محمد أمين الداهية
إن وطن الثاني والعشرين من مايو ينتظر من أبناءه لحظة ولاء يسجلها التاريخ في صفحات الأوفياء والذين افتقدتهم هذه الصفحات منذ زمن طويل، لا بد على أبناء شعبنا اليمني أن يثبتوا للعالم أن هذا الزمن ليس كما يتصوره البعض زمن الانحطاط وذبول النخوة العربية سيثبت شعبنا العظيم أن بأمكانه تغيير النظرة القاصرة التي يرى بها المترقبون لمستقبل هذا العالم، ومن هنا من أرض اليمن السعيد ستكون الانطلاقة الأولى للنخوة العربية التي يظن الكثير بأنها شارفت على الموت، ونخوة اليمنيين تكمن في وحدتهم التي يعتبرها كل يمني الهواء الذي يتنفسه والنور الذي يمشي على دربه، ونخوة اليمنيين وكرامتهم تأبى مجرد الجدل حول هذا المنجز الذي تحقق بإصرار وإرادة جميع أبناء الوطن في الثاني والعشرين من مايو الأغر 1990م.
إن إرادة الشعب لا يمكن أن تنكسر أو تقهر، وإن الأصوات النشاز التي لا تمثل إلا نفسها ويجب أن تعود إلى جادة الصواب، فوحدة اليمنيين أغلى من دمائهم وليست بالثمن البخس الذي يتصوره هؤلاء، والوطن لم يعد يحتمل المزيد من هذه الإساءات فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ويكفي ما يمر به الوطن من أزمات مختلفة وعلى كل فرد في هذا الوطن أن لا يستسلم للغة العواطف والاستمالات وأيضاً الشعارات الحماسية والتي لا تنخر إلا في جسد هذا الوطن الطاهر، على الجميع أن يتعامل مع مثل هذه المعطيات السلبية بلغة العقل والمنطق وتغليب المصلحة الوطنية على ما دونها، وعلى كافة أبناء وطننا الحبيب أن يوقنوا تمام اليقين أنه وفي ظل هذه الممارسات العدائية للوطن ووحدته المباركة والمناداة إلى العنصرية والمناطقية وما إلى ذلك لن يكون الضحية سوى هذا الوطن وجيل الوحدة والأجيال القادمة، إن ما يعانيه إخواننا في جنوب وطننا الحبيب من غلاء معيشي وبطالة نسبية وما إلى ذلك يعانيه جميع أبناء اليمن عموماً بل إن وجود ذلك على المستوى العالمي ومن يتعامل بالمنطق والعقل يدرك ذلك تماماً، أنا أعرف أن من يعادون الوحدة ويرفعون شعارات الانفصال والتشطير أهدافهم أكبر من ذلك ولكن ما يهم الوطن أبناءه الذي يخشى أن يغرر بهم بالشعارات الوهمية والخطابات الزائفة التي تدعي مصلحة الجموع المحتشدة أثناء المظاهرات والمهرجانات المعادية للوطن والداعية إلى العنصرية والمناطقية.
أخيراً الوطن ينتظر إدانة واستنكاراً جماهيرياً لما يحدث من اعتداء وتطاول على وطننا الحبيب من قبل ثلة نفعيين وعلى قواعدهم أن تفقه مآربهم.<