كفى محمد سليمان الشوكاني
الذي يتابع وسائل الإعلام منذ عشرات السنين ويسمع ويقرأ المشاداة الكلامية والتلاسن وإطلاق التصريحات بين الصهاينة وإيران يقول أن الحرب ستتفجر فور الانتهاء من تلك التصريحات ويظن أن هذه التصريحات لم تأتي إلا بعد ترتيبات وإعدادات واستعدادات للضربة الذي راح غالب المحللين في تحليلاتهم إلى تضليل المتابع لهم وكأنها حقيقة والأمر بعيد الحصول وما سأذكره من معلومات وحقائق عن المسؤولين من الجانبين ستعرف أن الأمر من باب المناورة لإظهار صورة إيران، أما دول الجوار أنها دولة قوية ليخاف المجاورين لها وتسليم زمام أمرهم لسيطرتها فهذه بعض المعلومات والحقائق التي تدل على عمق العلاقة بين محوري الشرقي الشرق الأوسط والجزيرة والخليج على وجه الخصوص.
أيها القارئ الكريم انظر إلى ما كتب الصحفي اليهودي إلياهوسليتر في صحيفة "هآرتس" في 6/5/1998م يقول: "كثرت مؤخراً في الإعلام الغربي تقارير إيجابية للغاية عن أوضاع اليهود الإيرانيين والذين تمتعوا أيضاً في عهد الرئيس رفسنجاني بحرية العقيدة، ولا يعاني اليهود من أية ضغوط كي يقوموا بغيير ديانتهم، وحسب التقاليد هناك يوجد ممثل للطائفة اليهودية في البرلمان الإيراني، وهذا الشخص هو منوشر الياسي زعيم الطائفة، إن السلطات تتعامل مع اليهود بشكل أو بآخر على أنهم أقلية دينية في إيران أفضل بكثير من أوضاعهم في دول عربية كثيرة.
ولا عجب فقد كانت دولة إيران من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان اليهودي عام 1948م وظلت العلاقات بين البلدين متميزة وعلنية التعود في زمن الثورة الإسلامية في زمن الخميني ومن بعده إلى السر لولا فضيحة إيران غيت ومن لحفظ ماء الوجه أمام الانتقادات التي توجه لطهران من قبل العرب والإسلاميين وغيرهم.
وعلى العكس من ذلك فإن المسلمين السنة في إيران وخصوصاً بعد ثورة الخميني المشؤومة فإنهم يعاملون أسوء معاملة.
وانقل لكم بعضاً من دسائس الخمينية ومكائدهم في حق المسلمين السنة في إيران:
أولاً: منع أئمة المساجد من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة، أما اليهود فهم في حرية تامة من إظهار عقائدهم ونشرها بينما لأئمة الشيعة حرية تامة في مذهبهم، بل والتعدي حتى على عقائد أهل السنة وذلك حيث إنهم عينوا موظفين في المخابرات والمباحث، فمن هناك يستطيع الخطيب السني الخروج عن دائرة ما يريدون، وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لإلقاء الخطب حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة، وليس لأهل السنة إلا إلقاء الخطب العامة التي لا مساس لها بالعقيدة، وإذا خرج الإمام عن حدوده المقررة من قبلهم اتهموه بأنه وهابي، ويريد نشر الوهابية، وبهذا الاتهام قبضوا على عدد من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون الإيرانية، كذلك قاموا باعتقال أفاضل العلماء البارزين ومنهم الشيخ العلامة أحمد مفتي زادة، وهو من محافظة كردستان وذلك لتهمة مطالبته بحقوق المسلمين السنة المهضومة هناك في إيران والشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لكونه أنهى دراسته من المرحلة الابتدائية إلى مرحلة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة باسم أنه وهابي ينشر فكر الوهابية.. اعتقل في أشد السجون الخمينية، وقبل فترة حكموا عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، ثم قتلوه بعد خروجه من السجن.
ثانياً: عدم السماح للسنة من أهل إيران ببناء المساجد والمدارس، بل إن العاصمة الوحيدة على وجه الأرض التي لا يوجد فيها مسجد لأهل السنة هي مدينة طهران عاصمة دولة إيران، وهم بالعكس يبنون لهم مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق المسلمين السنة في إيران.
ثالثاً: هدم المدارس والمساجد للسنة، ففي منطقة بلوشستان هدموا مدرسة ومسجد الشيخ قادر يخشى البلوشي كما تم هدم مسجد للسنة في منطقة كيلان في سيتر ومسجد أيضاً في كونارك جابهار بروجستان.
رابعاً: تخصص جميع وسائل الإعلام الإيرانية لنشر مذهب ومعتقدات الشيعة الخمينية.
خامساً: نشاط المراكز التعليمية ودورها في نشر العقائد والأفكار الخمينية.
سادساً: حرمان المسلمين السنة من شؤونهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية.
وللموضوع بقية.<