شهاب الدين المحمدي
القلب يكاد يتفطر حزناً وكمداً وألماً لما يحدث في فلسطين من قبل الاحتلال الصهيوني اللقيط والبغيض وذلك من هتك للأعراض وقتل للأبرياء وتجريف للمزارع وهدم للبيوت على رؤوس ساكنيها، وطرد لسكان القدس الأصليين وتدنيس للمسجد الأقصى المبارك.
فجائع وفضائع تقشعر من هولها الأبدان ويشيب لها الولدان وتهتز لها المشاعر والوجدان.
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع على ما يجري ويحدث من مذابح ومجازر بشعة على أيدي الصهاينة اليهود في فلسطين ككل وغزة والضفة والخليل والقدس على وجه الخصوص، صوراً تجمد الدماء في العروق وتخلع القلوب من الصدور.
كل هذا وغيره يتم على مرأى ومسمع من العالم المتحضر الذي يغني ويرقص كل يوم بحقوق الإنسان وجمعيات الرفق بالحيوان والنظام العالمي الجديد وحرية الأديان إلى آخر هذه الشعارات الزائفة والمزيفة والكاذبة.
قتل امرئٍ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
إنه عالم الوحوش والذئاب. . إنه عالم الأفاعي والثعالب من أحفاد القردة والخنازير وعبدة الطاغوت ، قتل وذبح واغتصاب وتعذيب واعتقال وتهجير كل هذا يحدث طيلة أكثر من نصف قرن فأين مجلس الأمن؟ وأين الأمين العام للأمم المتحدة؟
عجباً عجباً للأنظمة العربية كيف صم سمعها على رهافته؟ وكيف عمي بصرها على حدته؟ وكيف خرس لسانها مع فصاحته؟ أين أمجاد هذه الأنظمة الشبيهة بأمجاد البسوس وحرب داحس والغبراء؟
أين العالم كله بكل مؤسساته وهيئاته؟ وأين العالم الإسلامي الذليل والمهين الذي ينام بطوله على هذه الأرض كالجثة الهامدة التي لا تحرك ساكناً؟
وبح الصوت مني وأنا أدعو
ولكن المسامع في انسداد
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
أهاجرت فلسطين من كوكبنا أم هاجر الكوكب كله من فلسطين؟ صدق والله المتنبي حين قال:
من يهن يسهل الهوان عليه
فما لجرح بميت إيلام. <