علي منصور مقراط
المتابع لتلك الزوبعة الإعلامية التي سبقت إقامة مهرجان زنجبار في أبين وذلك التصعيد الإعلامي للعناصر التي تسمي نفسها بالحراك الجنوبي قد كان يتوقع مفاجأة غير عادية من حيث الحضور على الأقل،لكن المهرجان الذي أقيم في حدود الساعة الثانية ولمدة لا تزيد عن ساعة واحدة فقط كشف أن المسألة مجرد ظاهرة إعلامية سبقت الحدث حيث كان الحضور ضئيلاً جداً والكلمات والبيان وحتى القصائد الشعرية باهتة ومحبطة للحاضرين، ويرى الراصدون للمشهد والمراقبون أن السبب الذي أظهر مهرجان قوى الحراك بشكل باهت يعود إلى عامل الأرض الذي أقيم فيها حيث يعرف أبناؤها بمواقفهم الوحدوية ولا يحتاج هذا إلى التذكير برصيدهم الناصع في الدفاع عن الوحدة لعام 94م وفيما ذهب محللون آخرون إلى القول بعدم وجود قضية وكون هذا العمل يعتبر تجاوزاً صارخاً لقيم الثورة وأهدافها وباختصار للثوابت الوطنية.
* الحاصل أنني أكتب هذه التناولة الصحفية الآن من أرض أبين وأنا قادم لتوي من عاصمة زنجبار إلى مكتب الزميل الإعلامي المستشار محمد الحاج سالم والمهرجان الحراكي كان قد انفض وذهب المشاركون فيه كل إلى منطقته، لكن اللافت للنظر أنه أقيم مهرجان متواضع ولم يحدث فيه أي حوادث أو حتى مجرد احتكاكات بين أصحاب المهرجان والجهات المسؤولة التي رغم أنها منعت إقامته كونه غير قانوني إلا أن إصرار منظموه وبحثهم عن مشاكل وفتن جعل القيادة بالمحافظة تترك حالهم وزاد رفع جميع النقاط والمظاهر الأمنية كافة وحقيقة إن هذه الحكمة للقيادة السياسية العليا والمحافظة قد جسدت ثقتها بأن الجميع مع الوحدة والأرجح تفويت الفرصة أمام عناصر القوى التي كانت تسعى إلى التخريب والصدام مع أجهزة الأمن وهذا ما تداركته القيادة واتخذت القرار الصائب والمدروس الذي حجم وقزم أعداء الوحدة ودعاة الفتنة والتجزئة الذين خطبوا لهم لساعة زمان فذهبوا يجرون أذيال الانكسار وخيبة الأمل كونهم لم يحركوا ساكناً ولم ينالوا شيئاً من مبتغاهم.
* واللافت للنظر أيضاً أن أبين الوحدوية وبوابة نصر الوحدة قد استقبلت يوم أمس المناضل الوحدوي الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الذي قام بزيارتها وتفقد أحوال أبنائها وزار في الوقت ذاته مصانع باتيس للأسمنت وهذا المسؤول الوحدوي الشجاع هو أحد أبناء محافظة أبين البطلة ويمتلك الكثير من الثقل والاحترام والاعتزاز به كمناضل نشأ وتربى في صميم المعركة الوطنية.
حسناً إن زيارة الأخ النائب ومعه كبار المسؤولين في الدولة لمحافظة أبين يوم أمس أي نفس يوم مهرجان الحراك لدليل على بهتان هذا المهرجان الذي أخذ من الضجيج ما لا يستحق والراجح أن نائب رئيس الجمهورية الذي استقبله أبناء أبين بحرارة وتقدير عال قد ترجل أمس واثق الخطوات في أرض أبين المعطاء ولم يلتفت إلى تلك الزوبعة في مهرجان الحراك الذي أقيم في الخطو لعام قبالة المجمع القديم للمحافظة.
* ولعل ما نستطيع قوله هو أن أبين في أمان وتعتبر السد المنيع لمن يحاول المساس بالوحدة وتعيش اليوم في سكينة ونشاط تنموي متواصل فهنيئاً لأبين هذا الألق الوحدوي المتجدد، وهنيئاً لقائد مسيرة الوحدة والتنمية والديمقراطية الرئيس علي عبدالله صالح هذا الوقار والحب والإخلاص من أبين الباسلة والتحية كل التحية لرجال الأمن الساهرين على أمن واستقرار أبين وكل الوطن الحبيب والله الموفق. <