العدو تطل على جسر عصفره وفي مرماه.

3 تواجد قوات العدو في هذا المواقع تمنع مشاركة كتيبة المشاة الهجومية مما حدد مهمة القتال بأن يكون بمجموعات أطقم قطع الأسلحة الثقيلة.

بدأت المعارك في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً من ذلك اليوم 3/2/ 1968م واستمرت حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي 4/ 2/ 1968م.

وهنا كان الدور الرئيسي لمدافع م ط وحقا كانت المجموعات التابعة للأسلحة الثقيلة لقواتنا تتعامل مع مواقع العدو على جبال المكحلة بحنكة وخبرة ومهارة عالية وتنسيق متناغم بين أطقمها طيلة الأربعة والعشرين ساعة وكانت فعالية المدافع م ط أثناء الاشتباك عالية حيث إن قذائفها استطاعت اختراق بضع أفواه قطع الأسلحة الثقيلة للعدو ففجرتها مما أدى إلى سقوط تلك المواقع تباعاً وتكبد العدو خسائر كبيرة.

وكان هذا هو الانتصار الثاني والهام الأسلحة الثقيلة دون مشاركة كتيبة المشاة الهجومية.

وهنا لابد من الحديث عن المدافع م ط ودورها في تحقيق الانتصار الرائع، فقد كانت تصميماتها ضد أهداف جوية متحركة أساساً وإذا بمواقع العدو على جبال المكحلة وترتفع تقريباً ثلث المسافة الجوية ما أحدث لتصويب تلك المدافع دقة متناهية كون تلك الأهداف ثابته غير متحركة ظهر ذلك بوضوح من هروب الأعداء المحاصرين أولاً.

ثانياً من الذين صعدوا إلى تلك المواقع واخبرونا بأن طلقات تلك المدافع قد اخترقت بعض فوهات مدافع العدو ما جعلنا نفكر في المدافع التي تضرب العاصمة صنعاء وما سمعناه عن صناعتها خصيصاً لمرتفعات اليمن بشكل عام ومرتفعات صنعاء بشكل خاص.

ومن خلال متابعة إسقاط مواقع العدو على سفوح جبل النبي شعيب الوسطى والعليا في اليوم الخامس الذي سيأتي الحديث عنه.

وعودة إلى أحداث يوم 4/ 2/ 1968م فبعد سقوط مواقع العدو على جبال المكحلة في حوالي الساعة العاشرة صباحاً وصل إلى منطقة "بوعان" مجاميع" من الشباب تمثل الحيمة الداخلية وتحديداً من آل بني السياغ كان لوصولهم أثر كبير فقد جعلني استبعد نهائياً فكرة احتمال القيام بهجوم مضاد خلفي من قبل قوات العدو على قواتنا وقد كان وصولهم هو العامل الثاني بعد سقوط المواقع الرئيسية الإستراتيجية في جبال المكحلة الذي أدى إلى رفع الروح المعنوية للمقاتلين من إفراد الحملة مما دفعني إلى الإصغاء والاستماع لما كانوا يرددونه قبل وصولهم إلى مقر القيادة، وللأسف لم أتذكر عبارات الزامل التي أتوا بها إلا إن المعاني كانت تشير بوضوح إلى تقديم الولاء والطاعة للثورة والجمهورية مما دفعني إلى إلقاء كلمة كان فيها الاشادة والترحيب بتلك المجاميع من الشباب والذين يحملون أسلحتهم الشخصية واستعدادهم لتقديم خدماتهم للثورة والجمهورية كما امتدحت قوات الحملة من صف وضباط وجنود الإشادة بما تم تحقيقه من انتصارات وهزيمة للعدو وقلت أن ما تبقى رغم أهميته فهو أهون بكثير مما قد تم اكتساحه واحتلاله ورددت بعض العبارات التي ترددت أثناء الحوار مع مشائخ الحيمتين الداخلية والخارجية أن هذه الحملة هي لفك الحصار كما وأن مهمتها تأديب قطاع الطرق.

ثم وعدت الرجال المقاتلين الذين يؤدون واجبهم القتالي بصدق مع النفس وإخلاص لله وللوطن والثورة بأن أسماءهم ستكتب من خلال المراقبة بدقة على أعمالهم عند الوصول إلى صنعاء وسيتم تحرير شهادات تقديرية لهم من واقع المعارك القتالية التي خاضوها كوثائق تاريخية يعتز بها المقاتل وبالتالي أبناءه وأحفاده، إلى جانب تقديم بعض المبالغ المتواضعة من النقود وكذلك بعض الوسامات من الفضة والنحاس.

تواصلت المعارك من قبل الأسلحة الثقيلة لقواتنا ضد مواقع العدو في سفوح جبل النبي شعيب الجنوبية من الساعة الثانية عشرة ظهراً واستمرت حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي 5/2 1968م مع توقف الأسلحة الثقيلة أثناء الليل واستمرار التراشق المتقطع بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة من كلا الجانبين.

وسقطت مواقع العدو في سفوح جبل النبي شعيب التي تسيطر وتتحكم في مساحة كبيرة من الطريق الإسفلتي وفي نفس الوقت تحمي جسر "عصيفرة" الاستراتيجي الذي دمره العدو لقطع الطريق وإحكام الحصار.

أحداث يومي 5 6 فبراير 1968م:

وكما سبق الذكر أنه وفي العاشرة من صباح هذا اليوم تم إسقاط مواقع العدو الاستراتيجية المتواجدة في سفوح جبل النبي شعيب الجنوبية وبسقوط تلك المواقع أصبح جسر عصفرة وحيداً رغم ما يتواجد من قوات في الحصن المطل على الجسر والمدعوم بقريتين هما "حصن القارة" و "الظهار". <

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد